لا خير فينا ان لم نقلها … هكذا تكون القيادة
يوسف عيسى عبدالكريم
قدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتس هاليفي استقالته من منصبه وكتب هاليفي ، في رسالته: “في صباح السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ، وتحت قيادتي ، فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في مهمته لحماية مواطني إسرائيل. لقد دفعت دولة إسرائيل ثمنًا باهظًا ومؤلمًا في الأرواح التي أزهقت ، وفي أولئك الذين أُخذوا رهائن ، وفي الجرحى جسديًا وعقليًا”.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أعطى هاليفي مهلة نهائية حتى الثلاثين من يناير / كانون الثاني لاستكمال التحقيقات العسكرية الداخلية في الفشل في منع هجوم حماس في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023م .
من المهم الإشارة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لم يتردد في الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية ، رغم أن بلاده تخوض حربًا في الوقت الحالي ، كما لم يخشى أن تفسر استقالته على أنها هروب من الواقع. فقد أعلن الرجل استقالته بكل مسؤولية مشيرًا إلى أنه فشل في حماية من كان من واجبه حمايتهم ، وبالتالي فهو لا يستحق الاستمرار في هذا المنصب.
وبالمقارنة لم يجد الجنرال من يحرق له البخور أو يروّج له الانتصارات الزائفة ، أو يعفيه من المسؤولية ويعتبر ان كل ما حدث قضاءً وقدرًا كما حدث عندنا . كان الرجل صريحًا مع نفسه ، متقبلًا لفشله ومتحملًا لعجزه في منع الكارثة لأنه يدرك تمامًا أن من تسبب في الهزيمة يصعب عليه تحقيق النصر ، إن لم يكن ذلك مستحيلاً عليه . ولمثل هؤلاء القادة ، تُرفع القبعات احترامًا.
يظل التاريخ شاهداً على الأحداث ، وفي يوم من الأيام سينكشف الغطاء ، وسيدرك الناس الحقيقة كما تُشرق الشمس في كبد السماء ، وسيتعرفون على جانب آخر من القصة التي يُراد لها أن تبقى مخفية.
والرسالة هنا موجهة إلى أولئك الذين تزين صدورهم الأوسمة والنياشين ، وتُزخرف حوائطهم أنواط الشجاعة والجدارة والخدمة الطويلة الممتازة. إلى الذين قضوا زهرة شبابهم في أروقة الاستخبارات والمخابرات والأمن الداخلي والخارجي والمباحث ، والذين كانت مسؤوليتهم يوم 14 أبريل ، قبل الحرب بيوم واحد ، هي حمايتنا والسهر على أمننا كشعب وفقاً للقانون.
الذين لم نتردد في دعمهم ولمدة ثلاثين عاما خلت ورغم حاجتنا الماسة للصحة والتعليم والبنية التحتية ، حيث خصصنا لهم 80٪ من الموازنة العامة في البلاد لتجهيزهم وتسليحهم.
أولئك الذين لم نحسدهم على أي من المزايا ، سواء كانت سيارات “الـ آي تي إن” أو “الجياد المضلعة” أو “السوناتا” أو “كرونة الجيش”.
أو نحاسبهم على إهدار المال العام في بناء أبراج القيادة العامة ذات المداخل المتعددة ، مثل مدخل البحرية ومدخل الجوية ومدخل البرية. ومجمعات الضباط الشاهقة والفارهة .
الى القادة الذين يملؤون الشارع السوداني بالضجيج الآن … من منكم لديه الشجاعة للاعتراف بالفشل في حمايتنا وتحمل مسؤولية ما حدث في 15 أبريل ، والخروج إلى العلن لتقديم استقالته؟ لنرفع له القبعة ، كما فعل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة