اخبار السودان

هل رجل الحرب يصلح لإعمار ما دمرته الحرب ؟ 

ياسر عبد الكريم

ياسر إبراهيم

 

لا يوجد رئيس في الدنيا خدم بلاده كما خدم ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بلاده.

في 1940م كانت حرب بريطانيا مع المانيا النازية والتي كانت من اقوى جيوش العالم وقاد بلاده الى نصر عظيم . وكان يتحدث للبريطانيبن يوميا عبر الاذاعة عن سير المعارك ويرفع من روحهم المعنوية . وفي اكتر من مرة استقل طائرة حربية واخترق خطوط النار معرضا نفسه للخطر وفي 1945م وقعت المانيا تفاهم واستسلام بشروط بريطانيا . وبهذا انقذ تشرشل بلاده من هزيمة محققة ضد اعتى جيوش العالم .

 

تخيل لو كان تشرشل في السودان او اي دولة عربية متخلفة لنصب نفسه رئيسا مدى الحياة والفت فيه ندى القلعة الاغاني وظهرت مجموعة من الاعلامين والانصرافيين يمدحونه وظهرت مجموعة باسم كلنا هذا القائد ومجموعة تسمي نفسها فوضناك حاكم للسودان مدى الحياة وتنصب له الصور وعليها كلنا معاك والشعب وراك واعتبروه الزعيم الملهم والقائد الكاهن الذكي ..

 

لكن حدث العكس في بريطانيا .. خاض تشرشل الانتخابات بعد الحرب مباشرة وظن ان حب البريطانيين له للابد ولجميع المراحل وحتما سيفوز بالانتخابات ولكن فاز بها خصمه في حزب العمال .

 

الشعب البريطاني لا ينسى دور تشرشل واعتبروه قائد عظيم واثناء الحرب عظموه وكانوا يمدحونه بانه رجل المرحلة بجدارة وكان فعلا كذلك ولكنه ليس الافضل من يقود البلاد ما بعد الحرب …. وعرف البريطانيبن قيمته وانتخبوه بعد الدورة الاولى من الحرب وكسب الجولة وفاز في انتخابات التالية .

وعندما مات تشرشل عمل له البريطانيين جنازة العظماء . لكنهم لم ينتخبوه بعد الحرب لانهم يريدون رئيس جديد بافكار جديدة مرحلة اعمار وترميم ما دمرته الحرب ..

 

لقد ارتبط في ذهن الناس كل من يعارض القيادة فهو خائن وعميل فهذا ليس صحيحا التعميم للكل مخل جدا . الكتير ضد شرعنة المليشيا وضد انتهاكاتها وضد من يدعمها او يعيد اليها الروح كلما كادت ان تفيض الى بارئها لكنه ضد القيادة الى الابد كما يؤمن ان كل مرحلة لها من يديرها والغالبية تؤمن ان هؤلاء القادة قادوا البلاد الى النصر العظيم في ظروف قاسية وتلاطم امواج دولية خطيرة نشكرهم على هذا العطاء وسنخلدهم في التاريخ وسيكتب عنكم التاريخ الكثير في ما اخفقتم وفي ما اصلحتم . واما بعد ان تضع الحرب اوزارها نقول لهم شكرا لكم اتيتم لنا بالنصر وسحقتم المليشيا الى ابد الابدين وانقذتم البلاد والعباد من مؤامرة دولية خطيرة وشر مستطير ولكن بعد هذا المجهود قد لا تصلحون لقيادة البلاد في المرحلة القادمة لانها باختصار هي مرحلة بناء ما دمرته الحرب وترميم نسيج مجتمع ضربته الكثير من العواصف كادت ان تمزقه اربا وان تقتلع اهم سماته في التسامح والتعايش السلمي من الاجدر ان يقود البلاد من هم اجدر بذلك فهي مرحلة تختلف تماما عن سابقاتها . فكل مرحلة ولها ناسها .

 

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *