اخبار المغرب

عودة ترامب للبيت الأبيض.. المغرب ينتظر ترجمة أقوال دعم مغربية الصحراء إلى أفعال

يترقب عودة الدفئ إلى العلاقات المغربية الأمريكية خلال السنوات القادمة، مع رجوع المرشح الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض، بعد فترة اتسمت بـ”الباردة” في عهد سلفه الديمقراطي جو بايدن.

ويتوقع، استكمال ما تم تجميده من مشاريع واستثمارات تضمنتها بنود اتفاقية أبراهام، التي تم توقيعها سنة 2020 بين الملك محمد السادس محمد السادس وترامب، والتي أسفرت عن اعتراف رسمي من واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه.

وفي إشارة تؤكد ثبات الموقف الأمريكي من دعم مغربية الصحراء، قامت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، بتحديث معلوماتها حول خريطة المغرب، معترفة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية. وجاء في وصفها للخريطة على موقعها الرسمي، مايلي، “تُظهر خريطة المغرب المراكز السكانية الرئيسية بالإضافة إلى أجزاء من الدول المجاورة وشمال المحيط الأطلسي.

أحمد نورالدين، الخبير في العلاقات الدولية والياحث في ملف الصحراء، أكد أن فتح قنصلية أمريكية في الداخلة كان التزاما دبلوماسيا للإدارة الأمريكية في الفترة الإنتدابية الأولى للرئيس دونالد ترامب. متعللا بزيارة السفير الأمريكي آنذاك دافيد فيتشر مدينة الداخلة، وكذلك نائب وزير الخارجية الأمريكي شينكر.

وقال أحمد نورالدين، في تصريح لـ”العمق”، إن استكمال ما بدأه ترامب في ولايته السابقة سيكون من بين نقاط أجندة التعاون بين البلدين،  موردا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيرغب بردّ الاعتبار لنفسه من خلال تنفيذ بعض القرارات التي جمدتها إدارة سلفه.

رغم مرور 5 سنوات على وعد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بافتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة،إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بادين، أجلت فتح قنصلية لواشنطن بالمدينة الجنوبية للمملكة المغربية.وأكد ريشتر فيرما، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشؤون الإدارة والموارد، ردا على سؤال حول هذا الموضوع، “عدم وجود تخطيط لأفق زمني محدد لفتح القنصلية الأمريكية في الداخلة، على الأقل في ميزانية 2025”.

ورغم عدم ترجمة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إلى أفعال بإحداث قنصلية أمريكية بالأقاليم الجنوبية، إلا أن  الولايات المتحدة جدد التأكيد على عهد الرئيس السابق جو بايدن  أنه ليس هناك “أي تغيير”في موقفها بخصوص الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وهو ما اعتبر بمثابة صدمة للجبهة الانفصالية وحاضنتها الجزائرية التي تتباكى اليوم على غياب مبعوث أممي جديد في الصحراء.

وأكدت إدارة الرئيس جو بايدن”، على أنه “ليس هناك تغيير”حول القضية، في استمرار واضح لموقف الولايات المتحدة بشأن موضوع الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، الذي أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب” في 10 دجنبر من سنة 2020.

وأضاف المتحدث ذاته، أن على الخارجية المغربية أن تحضر ملفاتها ومطالبها ومقترحاتها، وألا تعتبر الأمر مقضياً به، مؤكدا أن المعركة ما تزال مستمرة، وأن الجبهة الانفصالية في حالة موت سريري منذ سنوات ولكن علينا أن نستكمل إجراءات الدفن.

وأشار نورالدين إلى التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، والتي تنوه بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين واشنطن والرباط، باعتبار المغرب  فرصة اقتصادية لأمريكا في افريقيا. وأورد، أن تصريح الوزير يتماشى مع استراتيجية المملكة في تعزيز علاقاتها مع إفريقيا من خلال مشاريع مثل التحالف مع دول الساحل، ومنظمة التعاون بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز نيجيرياالمغرب.

وسجل الخبير في العلاقلات الدولية، أن التعاون العسكري والأمني بين البلدين قد يؤدي إلى زيادة الاستثمارات الأمريكية في التصنيع الحربي بالمغرب، مضيفا “ومع ذلك، يجب على الخارجية المغربية أن تجهز ملفاتها ومطالبها لتكون على أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة.”

وأكد نور الدين، أنه رغم الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء والعلاقات القوية بين البلدين، يجب على المغرب أن يواصل تعزيز دبلوماسيته، لأن حل نزاع الصحراء يعتمد على ديناميكية الدبلوماسية المغربية ورؤيتها الواضحة بشأن الخطوات القادمة.

وشدد الباحث في شؤون ملف الصحراء، على أنه لا يجب انتظار المبادرة من واشنطن، حيث قامت بالخطوة الأهم بالاعتراف بسيادة المغرب، قبل أن يستدرك “ولكن يجب على المغرب تقديم ملف متكامل للإدارة الأمريكية يشمل مطالب ومقترحات عملية.”

هذا، وكان سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، ديفيد فيشر، أكد أن افتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بالداخلة، من شأنه “تشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة”.

وأوضح فيشر، وفق بلاغ سابق لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، أن افتتاح قنصلية جديدة للولايات المتحدة “سيمكن من الاستفادة بشكل أفضل من موقع المغرب الاستراتيجي كقطب للتجارة بكل من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وسيسمح ذلك على الخصوص بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة”.

وأبرز الدبلوماسي الأمريكي، الذي حل بالداخلة لإعطاء انطلاقة العملية الرسمية لافتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بالمدينة، أن “زيارتنا اليوم لمدينة الداخلة تعتبر حدثا تاريخيا إضافيا يميز علاقة الصداقة ما بين المملكة المغربية والولايات المتحدة التي تمتد على مدى مائتي سنة”.

 

 

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *