اليوم الثالث من بدء وقف إطلاق النار في غزة.. تواصل انتشال جثامين الشهداء
أمد/ غزة: في اليوم الثالث من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال.
فيما أكدت مصادر محلية استمرار دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح البري لليوم الثالث على التوالي.
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة
أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 47,107 شهداء، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,147 جريحًا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن 72 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منهم 68 شهيدا انتُشلت جثامينهم، كما استُشهد مواطن متأثرا بإصابته، كما وصلت 56 إصابة إلى المستشفيات، نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت المصادر أن عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تزال طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
أصيب، يوم الثلاثاء، شاب برصاص الاحتلال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال المتمركزة شرق مخيم البريج، أطلقت النار صوب شاب وأصابته، فنُقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات.
استُشهد مواطن، اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن المواطن سالم أبو شبيكة استُشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال في حي تل السلطان غربي مدينة رفح.
أصيب مواطنان بنيران قوات الاحتلال في عمليتين منفصلتين، يوم الثلاثاء، في بحر مدينة غزة، وفي حي الصبرة جنوب غرب المدينة.
وأوضحت مصادر محلية، بأن صيادا أصيب بجروح خطيرة بنيران زوارق حربية إسرائيلية في بحر مدينة غزة، بينما أصيب آخر بنيران مُسيرة إسرائيلية بمحيط ديوان أبو شريعة بحي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة.
وفي السياق، أفادت مصادر طبية، بأن طواقم الإنقاذ ومواطنين تمكنوا من انتشال جثامين 66 شهيدا من تحت ركام المنازل المدمرة جنوبي وشمالي قطاع غزة أمس الاثنين.
وتشير المعطيات الصحية أن تم انتشال أكثر من 137 شهيدا من مدينة رفح، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد.
أرقام صادمة جديدة حول الحرب العدوانية ضد قطاع غزة
نشر المكتب إعلام حماس تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة والتي استمرت 470 يوماً.
وقال المكتب في بيان له ” (470) يوماً استمرت حرب الإبادة الجماعية حيث ارتكبت قوات الاحتلال (10,100) مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بشكل عام سقط خلالها (61,182) شهيداً ومفقوداً، و(14,222) مفقودا لم يصلوا إلى المستشفيات حتى 18 يناير 2025 و (46,960) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات (وزارة الصحة).
وأضاف البيان: كما ارتكب الاحتلال (9,268) مجزرة ارتكبها الاحتلال ضد العائلات الفلسطينية واياد الاحتلال (2,092) عائلة فلسطينية بل ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5,967 شهيداً.
وأردف البيان ” واباد الاحتلال (4,889) عائلة فلسطينية الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فرداً واحداً فقط، وعدد أفراد هذه العائلات فاق 8,980 شهيداً كما سقط (17,861) شهيداً من الأطفال وكذلك استشهاد (214) طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية بجانب استشهاد (808) أطفال خلال حرب الإبادة وعمرهم أقل من عام.
وأشار البيان الي ان (44) استشهدوا بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء وسياسة التجويع وكذا استشهاد (8) نتيجة البرد الشديد في خيام النازحين بينهم 7 أطفال.
واكمل البيا : وبلغ الشهداء من النساء (12,316) شهيدة من النساء قتلهن الاحتلال “الإسرائيلي وكذا استشهد (1,155) شهيداً من الطواقم الطبية بجانب (94) شهيداً من الدفاع المدني قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي”.
وتابع: وبلغ شهداء الصحافة (205) شهداء من الصحفيين قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي وكذا (736) شهيداً من عناصر وشرطة تأمين مساعدات قتلهم الاحتلال.
كما أقام الاحتلال (7) مقابر جماعية الاحتلال داخل المستشفيات بالإضافة الي انتشال (520) شهيداً من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات.
ونوه البيان الي ان (110,725) جريحاً ومصاباً وصلوا إلى المستشفيات. (وزارة الصحة) بجانب (15,000) جريح بحاجة إلى عملية تأهيل طويلة الأمد.
وبلغت حالات البتر (4,500) حالة بتر، بينهم 18% من فئة الأطفال. (وزارة الصحة)، مشيرا الي ان (70%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء و (400) جريح ومُصاب من الصحفيين والإعلاميين.
كما استهدف الاحتلال (220) مركزاً للإيواء والنُّزُوح استهدفها الاحتلال “الإسرائيلي.
وقال البيان ” (38,495) طفلاً يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما و(13,901) امرأة فقدت زوجها خلال حرب الإبادة الجماعية و (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
وأضاف: (2,136,026) حالة أُصيبت بأمراض معدية نتيجة النزوح. (وزارة الصحة) بالإضافة الي ان هناك (71,338) حالة أُصيبت بعدوى التهابات الكبد الوبائي بسبب النزوح و(60,000) سيدة حامل تقريباً مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.
كما تم اعتقال (6,600) من قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بالإضافة الي (360) حالة اعتقال من الكوادر الصحية (الاحتلال أعدم 3 أطباء داخل السجون) و (48) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماهم و(26) حالة اعتقال لعناصر الدفاع المدني.
فيما بلغ عدد النازحين 2 مليون نازح في قطاع غزة.
ودمر الاحتلال (216) مقراً حكومياً دمرها الاحتلال “الإسرائيلي” و (137) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي و (357) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
وقتل الاحتلال(12,800) طالب وطالبة خلال الحرب وكذا (760) معلماً وموظفاً تربوياً بجانب حرمان (785,000) طالب وطالبة حرمهم الاحتلال “الإسرائيلي” من التعليم في سلك التعليم قتلهم الاحتلال خلال الحرب.
وأعدم الاحتلال (150) عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً وباحثاً أعدمهم الاحتلال.
وذكر البيان الي ان الاحتلال دمر (823) مسجداً بشكل كلي و(158) مسجداً بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم بجانب (3) كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال.
نازحون في جنوب قطاع غزة ينتظرون العودة إلى الشمال لدفن جثامين أقاربهم
ينتظر المواطن عاهد الشوا بفارغ الصبر، العودة إلى مكان سكنه في مدينة غزة، بعد دخول اتفاق “وقف إطلاق النار” حيز التنفيذ الأحد الماضي.
ونزح الشوا مع عائلته إلى رفح جنوب القطاع في الأشهر الأولى من حرب الإبادة الإسرائيلية، بحثا عن “مكان آمن” يحميهم من غارات الاحتلال العشوائية، حيث لجأوا إلى أحد المنازل، لكن الاحتلال لم يترك أي مكان في القطاع من شماله إلى جنوبه إلا واستهدفه بالقصف بالطائرات والدبابات والزوارق الحربية، عدا عن الاجتياحات البرية.
ففي ليلة 26 آذار/مارس 2024، قصف الاحتلال المنزل الذي لجأت إليه عائلة الشوا، ما أسفر عن استشهاد زوجته علا وابنته تمام، وأصيب هو وأبناؤه الأربعة بجروح متفاوتة، حيث بترت ساقا ابنه البكر عاصم، وأصيب مهند ومحمد بجروح متوسطة، وأمضى ابنه الأصغر عبد الله أياما في العناية المركزة.
وما زال الشوا يعيش ألم فقدان الأحبة وآلام إصابات أبنائه وعطش العودة لبيته. وفي خيمة النزوح التي لجأ إليها مع أبنائه الأربعة، قال الشوا (63 عاما) لـ”وفا”: “متشوق للعودة إلى بيتي لألملم ما تبقى منه، وأنقل رفات زوجتي وابنتي وأدفنهما بالقرب من مكان سكني”.
أما المواطن سامي أبو سالم، فيعيش ألمًا متجددًا كل يوم بعد النزوح إلى جنوب غزة هربًا من القصف في شمالها.
وتلقى أبو سالم خبر قصف منزله الذي كان يعقد عليه أمله في استعادة جزء مما فقد. ويعيش أبو سالم معاناة مركبة؛ خسارة منزله الذي كان يحمل ذكريات عائلته وفقدان أخيه يوسف، الذي استشهد في العدوان الأخير على شمال القطاع.
وقال أبو سالم إنه متشوق للعودة لدفن أخيه وانتشال وثائق مهمة من تحت أربعة طوابق تكون منها بيت العائلة.
وفي وسط قطاع غزة، تتجسد معاناة أخرى لعائلة أم محمود، التي لجأت من بيت لاهيا إلى خيمة أقامتها في أرض خالية بعد أن فقدت منزلها جراء قصف الاحتلال في بداية العدوان الأخير.
وتعيش العائلة ظروفًا مأساوية تحت خيمة لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف. أطفال العائلة الأربعة محرومون من أساسيات الحياة، بما في ذلك التعليم والماء والكهرباء، في ظل ظروف قاسية فرضها النزوح، كما تقول أم محمود.
وقالت أم محمود إن الخيام التي كان يفترض أن تكون مأوى مؤقتًا تحولت إلى واقع طويل المدى. ووسط هذه المأساة، لا تزال أم محمود تنتظر يومًا ينهي معاناتها، وتتمكن من العودة إلى حياتها التي فقدتها تحت الأنقاض.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت او تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين الدكتور ريك بيبركورن: “إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل”.
وأضاف: “ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها”.
وأكد المستشار الإعلامي والمتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، أن عملية إعادة إعمار القطاع تفوق قدرات الوكالة نظرا للضرر الشديد والتدمير اللذين لحقا بكل مقومات الحياة في القطاع.
وأضاف: “يمكن للوكالة المساهمة في إعادة تأهيل البنى التحتية في المخيمات وعودة عمل الموظفين داخلها، وتشغيل الآبار التابعة لها”.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، قال أبو حسنة، إن عمل الوكالة تضاعف خلال اليومين الماضيين عقب دخول أكثر من ألف شاحنة مساعدات، حيث يعمل الآلاف من الموظفين بأقصى طاقة في عملية توزيع المواد الغذائية، لافتا إلى أن الحديث عن البنية التحتية الخدمية في القطاع يحتاج إلى التركيز على الأساسيات، مثل تمكين البلديات من إعادة تشغيل المياه وخطوطها وإصلاح الآبار، وكذلك شركات الكهرباء التي تحتاج إلى أسلاك ومولدات وخطوط ضغط عالٍ.
وأوضح أن عملية البحث عن المفقودين، الذين يتجاوز عددهم الآلاف من الجثث تحت الأنقاض، تحتاج إلى تخطيط وعمل فرق خاصة لديها خبرة، خاصة فيما يتعلق بالقذائف غير المنفجرة التي قُدر عددها بعشرات الآلاف وفقا للأمم المتحدة، معربا عن قلقه من الممارسات والعراقيل الإسرائيلية التي تواجهها الوكالة وموظفوها، وما سيترتب على ذلك من عقبات.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق عبر استهدافه للمدنيين العزّل الذين يحاولون العودة إلى أماكن سكنهم وتفقد ما حل بمنازلهم، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن اتفاق “وقف إطلاق النار” في قطاع غزة يقدم “شعاع أمل”، على الرغم من التحديات العديدة.
وأضاف خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، أن الأمم المتحدة تقوم بدورها لضمان التوسع السريع في العمليات الإنسانية، داعيا إلى ضمان أن يؤدي هذا الاتفاق إلى وقف إطلاق النار الدائم في غزة.
وأكد أنه “يجب أن يُترجم على الأرض إلى أربعة إجراءات متزامنة على الأقل: يجب أن تكون كيانات الأمم المتحدة بما في ذلك العمود الفقري لاستجابتنا الإنسانية، الأونروا” قادرة على أداء وظائفها دون عوائق، وتوسيع نطاق تقديم المساعدات والخدمات الأساسية يتطلب ظروفا آمنة وبيئة عمل مواتية، بما في ذلك السماح بمعدات الحماية والاتصالات واستعادة النظام العام، ويجب أن يتمكن الناس من الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة ويجب أيضا السماح للإمدادات التجارية الكافية بالدخول إلى غزة. ويجب حماية المدنيين، ويجب أن يكون لدى الساعين إلى العودة إلى مجتمعاتهم ممر آمن”.
جيش الاحتلال: يمكن لسكان شمال غزة العودة الإسبوع القادم إذا التزمت حماس بالاتفاق
أعلن الاحتلال يوم الثلاثاء، أنه بإمكان سكان غزة العودة إلى شمال القطاع، ابتداءً من الأسبوع المقبل، في حال التزمت حركة حماس بالاتفاق، وسيتم إصدار توجيهات بهذا الشأن.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال في بيان، “أود توضيح الأمور التالية لتفادي الاحتكاكات وسوء الفهم، نحن في الجيش ننوي التأكد من تطبيق كافة تفاصيل الاتفاق”.
وأضاف “بناء على الاتفاق تبقى قوات الجيش منتشرة في مناطق محددة في قطاع غزة، يجب عدم الاقتراب في المنطقة حتى إشعار آخر، الاقتراب إلى القوات يعرضكم للخطر”.
وتابع “لا يزال التحرك من جنوب إلى شمال قطاع غزة أو نحو طريق نتساريم خطيرا في ضوء أنشطة الجيش في المنطقة، ونحذر السكان من مغبة الاقتراب إلى قوات جيش الدفاع عامة وفي منطقة محور نتساريم على وجه الخصوص”.
وأردف “إذا التزمت حماس بكافة تفاصيل الاتفاق فابتداء من الأسبوع المقبل سيتمكن سكان قطاع غزة من العودة إلى شمال القطاع وسيتم إصدار توجيهات بهذا الشأن”.
وذكر البيان “في منطقة جنوب القطاع من الخطر الاقتراب إلى منطقة معبر رفح ومنطقة محور فيلادلفيا وكافة مناطق تمركز القوات”.
وأشار إلى أنه “في المنطقة البحرية على طول القطاع هناك خطر كبير لممارسة الصيد والسباحة والغوص ونحذر من الدخول إلى البحر في الأيام المقبلة”.
وختم البيان “ممنوع الاقتراب إلى الأراضي الإسرائيلية وإلى المنطقة العازلة، الاقتراب إلى المنطقة العازلة خطير للغاية”.
سلطة المياه: دمار كبير لحق بقطاع المياه والصرف الصحي شمال غزة
أعلنت سلطة المياه اليوم الثلاثاء أن طواقمها باشرت منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، القيام بعملية مسح ميداني سريعة لمرافق المياه والصرف الصحي في مناطق شمال قطاع غزة، التي شهدت حصارا مشددا طيلة فترة العدوان، أدى إلى صعوبة في تنفيذ التدخلات اللازمة في كثير من الأحيان.
وأكدت سلطة المياه، في بيان، أن نتائج عملية المسح كشفت وجود دمار هائل في المناطق الشمالية، إذ تم تدمير أكثر من 70% بشكل كامل منها حوالي 25 بئر مياه.
وأشارت إلى أن الدمار الحالي تسبب في انهيار كامل لمنظومة تزويد المياه في شمال غزة، التي كانت تعاني على مدار العام الماضي من نقص حاد في كميات المياه، إذ انخفضت إلى معدلات متدنية جدا بلغت حوالي 3 لترات يوميا للفرد، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية مع انهيار منظومتي الضخ والمعالجة لمياه الصرف الصحي، حيث شملت عملية التقييم محطة الضخ المركزية في بيت لاهيا التي ما زالت قائمة رغم الاستهداف المباشر مع وجود أعطال شديدة في المكونات الميكانيكية والكهروميكانيكية للمضخة والخط الناقل الخاص بها.
وبينت أنها عملت على مدار العام السابق على دعم تشغيل حوالي 35 بئر مياه ومحطة ضخ رئيسية في محافظة شمال غزة من خلال تزويدها بالوقود اللازم لتشغيلها، إضافة إلى متابعة عمليات الإصلاح والصيانة بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات الشريكة، كما اشتملت الجهود الانتهاء من أعمال الصيانة والإصلاح لخط السيل المتعلق بمحطة الصرف الصحي (محادر) في جباليا وإعادة تفعيلها والتعامل مع الأضرار التي طالت مجموعة من الآبار التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي خلال العدوان.
وبينت أنها استأنفت تزويد الوقود لتسعة آبار مياه جوفية تعد الوحيدة القابلة للتشغيل في محافظة شمال غزة بعد التدمير الهائل الذي شهدته المنطقة، وذلك كاستجابة عاجلة لتزويد المواطنين بالمياه وتوفير الحد الأدنى منها لتعزيز صمودهم في أماكن سكنهم في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
“أوتشا”: لا وقت لإضاعته أمام تلبية احتياجات المأوى بغزة
قال متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لايركه، إنه ليس هناك وقت لتضييعه لتلبية احتياجات المأوى لسكان غزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، في مدينة جنيف السويسرية، أشار فيه لايركه إلى دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري حيز التنفيذ.
وأكد ضرورة استمرار وقف إطلاق النار، قائلا: “الآن هو وقت الأمل الكبير، لكن بطبيعة الحال، لا ينبغي لأحد أن يقلل من شأن التعقيدات المقبلة، إن إزالة الحطام والتخلص من الذخائر المتفجرة التي خلّفتها الحرب هي من بعض هذه الأمور”.
وشدد على ضرورة إيصال المساعدات بالطاقة القصوى، قائلا: “الجوع منتشر على نطاق واسع، والناس بلا مأوى، والأمراض والإصابات شائعة. هناك سحابة من الصدمة النفسية العميقة تخيم على غزة”.
وأضاف: “تشمل أولوياتنا تقديم المساعدات الغذائية، وفتح المخابز، وتوفير الرعاية الصحية، وإعادة تفعيل المستشفيات، وتوفير الإمدادات لإصلاح شبكات المياه والملاجئ”.
وفيما يخص الدمار الكبير في غزة، قال لايركه: “يبني الناس ملاجئهم الخاصة بإمكانياتهم الذاتية. لذا فإن جزءًا من المهمة هنا هو العثور على مأوى. كلما تم العثور عليه أسرع، كان ذلك أفضل. ليس هناك وقت لنضيعه”.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد تم تدمير 160 ألف منزل في غزة، وتضرر 276 ألف منزل بشكل كبير أو جزئي بسبب العدوان الإسرائيلي. وهذا يعني أن 92% من المساكن في غزة إما دُمرت أو تضررت.
الأونروا: إعادة إعمار قطاع غزة تفوق قدراتنا
أكد المستشار الإعلامي والمتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، عدنان أبو حسنة، اليوم الثلاثاء، أن عملية إعادة إعمار القطاع تفوق قدرات الوكالة نظرا للضرر الشديد والتدمير اللذين لحقا بكل مقومات الحياة في القطاع.
وأضاف، يمكن للوكالة المساهمة في إعادة تأهيل البنى التحتية في المخيمات وعودة عمل الموظفين داخلها، وتشغيل الآبار التابعة لها.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، قال أبو حسنة، إن عمل الوكالة تضاعف خلال اليومين الماضيين عقب دخول أكثر من ألف شاحنة مساعدات، حيث يعمل الآلاف من الموظفين بأقصى طاقة في عملية توزيع المواد الغذائية، لافتا إلى أن الحديث عن البنية التحتية الخدمية في القطاع يحتاج إلى التركيز على الأساسيات، مثل تمكين البلديات من إعادة تشغيل المياه وخطوطها وإصلاح الآبار، وكذلك شركات الكهرباء التي تحتاج إلى أسلاك ومولدات وخطوط ضغط عالٍ.
وأوضح أن عملية البحث عن المفقودين، الذين يتجاوز عددهم الآلاف من الجثث تحت الأنقاض، تحتاج إلى تخطيط وعمل فرق خاصة لديها خبرة، خاصة فيما يتعلق بالقذائف غير المنفجرة التي قُدر عددها بعشرات الآلاف وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، معربا عن قلقه من الممارسات والعراقيل الإسرائيلية التي تواجهها الوكالة وموظفوها، وما سيترتب على ذلك من عقبات.