والدي لا يهتم لمصيري بعد أن انكسر ظهري..
سيدتي، بعد التحية والسلام أحييك وأحيي كل قراء منبر قلوب حائرة وأتمنى من كل قلبي أن أسعد برد يثلج صدري فأنا والله في ورطة ما بعدها ورطة.
سيدتي، لست أطلب منك سوى أن تنيري دربي فقد إستبدّ بي اليأس والقنوط. بسبب والدي الذي قضى على كل جميل في حياتي بدء بفرض الزواج عليّ بشخص لا أكن له من الحبّ شيئا. انتهاء برفضه مسألة عودتي إلى البيت بعد طلاقي من ذلك الزوج. الذي جاهر بخيانته لي وعدم تقديره لكوني زوجته.
سيدتي أنا حقا أعاني الأمرين، فحجم المعانات تكبدتها بمفردي، ولا أرى سوى الظلام عنوانا لمستقبلي المبهم بعد طلاقي. فعوض أن أجد لي صدرا حنونا يحتوي ألمي وشجني ويكون الدفع لي في الحياة. وجدت نفسي بسبب أبي أذهب لبيت عمي لأقضي بعض الأيام بين أبنائه وزوجته.
والكل هناك مستغرب من ردة فعل والدي الذي هدد والدتي وأخواتي البنات إن هم تواصلوا معي أو فتحوا لي أبواب البيت في غيابه. هل يعقل هذا سيدتي؟ أهذا هو مصيري؟. كيف لي أن أبدّد يأسي بعد كل ما إستفحل بي من همّ؟. أنا بائسة محبطة، فهل من كلمة تجبر بخاطري؟.
أختكم ل.نورة من الشرق الجزائري.
الرد:
متعبة هي التفاصيل التي تأتي بعد خيبة أمل كبيرة تمسّ بالطيبين. قلبك المسجّى بالحزن والأسى بنيتي لم يجد من يحتضنه. وقد أدار أقرب المقربين إليك ظهره في عزّ الأزمة.
هو والدك الذي من المفروض أن يكون أول المرحبين بك بعد كل هذا الإنكسار والهوان الذي ذقته. الله وحده أعلم إن كان بتصرفه هذا يداري فداحة خطئه بتزويجه لك لمن هو ليس أهلا بقلبك وكيانك. أم أنه ضعف أمام ما سيكون من كلام الناس وتهكمهم وأفكارهم المغلوطة عنك إن هم بلغهم خبر طلاقك.
من الصعب أن تغيري موقف أبيك في الوقت الحالي، ولن يكون بمقدورك فتح باب الحوار معه. ومن جهتي أنصحك أن تحمدي الله أنك وجدت بيت عمّك الذين أغدقوا عليك بالحنوّ والعطف. الذي سرعان ما سيجبر قلبك ويعيد لك ثقتك بنفسك.
وليكن عمك هو مفتاح عودة المياه إلى مجاريها بينك وبين أبيك. حيث أنه عليه أن يعقّله ويخاطب فيه المروءة والأنفة قبل حسّ الأبوة. خاصة أنك لست مسؤولة عن طلاقك. فأنت بنيتي لم تقصري في حق زوجك، كما أنك وإلى آخر لحظة وأنت على ذمته كنت المطيعة له والوديعة.
حاولي في ظل كل ما يحدث أن تتحليّ بالصبر فهو مفتاح الفرج بالنسبة إليك. كما أن تهديدا والدك لوالدتك وأخواتك لهو الدليل القاطع على ضعف حجته ولامسؤوليته. وإلا فكيف له أن يتنصل لك بعد طلاق تلى زواج لم تكون يوما راضية عنه أو قابلة ببنوده أمام زوج خائن مستبدّ.
قاومي وتأكدي من أن أي ليل طويل سينتهي ببزوغ فجر الفرج.ودعي اليأس والقنوط جانبا. فما عشته من ظلم وتقتير يكفي لأن تعانقي الحزن رفيقا لك ما بقي لك من عمرك.
كان الله في عونك بنيتي ولا تخافي، فبعد كلّ شدة فيض من الفرج.
ردت: س.بوزيدي.
المصدر: الجزائر الآن