اخر الاخبار

هذه رسالتي إليكم بعد نجاتي من حرب السابع من أكتوبر على غزة

أمد/ أنتظر بفارغ الصبر، صباح يوم الأحد، حيث مُقرر دخول التهدئة حيز التنفيذ، وحتى نطوي جميعا صفحة سوداء، صفحة الإبادة، والنزوح، والمجاعة، والمرض والتلوث، هذا بأمل يتسرب إلى روحي  وإلى أرواحنا جميعا بأن يمد الجميع يد الغوث لقطاع غزة بأسرع وقت، لطي ما ذكرته.

صحيح أننا لن ننتقل من حياة الدمار إلى بساط وردي، ومطلوب منا الجهد والصبر على ما ينتظرنا، خاصة كلنا فقدنا بيوتنا، سواء كان الدمار كلياً، أو جزئياً.

وما يُهوِن علينا، أننا سنتخلص من هستيريا الخوف، وترقب الموت، وفراق أحبائنا، وسنعيش في هدوء فقدناه في عام حرب وأكثر.

اليوم لا بد لنا من وقفة جميعا، ودراسة مشاكلنا والأهوال التي أفرزتها الحرب من دمار في كافة مناحي الحياة، ناهيكم عن دمارنا نفسيا ومعنويا.

ذلك يتطلب منا التفكير جليا، في كيفية إعمار دواخلنا، قبل إعمار منشآتنا.

يجب أن نتجسد كلنا في جسد واحد وتكون مصلحتنا جميعا هي العليا، دون المصالح الفئوية.

ومن جديد علينا التفكير في تخطي عتبة الإنقسام التي لطالما أخفقنا في تخطيها، فهل يُعقل بعد كل هذا الموت، أن نموت أكثر من تشرذمنا وانقسامنا؟

كيف سنواجه هذا الدمار الشامل في ظل الفُرقة والتشتت ؟

اليوم يجب أن نعلن انتصارنا، والذي يعلنه هو الشعب، المواطن الذي نزح وواجه الويلات والموت والمجاعة والبؤس.

نعم انتصر المواطن على كل هذه الويلات.

لهذا من حق المواطن اليوم عليكم يا قادة الانقسام، أن تعلنوا انتصاركم على حقبة التشرذم.

بعدها نستطيع القول أننا سننجح في عجلة الإعمار والبناء، وتخطي الخراب النفسي والروحي الذي خرجنا منه، من حرب أكتوبر.

الإعمار يتطلب جهد الصغير والكبير، والجهد المؤسساتي والفصائلي المُتصالح، دون تصرفات من أحد على أن قطاع غزة عزبة ورثها عن جده.

قطاع غزة يحتاج كل الأيادي دون تخصيصه لأي كان.

الدمار كُلياً ويحتاج الكل، ومن بدأ بمساندته في أول أيام الحرب عليه الاستئناف دون توقف،وهذا يُجمع عليه كل مواطن مكلوم.

السلامة لنا جميعا، والرحمة للشهداء الأبرار، والشفاء لجراحنا، والحرية لأسرانا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *