فاكهة لذيذة مهددة بالاختفاء من العالم.. بسبب الفطريات
حذر علماء من أن فاكهة شعبية يحبها أغلب الناس وفي كل مكان قد تُمحى وتختفي بسبب الفطريات.
وقال العلماء إن التوت الأزرق قد يتم القضاء عليه بسبب فطريات تنتشر بسرعة حالياً في جميع أنحاء العالم.
وبحسب تقرير نشرته جريدة «ديلي ميل» البريطانية، فإن المرض الذي يهدد هذه الفاكهة والذي تسببه سلالتان مختلفتان من الفطريات يظهر على شكل عفن أبيض على النباتات، مما يقلل من غلة المحاصيل ويزيد من الاعتماد على مبيدات الفطريات.
ووجد الفريق البحثي أن فطريات يُطلق عليها اسم (Erysiphe vaccinii) انتشرت في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات الـ12 الماضية. ووجدت سلالة واحدة طريقها إلى الصين، وهي أكبر منتج في العالم لهذه الفاكهة، إضافة الى المكسيك وكاليفورنيا، بينما انتهى المطاف بسلالة مختلفة في المغرب وبيرو والبرتغال.
وقال الأستاذ المساعد في ولاية كارولينا الشمالية مايكل برادشو «هذا كائن حي يصعب السيطرة عليه. إذا كنت ترسل مادة نباتية عبر العالم، فمن المحتمل أن تنشر هذا الفطر معها».
وقدرت الدراسة حجم زراعة التوت الأزرق العالمية بما يتراوح بين 47 مليون دولار و530 مليون دولار سنوياً، حيث يتم بيع أكثر من أربعة مليارات رطل من التوت الأزرق سنوياً في جميع أنحاء العالم.
ويُعتقد أن المرض نشأ في شرق الولايات المتحدة وظل محصوراً في تلك المنطقة، على الرغم من ظهوره بشكل طفيف في جنوب كاليفورنيا.
وبالإضافة إلى ذلك، تأتي الدراسة مع تحذير لمنطقة شمال غرب المحيط الهادئ في الولايات المتحدة، حيث يوفر المناخ الممطر أرضاً خصبة مثالية لتكاثر العفن للتسلل إلى المحاصيل التي بدت حتى الآن متجنبة لأي مرض داخل تلك المنطقة.
ويغطي العفن النباتات المضيفة ويعمل بشكل طفيلي تقريباً. ومن خلال استنفاد العناصر الغذائية للنباتات وإبطاء عملية التمثيل الضوئي، ينمو الفطر مع إبقاء المضيف على قيد الحياة في نفس الوقت.
ومع هذا الاكتشاف، يأتي الأمل في القدرة على التعرف على المرض وبالتالي إبطاء انتشاره وإدارته بشكل أكثر راحة.
ونظراً لأن الفطريات التي تسبب العفن في التوت الأزرق قد يصعب تحديدها، فقد طور الباحثون في ولاية كارولينا الشمالية قاعدة بيانات يمكن للعلماء والمزارعين استخدامها على حد سواء للإبلاغ عن البيانات المبلغ عنها سابقاً حول المرض وعرضها.
وقال برادشو: «تسمح هذه المنصة للمزارعين بإدخال بياناتهم ومعرفة السلالة المحددة الموجودة في حقولهم».
وأضاف: «هذا مهم لأن فهم علم الوراثة يمكن أن يحذر المزارعين من السلالة التي لديهم، وما إذا كانت مقاومة لمبيدات الفطريات، وكيف ينتشر المرض، بالإضافة إلى ضراوة سلالات معينة».
وفي حين تم تحديد الفطريات بشكل أساسي في نباتات التوت الأزرق، فقد وجد الباحثون أن الأنواع تصيب نباتات القمح والقفزات والعنب والفراولة أيضاً.
المصدر: الراي