اخبار السودان

“الناجي الوحيد” من الحرائق.. هل نجا مركز تدريس القرآن في لوس أنجلوس؟

بينما يعمل آلاف من رجال الإطفاء في الولايات المتحدة على احتواء نيران أتت على أجزاء كاملة من لوس أنجلوس، ثاني كبرى المدن الأميركية. تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل العربية صورة قيل إنها تُظهر مركزاً إسلاميًا لتدريس القرآن نجا من الحرائق دون ما حوله من مبان.

لكن هذا الادعاء من خيال مؤلّفه، فالصورة نشرتها وكالة فرانس برس عام 2023، وهي مصوّرة في هاواي وليس في لوس أنجلوس، والمبنى الظاهر فيها بيت قديم وليس مركزاً دينياً.

وتُظهر الصورة منطقة سكنيّة أتت النيران على كلّ البيوت فيها ما عدا بيتاً واحداً.

وجاء في التعليقات المرافقة للصورة أن هذا البيت الوحيد الناجي من الحرائق، هو مركز لتدريس القرآن في لوس أنجلوس.

وبدأ تداول هذه المنشورات غداة اندلاع الحرائق في لوس أنجلوس، الثلاثاء، من الأسبوع الماضي.

والسبت، اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة لتطال مناطق كانت بمنأى من النيران.

وأتت هذه الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة آلاف البيوت وآلاف الهكتارات الزراعية.

Megan Mantia, left, and her boyfriend Thomas, return to Mantia’s firedamaged home after the Eaton Fire swept through Jan. 8,…
خطاب الشامتين.. “انتقام الله” بحرائق كاليفورنيا وكيف يراها الأميركيون؟
بين الحرائق التي حولت أحياء في كاليفورنيا إلى رماد، ومشاهد آلاف المباني المسويّة بالأرض في قطاع غزة، قاسم مشترك هو مشهديّة الدمار.
هذه المشهدية، نظر إليها آلاف المستخدمين العرب والمسلمين في مواقع التواصل، على أنها “عقاب إلهي” و”انتقام السماء”.
حقيقة الصورة
لكن الصورة المتداولة لا تُظهر مركزاً دينياً إسلامياً نجا من هذه الحرائق، وليست مصوّرة أصلاً لا في لوس أنجلوس ولا خلال هذه الكارثة، بل وزّعتها وكالة فرانس برس في العام 2023 من هاواي.

وبحسب مصوّري وكالة فرانس برس، تُظهر الصورة الملتقطة من الجوّ منزلاً نجا من الحرائق في لاهانيا في جزيرة هاواي.

ونقلت وسائل إعلام محليّة عن مالكي المنزل المبنيّ قبل نحو مئة سنة أنّه نجا بفضل سقفه الحديدي الذي حال دون اشتعال النار فيه، إضافة لبناء سور حجري حوله ونزع الشجيرات من محيطه، علماً أنه مبنيّ من الخشب.

وحينها، في أغسطس 2023، اندلعت حرائق في بلدة لاهينا في جزيرة ماوي، إحدى جزر هاواي، أسفرت عن مقتل 110 أشخاص على الأقلّ.

ووثقت وكالات أنباء عالمية العديد من الصور والفيديوهات غير الحقيقية التي نشرت باعتبارها تابعة لحريق لوس أنجلوس.

ومن بين تلك المواد الملفقة مشاهد مولدة بالذكاء الاصطناعي، وأخرى تظهر موكبا هائلا من السيارات على أنها لسكان فارين من لوس أنجلوس، فيما الحقيقة أنها لاستقبال البابا فرنسيس في تيمور الشرقية العام الماضي.

الحرة

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *