مدني فقه ادخار القوة .. من الجيش الى الدعم السريع
معمر حسن محمد نور
منذ اليوم الخامس للحرب ، توقفت عن التعامل معها بالعواطف حيث لم ببق الا استفظاع الانتهاكات. ولم اركن الى تصديق الروايات. حيث انتهت وقتها المهلة التي قطعها لنا مساعد قائد الجيش بنهاية العدو ، الى ما بشبه تسميع الاكاديميات ، منه الى واقع المعركة. وتبعته لاحقا ، تحول شئون حرب تحصد الارواح الى انقسام حاد في المجتمع تحولها من حرب سياسية الى اجتماعية في مظهرها . وإن بدأت اتعامل معها بوصفها سياقا تاريخيا في عمقها. لكنها اشبه بهلال مريخ ، لكن على اشلاء الوطن والمواطن او كما قال الشاعر
وما انا الا من غزية ان غوت
غويت وان ترشد غزية ارشد
هذا التعامل. لن بغير تاريخ الحروب الاهلية في السودان الني استطالت مادة السنتها لمن حسب لها محض ساعات او ايام وتنتهي في خطأ بين للحسابات.
لكل ما سبق ، نزعت الى التقييم ، والذي يستدعي مراحعة كل السرديات من طرفي القتال والمحللين. مع التركيز على ما يقوله الرسميون
لم اجد في احتفالات منتصف اليوم ما يشفي الغليل. سوى خبر عن تكامل ادوار القوات من مظليين تم انزالهم في المدينة وبحرية للالتفاف على الصندوق عبر النهر. لكن الخبر كان منسوبا الى مصدر عسكري لم يذكر اسمه. وحسنا فعل مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش ببيان الانتصار. ولم تكن فيه اية تفاصيل سوى تاكيد الخبر وابراز العزيمة في المواصلة والتعامل مع الجيوب في ود مدني. ودائما الاحظ الاحترافية في بيانات الناطق الرسمي لانها تتجاوز الخبر الى التحسب لما بعده .
لذا ، فإن اول سؤال يهم مسار الحرب طرحه عمسيب عندما قال اين ذهبت القوات التي كانت في مدني؟ ما اشار الى حدوث انسحاب من المدينة ، ودل على ذلك اكثر خلو الميديا من صور المعارك والغنائم. وتأكد لاحقا وبخطاب حميدتي. وهذا يعني انتقال فقه ادخار القوة الى الدعم السريع من قوات الاسلاميين المساندة كما راج عن قول لعلي عثمان.
اول ما شككت فيه المعركة ، هو فكرة مقايضة الفاشر بالجزيرة ولو ان مصداقيتها تستدعي الانتظار للتأكد.
وهو قول لا يلقي بالا لحجم الصمود والتضحيات من الجيش والمشتركة لذا اتشكك فيه. وهو مبني على ان الحكومة تحتاج لملف انتصار حتى تذهب للتفاوض.
اما الامر الثاني وقد ورد في خطاب حميدتي بأن الانسحاب تم لوجود مسيرات حديثة ومقاتلين مرتزقة من دول اخرى اعلنت موقفها وتهديدها مثل اريتريا. واتهامات سابقة لمصر وايران وقطر. لكنني لم اعد اشتري مثل هذا القول ببساطة لانه لا جديد فيه . فعلى الداخل للمعركة التحسب لكل شئ وربما هذا ما حاول تسويقه بالقول ، لكل داء دواء .اما الاشارة الاخطر ، فكانت تهديده بأنه ذاهب حبث من اسماهم الفلول وذكر نفس ما رواه في بداية الحرب اسماء على كرتي وغيره. خطورة الاشارة تكمن في تلاقيها. مع سرديات تقول ان الدخول الى الجزيرة كان فخا للدعم السريع بافتعال الانتهاكات وإبعاد الحرب عن التيل والشمالية حيث مصدر النمويل الاساسي للحكومة من الذهب. ما يعني انتفال الحرب اليهما.
نخلص مما سبق الى احتمالين هما
فتح طرق الامداد على طول المسافة حتى سنار وهذا ما. قطعته سيطرة الدعم السربع على كبري حنتوب ما يقلل الضغط على مواطني الجزيرة كذلك .
بقاء خطر استمرار الحرب في الجزيرة وحول مدني لانه ليس من السهل ابقاء الحشد لمدة طويلة ومساحة اكبر من محلية مدني. ما بعني استطالة امد الحرب .
لكن ما راعني في الخبر المنسوب الى مصدر عسكري حجب اسمه وورد في موقع ينادي بالمدنية ، ايراد الخبر معلومات عن احتفالات في مدن بورتسودان وشندي وعطبرة والقضارف وكوستي. ولا وجود لاشارة لمدن غرب السودان. فتحسرت ، إلى هذا الحد وصل حجم .
الفرز؟. ما يعزز تحول الحرب من سياسية الى اجتماعية
وسلم الله السودان وحمى اهله.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة