قلب شاغر لصدق المشاعر أمد للإعلام
أمد/ شاءت الظروف أن تلتقيه أثناء وجودها على الرصيف البحري تنتظر بشغف كبير مرورسيارة أجرة تقلها سريعا إلى الجامعة، كانت على عجلة لتسليم بحثها لنيل شهادة الدكتوراه.
“نيهال ” وحيدة والديها ،أمها إنسانة هادئة الطباع ، طيبة القلب ، محافظة ، من عائلة أصيلة ووالدها صاحب مصنع الشكولاتة ، سمى مصنعه باسم وحيدته من فرط حبه لها ، هي قرة عينه، رباها تربية صحيحة ، وشارك أمها في توعيتها بالتقاليد والأصول تمضي في الحياة دون متاعب أو اعوجاج ،فشبت تتحلى بالأخلاق النبيلة، وتميزت بالعفوية والخجل.
عرفت “نيهال “بين زميلاتها بالبساطة والتواضع وبالقيم العالية، لم يغرها أنه لديها الشيء الكبير والكثير ذات القيمة الغالية تعلم أن والديها أرادا أن يوفرا لها بجهدهما كل ما يحقق لها المتعة الكاملة في الحياة . توقف التاكسي أمامها فاستقلته سريعا، كان الطريق مزدحما وحركة المروربطيئة، عيناها لا تغادر ساعة يدها قلقا رن هاتفها وكان والدها يطمئن عليها ، أخبرته أنها عالقة في الطريق المزدحم، لامها والدها لأنها لم تستقل سيارتها في وقت مبكر أو تتصل به فيرسل لها السائق من الشركة ، أخبرته بلطف أن عليها كما تعلمت منه أن تباشر حياتها معتمدة على نفسها وجهدها لتشعر بقيمة نفسها ،في الأثناء كان سائق التاكسي يسترق السمع تدخل بأدب جم في الحوار ليطمئنها أنه سيوصلها حيث تريد في الوقت المناسب ، بدا السائق كمن يريد أن يرسم لنفسه طريقا إليها وعلى حسابها، كان شابا وسيما ، أنيقا يعشق الحياة السهلة ويريدها تأتيه دون جهد منه على صينية من الذهب ، ودفعه ذلك إلى أن يبدي اهتمامه بها دون تردد عبر حوار فضولي بخصوص حياتها الشخصية ، بدت له عفوية فجعلها ترتاح إليه وكانت عيونه الزرقاء تسحبها وتجذبها إليه شيئا فشيئا حتى أوصلها إلى باب الجامعة ، ولم ينس أن يعطيها رقم هاتفه ويخبرها أنه في خدمتها دائما ليأخذها أينما أرادت، شكرته، غادرت وشعور غريب قد اعتراها سرعان ما ترعرع في زاوية من قلبها ، شعور تعيشه لأول مرة رغم أنها ليست المرأة التي يذوب في حسنها الشباب، أغلب صديقاتها تزوجن وأنجبن ، أما هي فبقى كل همها نيل أعلى الشهادات الجامعية وكأنه الهروب من واقع يضطرها أن تصنع من نفسها الأنثى القوية بعلمها على الأقل في نظر نفسها وأهلها، هي تعلم أن معظم الشباب يبحثون عن الجميلات الرشيقات وهي للأسف لا تملك هذه الصفات ولا تتمتع بتلك المؤهلات وليس لها سوى صفة المرأة الأنثى المؤمنة بأن الحياة لا تعطي كل شيء، مؤمنة بالنصيب وبما قسمه الله تعالى لها ، ولكن كان شيئا ما بداخلها يمنعها ويصد اندفاعها نحو آدم طيلة سنوات ، ربما كان خوفها من غدر عابر أو هجران درامي عن قصد أو ربما خوفا من ما قد تحمله مأدبة الغيب من أطباق تجمع بين أوراق الحب وأشواكه، لقد تعوّدت على حياتها البسيطة الخالية من التجديد، أيامها الصورة طبق الأصل من شهورها ، تصحو على ما تنام عليه وتمسي على ما تصبح ، عاشت في روتين يومي إلى أن بدأ القدر يصب عليها بضعا من قطراته الزهرية وكل يوم يمر يزيد في نفسها إعجابا بسائق التاكسي الذي كانت تلجأ إليه كثيرا ليوصلها حيث تريد لقد استطاع أن يجد لنفسه طريقا إلى قلبها، أخبرها أنه كان في البداية ينوي في صغره السفر للعمل في الخارج، لكن لم يكن هناك من يعتني بأمه ويرعي شؤون أخواته البنات ، وكان هذا هو السبب وراء تركه مقاعد الدراسة في سن مبكرة واللجوء للعمل على سيارة الأجرة التي ورثها عن أبيه، كان الأمر صعبا فقد كان الحمل ثقيلا عليه أن يقوم بتجهيز اخواته وتزويجهن ، وهو ما حرمه من فرصة أن ينتبه لحياته، سألته بكل خجل عن ما إذا كان فكر في الارتباط ، ابتسم ” مالك ” وأكد لها أنه الآن يفكر حقيقة حيث أنه يشعر فعلا أنه وجد نصفه الآخر، في هذه المرة شعرت نيهال أن قدرها يأخذها إلى موطن لم تكن لتقصده غير أن القدر كان أقوى ، وتمنت في نفسها أن يكون هذا اللقاء وثبة جديدة نحو حياة ربما تكون الأفضل لها ،ظلت روحه تلازمها وتستحضرها في كل وقت، لقد أحبت في ملامحه صور العزة والكبرياء، رأته منحوتة ربانية في أحسن تقويم ، وجميل الخلق .
عاشت نيهال متعة اللحظة التي تمنتها طويلا عندما استسمحها أن يتقدم لها ، كانا يشعران بأنهما قد تعرفا جيدا على بعضهما بما يكفي، حدقت نيهال فيه تتأمله في خجل ووجدت نفسها انتقلت إلى عالم آخر ألوانه زاهية ، معالمه واضحة وخطوطه مستقيمة ، غلبها حياؤها أكثر ونطقت بصعوبة أن عليها أن تصارح أهلها أولا، غادرته سريعا قبل أن تكشفها الفرحة التي لم تسعها، لم تستطع إخفاء مساحة ابتسامتها العريضة أو احتواء محيط سرورها، أحست بنفسها أميرة في عرشه، تتقرب منه ويتقرب منها ، تعجب به ويشتاق إليها، تحن لقربه ويحن لرفقتها، ألفته وألفت حنانه وعطفه ، لقد سكن بدفء مشاعره في معاقل اهتماماتها، أحبت سحر عينيه ، أغرمت به وهي تراه فارس الأحلام ، أخذت ترسم أحلامها معه على أوسع مدى.
دخلت منزلها على غير العادة مبكرة ، واستغلت أول فرصة لقاء مشترك حتى صارحت والديها بالأمر، كانت مفاجأة أن يسمعا منها ذلك بعد أن كانت ترفض كل من يتقدم لخطبتها، سألها والدها عنه وعن عائلته، فأخبرته بحقيقة ما كانت تعرفه عنه وعن مستواه الدراسي، تراجع الأب عن امتعاضه بالأمر ثم تنازل عندما لاحظ في عيني ابنته خلال حديثها عن الشاب الكثير من الحب والإعجاب لم يرهما من قبل، تبادل مع أمها نظرة اتفاق ، لم يشاءا تحطيم فرحتها وإفساد سعادتها.
صارح مالك والدته بما كان ، وأدركت أنه يكون قد وجد أخيرا الفتاة التي طالما بحث عنها ، وتمنت أن تكون هي من ترحمها من مواصلة مهمة البحث الشاقة عن عروس بمواصفاته، تأملته وهو في غمرة فرحه وبوحه عن معني القسمة والنصيب الذي لا يعترف بشروط قسرية أو مواصفات معينة ، وكيف أن المرأة الصارخة الجمال تجلب كثرة المشاكل بجمالها، الغيرة ،الإسراف في الإنفاق على طلباتها وكثرة مصاريفها ..لقد رفضته الجميلات الثريات ، والجميلات الفقيرات يشعرنه بالنقص والتعاسة ، أما ذات الجمال العادي فقد تكون ربة بيت ممتازة وزوجة صالحة تعينه على هموم الحياة، حينها اختلط الأمر على الأم وهي ترى كيف يغير الله تعالى الأحوال فلقد كان مقياس الجمال من قبل أحد أهم أولوياته، حسنا لقد تأكدت الأم أن وليدها يكون أجاد اختيار من ستكون شريكة حياته ، واطمأنت عندماعلمت أن من اختارها قلبه ابنة عائلة محترمة وغنية وأنها وحيدة والديها. في المساء تذكرت الأم ما كان من قول وليدها أن الجانب المشرق في مستقبل حياته هو عند اختياره وتفضيله الثراء على الجمال ، فالثراء يجلب كل الأشياء الجميلة ،تذكرت أيضا عندما هزت رأسها وهي تستدرك قوله بأن المرأة والزوجة الصالحة جميلة في روحها وفي اعتنائها بزوجها وطيب عشرتها وصلاح أمرها وإجادة تدبيرها وحسن تربية أبنائها ، ليس مهما الجاه والمال والشهرة ، المهم أن يرضى كل طرف بنصيبه وبمن يشاركه حياته على الحلوة والمرة ، ولا يطمع فيما ليس له، ومن يرضى بقليله عاش وطابت معيشته، إن الحسن والجمال يزولان بمرور الوقت وليس هناك ما هو أسرع من الوقت، ومن يرضى بالنصيب يرتاح مع الحبيب .
علم والد نيهال أن الشاب مالك من عائلة محترمة ولا تشوبها شائبة ،فارتاح ووافق على مقابلتهم ،فكان اللقاء وتم الاتفاق على مراسم العرس ، لم يثقل والد نيهال على الشاب بالتكاليف وقد امتنت والدة مالك لموقفه ، وفي طريق العودة أوصت ابنها بصيانة الأمانة فالله أكرمه بهم ، إنهم عائلة تستحق كل الاحترام والتقدير ولا يجوز استغلال طيبتهم والتلاعب بهم .
تمت مراسم الزواج وانتقل العروسان للعيش في أرقى أحياء المدينة/ واستلم مالك منصب عمل محترم في شركة والد زوجته، فتغيرت حياته سريعا للأفضل ، وبعد سفر ممتع عاد العروسان لتباشر نيهال عملها بالجامعة ، وهناك التقت زميلاتها بعد فراق طويل واخبرتها أنه تزوجت حديثا ، تعجبت زميلاتها من أمرها حيث لم تلاحظ عليها ما يبدي جمال وفرحة المرأة بعد الزواج، بادرتها نيهال بعفويتها الممزوجة بالتفاخر أن زوجها لا يحب كثرة المساحيق والمبالغة في الزينة ويفضل البساطة ، لم تقتنع زميلتها بالكلام وابتسمت ابتسامة خفيفة تحمل معاني خبيثة ، لقد وثقت نيهال في صدق مشاعر زوجها وكان بالنسبة لها مثالا.
شعرت نيهال ذات يوم بوعكة استدعت أن يرافقها زوجها إلى الطبيبة ، وعنده علمت أنها حامل، انفجرت فرحتها من فرط سعادتها التي لا توصف، ولكن لم تر نفس الفرحة في عيون زوجها ، شكّت أن يكون هناك ما يزعجه فكان رده الصادم أنه لم يعد نفسه بعد ليكون أبا ، كان يأمل أن يتمتعا ببعضهما ويستمتعا بحياتهما زمنا أطول،، طمأنته بكل الود أن لا شيء سيتغير فظروفهما جيدة ولا تستدعي عناء كل هذا التفكير .
مرت الأيام ، وعادت نيهال مجددا إلى الطبيبة تشكو من انتفاخ غريب في ثديها ، نصحتها الطبيبة أن تؤجل الفحوص إلى ما بعد الولادة حيث لم يبق أمامها سوى بضعة أيام فقط ، كان أمر الانتفاخ الغريب محل قلق أهلها ولكن لم يكن كذلك بالنسبة لزوجها ، لم ينزعج ولم يهتم كثيرا للأمر، التمست نيهال له العذر فقد يكون ضغط العمل وكثرة أسفاره وراء هذا التغير . أنجبت نيهال ولدا وكان شديد الشبه بأبيه ، وسعدت وأهلها بالمولد كثيرا، وبقدر هذه السعادة كانت صدمتها بعد اطلاعها على نتائج الفحوص العاجلة التي أجرتها دون تأخير، إنها مصابة بسرطان الثدي ولا بد من استئصاله ، لم تستطع إرضاع صغيرها ، ولم تتمكن من البقاء بجواره طيلة فترة الفحوص المرهقة والعلاج الطويل التي قضتها معزولة بالمستشفى حيث بقت وحيدة، تعاني مواجهة اجتياح طوفان صقيع ملون بالخداع المفروش بخيوط العنكبوت وزيف المشاعر الرمادية، لم يزورها زوجها مرة واحدة منذ علم أنها معرضة لاستئصال ثديها ، وبئس ما تعلل بكثرة الأعمال برغم أن والدها كان يخبره أن ابنته بحاجة إلى وجوده بجوارها وقريبا منها ، تفطن والد نيهال لخبث ونفاق مالك بعدما أبان عن طمعه أن يتكفل والد زوجته بفضل علاقاته الواسعة بمعالجتها، فقرر أن يخصص من يراقب تصرفاته وحركاته داخل وخارج المصنع.
لم يدم الأمر طويلا حتى أحست نيهال في لحظة انفراد بفكرها أن انقطاع زوجها عن زيارتها قد قتل فيها براءة مشاعرها الغضة المتخمة بالحياء ، وقضى على رومانسية روحها العذراء، واغتال العفوية الراقدة بين خلجات أحاسيسها وذبح البشائر الراقصة الني كان يعدها بها ، هل يستلذ بمرارة مرضها؟ هل يرضيه الحزن الساكن بعينيها المتعبتين؟ أكاذيب سوداء عاشتها معه، شعرت أن نواياه كانت عارية من نبل الحقيقة الصادقة، وإن المشرط البارد الصدئ استأصل حبها قبل ثديها ، أقبل عليها والدها يتأمل نظراتها المنطلقة من فجوات العيون الغارقة في اليأس ، وجسمها كيف صار ضعيفا ، وهيكلا هزيلا ملثما بالأكفان الصفراء والندم المخضب بعطن الموت ، استمر علاجها طويلا حتى نجت من المرض فتكا ومن الموت قهرا على ما كان، وبقي لها والدها سندها الذي سخّر من أجلها كل علاقاته ليضمن لها السفر لمواصلة العلاج بالخارج ، وعمد قبل ذلك من تجريد زوجها من كل صلاحياته ومسؤولياته المالية بالمصنع ،ولكن مالك كان كل ما يهمه أنه مازال يتمتع بالرفاهية التي يقدسها على كل شيء آخر.
قضت نيهال فترة علاج تكميلي وأيام نقاهة ناجحة ،ووجدت بعد عودتها ابنها ” سرور” قد كبر ولم يكن قد رآها من قبل بما يكفي كي يتذكرها ، أوصت والديها أن لا يخبرا زوجها بعودتها فقد قررت أن تذهب إلى بيتها تتفقده ، فتحت لها باب البيت شابة شقراء جميلة في العشرين من عمرها ،وجدتها حامل، سألتها من تكون ، فأخبرتها أنها زوجة مالك ! وبدورها سألتها الشابة الشقراء:وأنت،من تكونين ؟ فأخبرتها أنها جاءت تسأل عن صديقة لها اسمها نيهال تسكن في هذا المنزل، وافقتها الشابة الشقراء بإيماءة خفيفة برأسها وأضافت إنها ماتت.. ومالك هو صاحب هذا البيت. كان كابوسا ثقيلا يكتم أنفاس نيهال ويخنقها ، وهكذا تحجرت الآمال المرجوة على خشبة المستحيل وشعرت بنفسها مسكينة تنظر إلى جثتها التي قتلت بطيبة قلبهاوحسن نيتها وبفعل الأكاذيب وبظلم من صدّقت أنه أفضل زوج وبأنه كان جائزة الدنيا الكبرى لها ، لم يعد حبها كما كان ، أصبح كغريب دخل مدينة في وقت متأخر من الحياة ، لقد اغتال أحلامها وعيشها وحبها له والآن يسلبها رغبتها في الحياة، لكنها قررت أن تستحضر القدرة والثقة بنفسها التي أودعها والدها فيها منذ صغرها، عزمت أن لا تستسلم أمام احتضار أحلامها ، يكفيها وجود والديها بجانبها وابنها سرور الذي تنتظرها معه حياة طويلة ، لن تستسلم لدموعها الصامتة ولا لسواد كوابيسها ، ستمضي في الحياة من أجل كل من أحبوها.
عادت إلى بيت والديها وأخبرتهم بما كان ، وكان أبوها على علم مسبق بأمره منذ الأيام الأولى من مرضها بل وأخبرها أنه كان يحاول كثيرا معه كي يكتب البيت باسمه ، ولكنه أرجأ الموضوع لحين تمام شفائها وعودتها سالمة،فبيدها وحدها اتخاذ القرار، وقررت نيهال بيع البيت والسيارة التي في حوزته ، واللجوء للقضاء لطلب الطلاق أو الخلع ، لم تعد تريده في حياتها ، وابنها سيبقى في رعايتها، قام والدها على الفور بكل الاجراءات اللازمة دون أن يلجأ إليه ، ثم قرر الاستغناء عن خدماته بالمصنع ، وفي قمة صدمته وجد نفسه في لحظة بدون عمل ولا بيت ولا أسرة ، لجأ إلى بيت أمه الذي رفض يوما أن يسكنه ، إنه الآن يعود إلى الصفر ، أما هي فقد أصبحت أكثر وعيا ونضوجا وإشراقا ، امرأة صامدة تضع الكحل بعينيها وأحمر الشفاه القاني ، وتمشط شعرها المسدول لتداعبه نسائم الصباح وتتعطر بأفضل العطور ، تنسى ما مرت به من غدر وخيانة وترمي خلفها تراكمات الكآبة والبؤس، تصم أذنيها عن أكاذيب وافتراءات البشر ، تدفع أحزانها إلى ركن قديم منسي ، تتحداه بنظراتها الواثقة وهو يتبعها بسيارته الأجرة القديمة ، يرجوها أن تعود إلى حياة سبق أن رماها بعرض الحائط ، إنها تتحداه بثقتها في نفسها وقوة شخصيتها ، إنها الآن الدكتورة المنتصرة على خشبة الحياة ، تغني مع الطيور وترقص على إيقاع الأمطار، مودعة الماضي ، متأنقة للقادم ، تواصل حياتها بنفس جديدة وبإنسانية ستبقى دوما جميلة في القلب والروح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ