اخبار الكويت

«البصمة الذكية» تثير التجاذبات بين «الصحة» والأطباء

بعد مرور 4 أيام على تطبيق نظام البصمة الذكية على موظفي وزارة الصحة، البالغ عددهم نحو 70 ألفاً، من أطباء وفنيين وصيادلة وممرضين وإداريين، لا تزال التجاذبات قائمة بين الجهات الإدارية في «الصحة» وبين الموظفين، حيث يبدي كل فريق حجته لتبرير «الإيجابيات أو السلبيات» للنظام الجديد من منظور كل طرف.

وبشأن «إيجابيات» النظام، وفق مسؤولي وزارة الصحة، اعتبرت مصادر صحية مطلعة أن النظام الجديد يهدف إلى تحقيق كفاءة عالية في الأداء الإداري لموظفي الوزارة، وأن «البصمة الذكية» تهدف إلى تسهيل إجراءات الحضور والانصراف وتبسيط إجراءات العمل لموظفي الوزارة من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وصيادلة ومهندسين وجميع العاملين بالوزارة.

وأشارت المصادر إلى أن تطبيق هذا النظام الذي يأتي في إطار خطة وزارة الصحة لتعزيز التحول الرقمي وتحقيق أعلى معايير الحوكمة، يسهم في تعزيز الكفاءة الإدارية وضمان دقة البيانات.

وشددت على أهمية هذه الخطوة في تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة التحول الرقمي، مؤكدة أن وزارة الصحة ستتابع عن كثب تنفيذ النظام لضمان استمرارية العمل. واعتبرت أن ثمة مبالغة كبيرة من بعض الأطباء والموظفين حيال ما يعتبرونه «ثغرات» للبصمة الذكية، وأن جزءاً كبيراً من هذه المواقف ينطوي على «ذرائع ومبررات للتفلت من الضوابط التي تعتمدها الوزارة لتأمين حسن سير وكفاءة العمل الصحي في مختلف المجالات»، مضيفة أن الوزارة «سبق أن اعتمدت فترة تجريب للتطبيق، لتجاوز أي عقبات أو ثغرات تعتريه لتفاديها خلال فترة التطبيق الفعلي منذ أيام».

وأضافت أن من إيجابيات تطبيق نظام البصمة الذكية أن عدداً من الأطباء غير الملتزمين بالحضور والانصراف، أصبحوا موجودين على رأس عملهم خلال الأيام الماضية.

اختراق التطبيقات

في المقابل، يعتبر المعارضون للنظام الجديد أن ثمّة سلبيات كثيرة لنظام البصمة الذكية، فالتطبيق يشوبه العديد من الثغرات، لافتين إلى حصول أكثر من اختراق لتطبيقات شخصية لأطباء خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى تعطل آلية الاستئذان الطبيعية وغيابها عن التفعيل داخل تطبيق البصمة الذكية، حيث إن آلية الاستئذان لا تعمل.

وأضافت المصادر أن أي طبيب أو موظف لديه حالة عائلية طارئة تستدعي خروجه من عمله لا يستطيع القيام بذلك، نظراً لأن آلية طلب الاستئذان الإلكتروني غير مفعّلة وبها إشكالية.

وأشارت إلى عجز الأطباء عن الحركة خارج نطاق المستشفيات إلى ديوان الوزارة لتقديم شكوى أو إبداء اعتراضهم على الثغرات الموجودة في النظام.

ويضيف بعض المعارضين، لاسيما الأطباء منهم، أن مهنتهم ليست إدارية بما يتيح لهم الالتزام بنظام البصمة ومواقيتها، وبالتالي فإن عملهم أحياناً يحتاج الى حضور يتجاوز ساعات الدوام المحددة، كما أن وجودهم في فترات أخرى يكون غير ذي جدوى، وهو ما يحتّم اعتماد المرونة في تطبيق البصمة بالنسبة إلى الأطباء.

وأكد عدد من الأطباء أنهم كانوا يقومون في السابق بأعمال إضافية في أيام العطل الرسمية وعلاج المرضى خارج أوقات الدوام الرسمي، من باب أدائهم لمهنتهم الإنسانية، لكن مع الوضع الحالي ربما لا يقوم بعض الأطباء بعلاج المرضى خارج أوقات عملهم.

إداريون: الفترات المسائية غير مدرجة بالنظام

أبدى عدد من الإداريين العاملين بوزارة الصحة استغرابهم الشديد من عدم تطابق فترات العمل المسائي مع نظام دوام البصمة الذكية.

وقال إداريون لـ«» إن هناك وظائف إدارية مثل أقسام العلاقات العامة أو الخدمات الفندقية يعمل موظفوها بنظام الفترة المسائية في مختلف المستشفيات من الساعة 7:30 مساء حتى 7:30 صباحاً، وأثناء استخدامهم تطبيق البصمة الذكية فوجئوا بأن فترة عملهم خلال الدوام الصباحي تبدأ من الساعة 7:30 صباحاً حتى 2 مساء، وعند مراجعتهم لإدارة نظم المعلومات أفادت بأن نظام هذه الفترة ليس موجوداً ضمن الفترات المذكورة في البرنامج ولا يتطابق مع نظم الدوام، وعند مراجعتهم لإداراتهم في المستشفيات التابعين لها طلبت منهم الالتزام بالعمل لحين صدور تعميم بشأنهم.

وتخوف الإداريون من رصدهم غائبين عن العمل، وتساءلوا ماذا يفعلون؟ وما دور الوزارة بشأنهم؟ وما آلية عملهم؟

المصدر: جريدة الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *