الزروالي يروي قصة إلحاده ويكشف “مؤامرات” منعته من وزارة الثقافة ودعوته “تدريج” القرآن (فيديو)
كشف الممثل المغربي، عبد الحق الزروالي، عن قصة إلحاده في سبعينيات القرآن الماضي والمؤمرات التي منعته من وزارة الثقافة في مناسبتين، فضلا عن دعوته للمسؤولين بـ”تدريج” القرآن الكريم.
وقال الزروالي، خلال حلوله ضيفا على برنامج “جسور”: “في سبعينيات القرن الماضي، انتشرت ظاهرة مرضية، حيث كانَ الاعتقادُ السائد أن من يؤمن بالله ويصوم شهر رمضان “متخلف ورجعي”، إذ كانت الموضةُ آنذاك هي ماركس ولينين وكانَ ذلكَ الأمرُ خطيرا فقد وجدتُ نفسي، وأنا حديث العهد بالرباط، محاطا بمجموعة من الأسماء الكبيرة في الميدان الثقافي والفني والإعلامي. الذين كانوا لا يصومون في رمضان.
وأضاف: “كنت صغيرا في السن جالسا معزولا في زاوية وقد انضممتُ حديثاً إلى ، وكنتُ أتساءل هل أنا أفضل منهم، هم أسبق مني، وأكبرُ مني سناً بعامين أو ثلاثة، وهم مستقرّون ويعملون في جرائد وإذاعات معروفة، فقررتُ أن أكون مُلحِداً، وليسَ عن قناعة، وإنما مجاراةً لموضة ذلك العصر، ولكن، في اليوم التالي، حين استيقظت صباحاً وذهبت لأنظر في المرآة، قلت: لا يُمكن، الذي استطاع أن يخلقَ كائنا، بهذه الملامح، وبهذه المواصفات، وبهذه الهالة، لا يمكن أن يكون هذا عبثا. لا يمكن إلا أن يكون الله”.
وتابع: “من هنا بدأت تحدّياتي فقد جلست مع أسماء كبيرة في الميدان الفني والسياسي والثقافي، وجميعهم يتباهون بموضة الإلحاد، وأنا طفلٌ صغير بالنسبة لهم، مقارنة بسنّهم، وأفتخر بأنني ذلك الاستثناء، علما أنني تشبعتُ بروح القرويين في فاس وحفظت 27 حزبا في المسجد قبل أن أدخل المدرسة في السنة الأولى ابتدائي، وتربيتي جعلتني في سن مبكرة، أقوي الجانب الروحي في كياني، على الجانب المادي والشيئي والاستراتيجي والمعرفي والفكري، ووجدت نفسي كائنا لا ينخدع بالمظاهر وبالشعارات وبالأقوال”.
إلى ذلك، كشف الزروالي عن تلاعبات ومؤامرات منعته من وزارة الثقافة، حيث أوضح قائلا: “ترشحت لوزارة الثقافة مرتين غير أن تلاعبات وتآمر البعض علي منع ذلك، وإذا جاء أمر ما بالعزة والكرامة والكبرياء والقناعة والكفاءة فمرحبا، وأنا لا أريد شيئاً فالسلطة لا تعطى لمن يطلبها.
وأضاف مستطردا: “كتبت عدة مسرحيات، وحين أردت أن أكون وزيراً، كنت أكتب مسرحيات للوزير، وحين أردت أن أكون أميراً، كتبت مسرحية “أبي عبد الله الصغير”، آخر ملوك غرناطة، وكنت أنا ملك غرناطة. وحين أردت أن أكون أميراً، لعبتُ مسرحية “هاملت” أمير الدانمارك. وحين أردتُ أن أكون نبيا، لعبتُ دور يوسف في “العين والخلخال” سنة 1975. المسرح أعطاني هذه المساحة التي تسمح لي بتعيين نفسي وقتما أشاء، أميراً أو ملكاً أو منظفا. أنا من أختار المهام والأدوار التي أريد أن أرى نفسي فيها. أما شيء يأتي من غير عند الله، فلا ترجو منه خيرا”.
كما عاد الممثل المغربي بالذاكرة لطلبه لأحد المسؤولين المغاربة في التلفزيون بتدريج القرآن الكريم للمغاربة، ردا على من ينتقد اختياره أداء أعماله الفنية باللغة العربية الفصحى رغم انتشار الأمية بالمغرب، وقال موضحا: “في أحد المرات قال لي مسؤولٌ في التلفزيون، 70% من الجمهور المغربي أمي ولا يفهم اللغة العربية في المسرح النخبوي الذي تقدمه”.
وزاد: “أجبت المسؤول بالقول، إذا كنتَ تريد أن تقولَ أن الإنسان المغربي أميّ ولا يعرف اللغة العربية، فدرّجوا له القرآن، فحتى علماء اللغة العربية لم يستوعبوه ولم يقدروا على تفسير القرآن إلى أقصى حد، فلماذا يخشع ويبكي المغربي وهو لا يعرف أن يكتب اسمه ويستوعب القرآن، كما أنه في الستينات والسبعينات، كان المغاربة يستمعون إلى أم كلثوم، قبل أن يقوم بالاعتذار مني”.
https://www.youtube.com/watch?v=nE8eccW5rY
المصدر: العمق المغربي