المغرب يمنع دخول أول شاحنتين تجاريتين من إسبانيا عبر معبري سبتة ومليلية
كشفت وسائل إعلام إسبانية أن المغرب منع دخول أول شاحنتين تجاريتين من إسبانيا عبر معبري سبتة ومليلية، اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن المحاولة الأولى لافتتاح المعبر التجاري بسبتة ومليلية “باءت بالفشل”.
وفي هذا الصدد، علمت جريدة “العمق” من مصادر مطلعت، أن المغرب منع دخول الشاحنتين في ظل عدم موافقة السلطات الإسبانية عبى بعض الشروط التي يرفعها المغرب لفتح الجمارك التجارية بالمعبرين.
ووفق ما أوردته صحفية “إل فارو دي سبتة”، فإن الأمر يتعلق بشاحنة محملة بالبضائع، عبرت الجانب الإسباني من الحدود عند الساعة الثالثة مساءً، وبقيت في الجمارك المغربية حتى الساعة الثامنة مساءً، دون أن تتمكن من دخول المغرب أو تفريغ بضاعتها، لتعود إلى مدينة سبتة.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإن السلطات المغربية أبلغت سائق الشاحنة بأنها لن تمر، بعدما ظلت في الجانب المغربي من المعبر لحوالي 5 ساعات، ليضطر السائق إلى العودة لسبتة محملا بالبضائع التي كانت تشمل منتجات النظافة ومواد تجميلية.
نفس الواقعة حدثت على مستوى معبر مليلية، حيث رفضت السلطات المغربية عبور شاحنة أخرى كانت محملة بأجهزة إلكترونية ومنتجات منزلية، بعدما عبرت في البداية الحدود من الجانب الإسباني ووصلت إلى الجمارك المغربية، ظهر اليوم.
وكشف المصدر ذاته أنه طيلة اليوم، كانت هناك اتصالات مباشرة ومكثفة بين السلطات المركزية بمدريد ومسؤولي المدينتين المحتلين، وسط ترقب موافقة السلطات المغربية عبور الشاحنتين لنقاط التفتيش الجمركية، إيذانا بافتتاح المعبرين تجاريا، وهو ما لم يتم.
وشددت الصحفية ذاتها على أن ما وقع اليوم لم يكن تجارب اختبارية، وهي التي أجربت في وقت سابق، بل كانت محاولة عملية لافتتاح الجمارك التجارية بين البلدين، بعدما عبأت السلطات الإسبانية موظفين من الجمارك وعناصر من الحرس المدني لهذه المهمة على الجانب الإسباني من المعبرين.
يأتي ذلك بعدما أكدت الحكومة الإسبانية عن قرب افتتاح المعابر الحدودية بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، كما تم الاتفاق عليه منذ ما يقرب من 3 سنوات بعد الاجتماع رفيع المستوى الذي تم عقده بين رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، والملك محمد السادس، دون تقديم تفاصيل أكثر حول موعد الافتتاح.
وحسب ما أوردته وكالة “أوروبا بريس”، في وقت سابق، فإن خبر إعادة افتتاح المعابر خلق موجة من الإنتقادات داخل إسبانيا، خاصة أن الشروط تقضي بإمكانية تصدير المغرب لمواد البناء والفواكه والخضروات والأسماك، في حين سيتم السماح بدخول منتجات معينة إلى أراضيه، دون تحديد ماهيتها، مسجلة أن المنتجين من داخل المدينتين المحتلتين هم فقط من يمكنهم عبور الجمارك.
في ضوء هذه المعلومات، أوضحت صحيفة “إل باييس” نقلا عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أن المغرب أعطى الضوء الأخضر لدخول منتجات النظافة والتطهير والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والتي لا تصنع في المدن ذاتية الحكم.
كما أوضحت أن التدفق التجاري سيقتصر في الوقت الحالي على شاحنة واحدة يوميا في كلا الاتجاهين في الجمارك، ولن يسمح بعبور الشاحنات المفصلية أو المقطورات أو الشاحنات الصغيرة، وفقط خلال أيام العمل من الساعة 10:00 صباحا حتى 4:00 مساء,
كما أن الاتفاق، وفقاً لنفس الصحيفة، يتضمن شروطا أخرى تقيد التدفق مثل الإخطار المسبق أو عدم خلط أنواع مختلفة من المنتجات.
وبينما اختارت وزارة الخارجية بقيادة وزيرها خوسيه مانويل ألباريس، الحفاظ على السرية بشأن تفاصيل الاتفاق، حاول المسؤولون المحليون بسبة ومليلية تهدئة التوترات الناجمة عن التسريبات الإعلامية، مشيرين إلى أن افتتاح الجمارك قد يكون وشيكا، مع تجنب أي تواريخ محددة.
وفي خضم المفاوضات المتعلقة بإعادة افتتاح الجمارك التجارية بين المغرب وإسبانيا، صرحت مندوبة الحكومة في مليلية، سابرينا موه، أن “المغرب لا يضع قواعد لتنفذها إسبانيا”، في رد واضح على تصريحات رئيس مليلية، خافيير إمبرودا، الذي أعرب عن تخوفه من أن الشروط المغربية قد تحول مليلية إلى “مدينة مغربية أخرى”.
واعتبرت موه أن الجمارك التجارية الجديدة ستكون مختلفة عن تلك التي أغلقت عام 2018، مشيرة إلى أنها ستتوافق مع المعايير الحديثة لتجارة القرن الحادي والعشرين بين “دولة أوروبية ودولة ثالثة”، في إشارة إلى المغرب.
وأوضحت أن هذه الخطوة تعكس الإرادة المشتركة بين البلدين لإنهاء ظاهرة الحمالات، معلنة أن العمل جارٍ “لإعادة الافتتاح بأسرع ما يمكن”، وبشكل تدريجي، لتحقيق التطبيع الكامل للعلاقات الجمركية، مشددة على أن “التطبيع سيتم عبر مراحل متعددة دون أي نوع من الإملاء”.
وعلى الجانب الآخر، دعت مندوبة الحكومة في سبتة، كريستينا بيريز، يوم الجمعة المنصرم إلى “الصبر”، مؤكدة التزام الحكومة الإسبانية بما أعلنه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بشأن تحقيق تطبيع كامل لحركة الأشخاص والبضائع.
وأشارت بيريز إلى أن العمل على إنشاء جمرك تجاري في سبتة يمثل “تحدياً لوجستياً معقداً”، حيث لم يكن هناك جمرك سابقاً، مما يتطلب تنسيقاً بين العديد من الجهات الفاعلة والوزارات في كلا البلدين. وأكدت أن التعاون التاريخي بين المغرب وإسبانيا يشكل دافعاً رئيسياً لتحقيق هذا الهدف، مضيفة: “نحن قريبون جداً الآن”.
* صورة “إل فارو دي سبتة”
المصدر: العمق المغربي