لمواجهة الجفاف.. مغربي يخترع آلات مبتكرة لتسهيل عمل الفلاحين وخفض كلفة الإنتاج (فيديو)

في ظل الضغوط التي يواجهها القطاع الفلاحي بالمغرب نتيجة توالي سنوات الجفاف، نجح الشاب المغربي عثمان راشد في اختراع وتطوير مجموعة من الآلات الفلاحية المتخصصة، التي تهدف إلى تسهيل عمل الفلاحين، والتخفيف من أعبائهم، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتقليل التكاليف.

أوضح عثمان راشد، في حديثه لجريدة “” حول دوافع اختراعاته، أنها جاءت كاستجابة مباشرة للحاجة الملحة إلى توفير حلول عملية للقطاع الفلاحي الذي يعاني من آثار الجفاف المتواصل.

وأضاف أن آلاته مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الفلاح المغربي، حيث تم تطويرها بعد دراسة دقيقة أجراها سنة 2015 حول الآلات الفلاحية. وتشمل اختراعاته عدة نماذج، منها: آلة طحن متعددة الاستخدامات، وآلة طحن لإنتاج الأعلاف، وخلاط لتخليط المواد الزراعية قبل طحنها.

تمكن عثمان من تصميم آلة وصفها بأنها “فعالة وسهلة الاستخدام، وتتميز بقدرة عالية على طحن الأعلاف بسرعة وكفاءة”، مما يسهم في خفض تكاليف الإنتاج الزراعي ويحد من الهدر الزمني، وبالتالي يرفع الإنتاجية بشكل ملموس.

كما أن هذه الآلة، حسب المتحدث، “قادرة على طحن أنواع متعددة من المواد الزراعية مثل الشعير المستنبت والخضر، مما يجعلها متعددة الاستخدامات ومناسبة لأغراض زراعية مختلفة”.

وتُعد هذه الآلات، كغيرها، خطوة هامة نحو تحسين طرق تغذية الماشية، ما يعزز من جودة الأعلاف في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تؤثر على القطاع الفلاحي.

https://www.youtube.com/watch?v=xZKjlG1MbM

ويرى عثمان أن مشروعه يحمل رؤية أوسع تتجاوز مجرد تحسين ظروف الفلاحين المحليين، حيث يعوّل بشكل كبير على قدرة آلاته على إحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي المغربي.

ويسعى لتوسيع نطاق إنتاجها وتوزيعها لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المزارعين في مختلف المناطق المغربية. كما يأمل أن تساهم هذه الآلات في تعزيز مكانة المنتجات المغربية في الأسواق العالمية، وأن تنافس المنتجات الصينية والتركية الرائدة في هذا المجال.

رغم التحديات التي واجهها عثمان في تطوير هذه الآلات، سواء من حيث الدعم المالي أو التقني، إلا أن عزيمته وإرادته القويتين مكنتاه، كما يقول، من تحقيق اختراعات أثبتت قدرتها على تسهيل عمل الفلاحين.

وقال عثمان بنبرة متفائلة: “نتطلع إلى الحصول على الدعم من الوزارة الوصية في المستقبل لتطوير مشروعنا ولنصبح من المنافسين الكبار للدول المصدرة للآلات الفلاحية”.

اليوم، يواصل عثمان راشد سعيه لتحويل اختراعاته إلى حلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع، آملاً أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في القطاع الفلاحي بالبلاد، ليصبح المغرب من البلدان الرائدة في تصنيع الآلات الفلاحية المبتكرة.

ويسعى بذلك إلى تعزيز أمنه الغذائي وتقليل اعتماده على المنتجات الخارجية، فيما يبقى الأمل معقودًا على توسيع نطاق الابتكار وتقديم دعم أكبر للمشاريع المحلية لتصبح قادرة على منافسة الأسواق العالمية.