اخبار السودان

قبل فوات الاوان

عثمان بابكر محجوب

 

لا يمكن قراءة موقف دعاة تشكيل حكومة موازية لحكومة بورتسودان في الخرطوم تحت جناح الدعم السريع قراءة سياسية بقدر ما يجب قراءة نيتهم هذه من خلال علم النفس اذ يبدو لنا أنهم يعانون من مرض “الاكتئاب المبتسم ” هذا المرض النفسي خطير جدا ويودي بصاحبه احيانا كثيرة الى الانتحار في نهاية المطاف . والدليل على انهم مرضى : يقولون ان هدفهم نزع الشرعية عن حكومة البرهان وفي نفس الوقت يقولون ان حكومة البرهان غير شرعية بعد انقلابه مع حميدتي على الحكومة المدنية . وأحدهم الهادي ادريس مثلا قال اذا تحاور البرهان وحميدتي يتخلى عن فكرة تشكيل هذه الحكومة. ونفهم من هذا الكلام ان فكرة تأليف حكومة موازية هي مجرد اداة ضغط وليس بهدف تسيير امور اهل السودان وبالتالي هذا حديث انسان يعاني من حالة الاكتئاب المبتسم . وكي لا ندخل في جدل بزنطي حول الحكومات لا بد من الارتكاز الى الاعراف الدستورية الدولية التي تشمل الحالة السودانية الراهنة . فبعد انقلاب البرهان وحميدتي على الوثيقة الدستورية دخلت البلاد في فراغ دستوري وبالتالي فان حكومة بورتسودان الحالية غير شرعية واية حكومة جديدة تشكل خارج أليات تداول السلطة غير شرعية ايضا لذلك وسلفا لا يحق لاحد في السودان تشكيل حكومة جديدة . وبما ان الفقه الدستوري المتعارف عليه ينص على ان الحكم استمرارية بحيث ليس من المعقول ان تبقى اية دولة دون سلطة تمثلها في حدود تصريف اعمال الدولة. اختلس البرهان هذا الحق وبكل وقاحة يتمادى في استغلاله بالمقابل فان عبدالله حمدوك صاحب الحق الطبيعي في لعب هذا الدور بوصفه رئيس الحكومة الشرعية الاخيرة اختار دور شيخ الصلح بدلا من المبادرة الى دعوة الحكومة المستقيلة لتصريف الاعمال ونتج عن ذلك ان مالك الحزين يدفن راسة في الرمال مرة واحدة بينما حمدوك دفن رأسه مرتين في الرمال . ولا يمكن اعتبار هذا الخطأ الحمدوكي هفوة بل هو كارثة لان الزمن لا يقف منتظرا تصحيح الخطأ لذلك الفت الدول التعامل مع عصابة البرهان ليس بوصفه صاحب حكومة شرعية بل لان فراغ السلطة في اية دولة يجافي المنطق.

والحل الطبيعي للخروج من هذه المعضلة يكون بالسعي الى استصدار قرار الزامي من الامم المتحدة يلزم به حكومة البرهان الغير شرعية الالتزام بالحفاظ على متطلبات الدولة الواحدة ويكون ذلك بعدم استغلال السلطة وتصنيف السودانيين الى مواطنين وغير مواطنيين وفقا لانتمائهم المناطقي او الاثني او السياسي بحرمانهم من حقهم الطبيعي في االحصول على المستندات القانونية وحل مشكلة تبديل العملة وحل مشكلة الامتحانات والرواتب وكل المشتركات العامة وادانة قانون الوجوه واللهجات الغريبة وهذه الخطوة يجب ان يبادر اليها لعمامرة بوصفه ممثلا لللامم المتحدة في السودان لا ان نكتفي برؤية صورته الرسمية الضاحكة المضحكة بالمقابل هو يكتفي بقبض راتبه ومخصصاته على رأس كل شهر دون اي جهد يذكر حتى لم نسمع منه اية ادانة لقانون الوجوه واللهجات الغريبة الذي يعبر عن عنصربة الحركة الاسلامية البغيضة ورأس حربتها البرهان الغبي وهو ممثل لمنظمة تدعي حماية حقوق الانسان.

لذلك نأمل من دعاة تشكيل حكومة برعاية الدعم السريع ان لا ينتحلوا صفة تمثيل ثورة ديسمبر لان شعارها الاول هو الجيش للثكنات والجنجويد ينحل اضافة الى ذلك نحذرهم من هذه الخطوة . لان اية حكومة تشكل في كنف عصابات سطو ونهب لن تنجح سوى انها ستعطي عصابات الدعم السريع فرصة القاء تبعات الفشل على الحكومة اضافة الى ذلك تعطي الحركة الاسلامية حجة مجانبة لتحقيق مشروعها في تقسيم البلاد لذلك حذاري فان مشروعكم في تشكيل مثل هذه الحكومة هو مشروع انتحاري وننصحكم بالذهاب الى جلسات للعلاج النفسي للتخلص من لعنة مرض الاكتئاب المبتسم قبل فوات الاوان . خصوصا وانه يلوح في الافق حديث عن مبادرة تركية للمصالحة بين عيال زايد وعيال الاخونج يبدو واضحا ان الهدف منها اعادة احياء ما انقطع بين الثنائي المجرم البرهان حميدتي وهذا ليس مستبعدا طالما ان ما يجمعهما هو اكثر مما يفرقهما يجمعهما حروب ابادتهم لاهل دارفور وتحويل السودانيين الى مرتزقة في اليمن ونهب خيرات البلاد وصداقة الصهيوني يورى بن ميناش ومن خلفه الموساد الاسرائيلي وتدمير البلاد وتشريد العباد في السودان .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *