اخبار السودان

ظهور الميليشيات في الدول يؤدي الي الصراعات المحلية والإقليمية وضعف الدولة

عبدالرحمن محمد فضل

ظِلَال القمــــــر

عبدالرحمن محمـــد فضــل

 

المليشيا في الدول المحيطة بنا رايناه هي أس البلا والخراب والفساد للدولة وجريمة فان تكوين وتسليح وتنظيم مليشيا الجنجويد السودان كانت جريمة كبيرة وخطر قادم لتفتيت عضد الدولة وتدميرها وفناءها ، الميليشيا أو التنظيم المسلح أو الجماعة المسلحة ، جيش تشكله عادة قوات غير نظامية من مواطنين ، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات ، بعكس مقاتلي الجيوش النظامية الجنود المحترفين ، وتاريخ المليشيات في المنطقة وحول العالم معروف واثاره كارثية في تماسك الوطن ولحمته ، ان اكبر نكبات السودان في تاريخه الحديث هو تكوين مليشيا الجنجويد التي ارتكبت الفاظائع واشنع الجرائم والانتهاكات ضد المواطنين الابرياء العزل في دارفور ثم تمدد فساد هذه المليشيا اكثر عندما تم تسميتها رسميا “بقوات الدعم السريع” ووصلت لقمة هرم الفساد عندما ادخلت البلاد في صراع دامي صبيحة 15 ابريل 2023م وحولت مسار السودان من بلد آمن الي بلد يصبح ويمسي تحت ازيز الرصاص ودوي السلاح والمدافع واصوات الطائرات الحربية المقاتلة تعطلت الحياة ونهبت البنوك والمؤسسات والشركات وتعطلت المصانع والمدارس والجامعات والمستشفيات ودمرت الخرطوم عاصمة البلاد ، وانهكت العروض في الجزيرة الخضراء الآمنة وسفكت الدماء وقتل الشيوخ والنساء والاطفال والشباب الم يفكر قادة هذه المليشيا قبل الاقدام علي هذا الفجور وهذا الهلاك والانتحار في مآلات الضرر والنفع الم يفكروا قبل قيامهم بهذا التهور الارعن في المفاسد الكبيرة التي يجلبونها لهذا الوطن ، لو قدموا مصلحة البلاد والعباد علي اطماعهم في السلطة لما سمحوا لانفسهم ان يكونوا مطية لاخرين ينفذون عبرهم اجندة خبيثة في تفتيت السودان وقتل مواطنيه وترويعهم وتشريدهم ونهب منازلهم وممتلكاتهم وسياراتهم ، انه فساد عظيم ووبال لاتفعله حتي الجيوش الاجنبية الغازية ، ان ماقامت به المليشيا من انتهاكات وجرائم واذي لايستطيع العقل ان يتخيله هذا غير الاثار الاقتصادية والنفسية والاثار السالبة في فت عضد الدولة والتسبب في جلب العنصرية البغيضة بين اطياف الَجتمع السوداني المتسامح الذي كان يفتخر بان السودان كل اجزائه لنا وطن اليوم اصبح الناس يعانون اشد المعاناة في التنقل بين ولايات السودان واصبحت الشكوك والتهم تحوم حولهم واصبح السفر والتنقل مجازفة خطيرة قد توقع صاحبها في تهم قد تؤدي به الي مهالك ، ان الفساد الكبير الذي جلبته المليشيا للسودان إن اثاره سوف تستمر طويلا وسوف تتاثر بها اجيال واجيال وتؤجج مذيد من الكراهية والعنصرية ولهذا يجب علي الاعلام والحكماء والعقلاء منذ الان ان يعدون العدة للتوعية ومحاربة الظواهر السالبة التي تدعوا للظلم والعنصرية والقبلية فإن مليشيا الدعم السريع هي النشاذ وهي تمثل نفسها ولا تمثل قبيلة ولا مجتمع ولا كيان ، ان ما اغترفته المليشيا الغاشمة الظالمة الجاهلة من موبغات لاتشبه الانسان السوداني الذي عَرف بالطيبة وحسن الاخلاق ومكارمها يكره الظلم ويناهض الجور ويكرم الضيف ويغيث الملهوف وينصر المظلوم ، ان اثار هذه الحرب اثار كارثية حسية ومعنوية وتحتاح لوضع خطط وبرامج لمعالجة الاثار المدمرة علي نفس الانسان وتضميد الجراح الغائرة وحفظ وتماسك المجتمع السوداني بكل مكوناته وقبائله ، ويجب ان لايكون بعد اليوم في تاريخ السودان الحديث سلاح خارج الدولة يجب ان لاتسمح الدولة لكل الحركات المسلحة وكل المليشيات بحمل السلاح المفروض والواجب ان يكون السلاح كل السلاح فقط لدي اكبر المؤسسات الامنية للوطن وهي الجهة الوحيده المسؤلة والاولي المسؤلة عن كل امن البلاد وهي” الجيش السوداني” ومن الجيش الذي هو راس الامن وصمام الامان تتفرع عنه الاجهزة الشرطية والامنية الاخري التي تقع دائرة الدولة وبعد اليوم لا سلاح لدي اي مليشيا ولا وجود لاي مليشيا داخل السودان انهم العدو والشر والخراب والجهل ويجب عند انتهاء هذه الحرب ان لايكون للمليشيا وجود في السودان اطلاقا بعد كل هذا الفساد والخراب والاجرام والتدمير ، وهنا يحضرني قول لقمان الحكيم لابنه “أن تكون أخرس عاقلاً خيرٌ من أن تكون نطوقاً جاهلاً” لو كان قادة المليشيا فكروا قبل اشعال هذه الحرب تفكير الحكيم العاقل لما حدث كل هذا الخراب وهذا الدمار ولنا وسفكت كل هذه الدماء ، وبكل تاكيد لابد من القصاص من الظالمين المعتدين علي اعراض وأموال وممتلكات الناس يقول الله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فالقصاص بالشرع من القتلة المعتدين ، حياةٌ للدنيا وإحياءٌ للعدل والدين ، ويقول الشاعر :

ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ بالعلا .. مُضِرٌّ كوضعِ السيف في موضع الندى..

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *