هل تصنع مصر السيارات الكهربائية قريباً؟
تسعى مصر جاهدةً لدخول عالم صناعة السيارات الكهربائية، مستهدفةً تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات. على الرغم من التصريحات المتكررة منذ عام 2020 حول قرب إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية، إلا أن التنفيذ العملي لا يزال يواجه تحديات كبيرة.
محاولات سابقة وتحديات حالية
في عام 2020، أُعلن عن اتفاق بين شركة النصر للسيارات وشركة دونغ فينج الصينية لإنتاج السيارة “النصر E70”. لكن المفاوضات تعثرت في أواخر 2021 بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تسعير المكونات المستوردة، مما أدى إلى تأجيل المشروع وفق تقرير نشره موقع “المنصة” المصري.
وعلى الرغم من هذه التحديات، استمرت المحاولات لتوطين صناعة السيارات الكهربائية. في عام 2023، دعمت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا شركات محلية لإبرام شراكات مع كيانات أجنبية متخصصة، مثل شركتي “متجر” و”إيجيبت سات أوتو”، لكنهما لم تصلا بعد إلى مرحلة إنتاج سيارات الركوب.
شراكات جديدة وآمال مستقبلية
وشهد عام 2024 إعلانات عن شراكات محليةأجنبية لصناعة السيارات الكهربائية، منها شراكة “ألكان أوتو” مع “بايك” الصينية، و”السويديعز العرب” مع “بروتون” الماليزية، و”غبور أوتو” مع “فاو” الصينية. كما أُعلن عن إعادة افتتاح النصر للسيارات بعد 15 عامًا من التوقف، وتوقيع عقد لتصنيع بطاريات و”ميني باصات” كهربائية بالتعاون مع شركتين إحداهما إماراتية والأخرى سنغافورية تايوانية.
التصنيع المحلي: بين الطموح والواقع
تستهدف هذه المبادرات تحقيق نسب تصنيع محلي تتجاوز 60%، وهي معدلات طموحة مقارنةً بصناعة السيارات التقليدية. يؤكد خبراء أن العامل الحاسم في رفع نسبة المكون المحلي هو التوسع في إنتاج البطاريات محليًا. في هذا السياق، تأسست في 2021 شركة “Shift EV” التي تمتلك مصنعًا للبطاريات الكهربائية بطاقة 500 ميجاوات/ساعة سنويًا. كما عملت الهيئة العربية للتصنيع على إنشاء مركز لتصنيع وتجميع بطاريات الليثيوم لوسائل النقل الكهربائية، لكنها ستبقى محدودة الإمكانات لاستخدامها في الدراجات والسكوترات وعربات الجولف فقط.
مستقبل السيارات الكهربائية في مصر
على الرغم من هذه الجهود، لا يزال السوق المصري يواجه تحديات في تبني السيارات الكهربائية، أبرزها نقص البنية التحتية لمحطات الشحن وارتفاع تكاليف الإنتاج. يُقدّر البعض أن نسبة السيارات الكهربائية المستوردة لا تتجاوز 0.1% من مبيعات السيارات في مصر. لذلك، يتطلب تحقيق رؤية مصر في هذا المجال تكاتف الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير البنية التحتية وتقديم حوافز للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
وبينما تتواصل الجهود لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر، يبقى السؤال: متى سنرى أول سيارة كهربائية مصرية تجوب شوارعنا؟ الإجابة تعتمد على تجاوز التحديات الحالية وتحقيق التكامل بين مختلف المبادرات والمشاريع القائمة.