اخبار المغرب

كيف يرخي زخم الأحداث في الشرق الأوسط بظلاله على شمال إفريقيا؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات متسارعة على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والإنسانية، مما يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على شمال إفريقيا، باعتبارها منطقة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجوار الجغرافي والسياسي، وهو ما يطرح التساؤل عن كيف تتأثر دول شمال إفريقيا بهذه الأحداث، وما هي التداعيات المحتملة على استقرارها وسياساتها الخارجية.

في سوريا، ومع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، دخلت البلاد مرحلة جديدة من الترتيبات السياسية التي تعكس تحولات كبرى في المشهد الإقليمي. تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية حول عدم وجود اتصال مباشر مع السلطات السورية الجديدة، مع تأكيدها أن القرار بشأن العلاقات المستقبلية سيعتمد على أفعال هذه السلطات، يعكس حالة من الترقب والحذر. في المقابل، تسعى قوى إقليمية مثل قطر والأردن وتركيا لتعزيز دورها في سوريا من خلال زيارات دبلوماسية مكثفة إلى دمشق.

أما في فلسطين واليمن ولبنان، فلا تزال النزاعات مستمرة، الحرب في غزة تتصاعد وسط غياب أفق لحل سياسي، واليمن يشهد ضربات جوية من قبل التحالف الدولي بين الفينة والأخرى، لردع هجامات الحوثيين على إسرائيل ومصالحها، في لبنان، تتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية، في حين أن حزب الله، المتأثر بضعف إيران في المنطقة، يواجه ضغوطًا متزايدة.

في هذا السياق، يرى الباحث في العلاقات الدولية، عبد الله الهندي، أن “الأحداث الجارية في الشرق الأوسط تعكس زخمًا سياسيًا وعسكريًا سيؤثر بلا شك على شمال إفريقيا، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي”، مضيفا أن “دول شمال إفريقيا مثل المغرب، الجزائر، وتونس لا يمكنها البقاء بمعزل عن هذه التحولات”.

وأشار الهندي، في تصريح لجريدة العمق إلى أن السياسات  الخارجية لدول شمال إفريقيا تجاه الشرق الأوسط ستتأثر بالتحولات الجارية. فمع ضعف إيران وتراجع مشروعها الإقليمي، قد تجد دول في المنطقة فرصة لتعزيز مواقفها في قضايا إقليمية مثل النزاع العربي الإسرائيلي.

واوضح المتحدث  أن “التحولات الجارية في الشرق الأوسط قد تفتح أيضًا نافذة للتعاون الإقليمي بين دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط”. فمع انخراط قوى إقليمية كبرى مثل السعودية وقطر وتركيا في إعادة تشكيل المشهد السوري، قد تنشأ فرص لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.

من جهة أخرى، يذهب الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن ضعف الأطراف التقليدية في الصراعات الإقليمية مثل إيران وحزب الله يفتح المجال أمام دول شمال إفريقيا لتلعب دورًا أكبر في الوساطة والمساهمة في الاستقرار الإقليمي.

ولفت إلى أن سقوط نظام الأسد، قد يرى فيه البعض كنقطة تحول، مما قد يعزز معنويات المعارضين والمواطنين في دول أخرى لمواصلة الكفاح ضد الأنظمة الاستبدادية المشابهة لنظام الاسد وللفساد السياسي، وأنه قد ينظر إليه من قبل البعض على أنه دليل على أن التغيير ممكن، وهو ما قد يثير أملًا في التغيير السياسي بدول المنطقة نحو الأفضل.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *