علاقة السياسي بالصحفي علاقة تكامل وتعاون حقيقية
تابعت الحلقة التي استضاف فيها الصحفي خالد فاتيحي الدكتور ادريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في برنامجه «نبض العمق» على موقع .
وفي إطار هذا البرنامج تم توظيف جنسا صحفيا معروفا في مجال الصحافة يتعلق الأمر ب Adversarial Journaslim أو ما يسمى الصحافة «العدائية» إن صح القول. لذلك نجد أن الصحفي المحاور يتبنى موقفا معارضا أو أسلوبا «عدائيا» في بعض الأحيان من أجل استفزاز الضيف وإخراج أكبر قدر من المعلومات الممكنة. ويعتبر الأكاديميون في هذا المجال، أن الصحافة العدائية فرع من فروع الصحافة الاستقصائية Investigative Journalism .
وفي ما يتعلق برأيي الخاص ببرنامج سي خالد فتيحي، أرى أن فكرة البرنامج ممتازة، والأسئلة كانت في محلها لأنها في نهاية المطاف تعتبر أسئلة قد يطرحها الرأى العام كذلك، ومن المفيد جدا أن يقدم الدكتور الأزمي توضيحات حولها، ولقد كان د. الأزمي موفقا في ذلك. إلا أن الملاحظة الوحيدة التي خلقت تشويشا حقيقيا خلال الحلقة هي كثرة المقاطعة، أفكار كثيرة لم يجد فيها الضيف الفرصة لإتمامها. وهذا ما يحصل في الكثير من البرامج الحوارية عندما يغيب فيها التوازن. وأنا على يقين أن سي خالد سيشتغل على هذه النقطة في الحلقات المقبلة حتى لا تتشتت أفكار الضيف، بالتالي سيتمكن الضيف من مده بمعلومات أكبر، وهذا الأمر ينكب في مصلحة البرنامج في آخر المطاف.
من جهة أخرى، تابعت كذلك تصريح الأستاذ عبد الإله ابن كيران Abdelilah Benkiran، أمين عام حزب العدالة والتنمية، خلال المهرجان الخطابي الذي نظم بفاس بمناسبة الأبواب المفتوحة. وأرى أنه أخطأ في طريقة حديثه عن الصحفي خالد فتيحي، خاصة وأن هذا الأخير كان يقوم بعمله لا أكثر ولا أقل.
وأعتبر أن السياسي الحقيقي هو الذي يصحح موقفه في الوقت المناسب، ولا يجد حرجا في أن يخرج ويقدم الاعتذار أمام الملأ لشخص أساء له علانية، فالاعتذار من شيم الكبار. وهذا ما فعله ذ. عبد الإله بنكيران في أقل من 24 ساعة، وهو سلوك حضاري جدا نحتاجه اليوم في الممارسة السياسية.
يحتاج اليوم حزب العدالة والتنمية، أكثر من أي وقت مضى، إلى تركيز الجهود وتفادي الدخول في حروب هو في غنى عنها. ف حزب العدالة والتنمية PJD MAROC يقوم اليوم بعمل سياسي مهم، ويعتبر نقطة ضوء حقيقية في الساحة السياسية، حيث استطاع مؤخرا ملء الفراغ المميت الذي قتل الحياة السياسية بعد انتخابات 8 شتنبر الأخيرة. واستطاع تحويل ملفات، كان يُراد لها أن تَعْبُرَ طريقها في صمت ودون ضجيج، إلى قضية رأى عام. لا يزال الطريق طويلا، وفتح باب التشويش هو فخ مقيت لا يجب أن يقع فيه الحزب. كما يجب أن نضع صوب أعيننا دائما أن علاقة السياسي بالصحفي علاقة تكامل وتعاون حقيقية، فالأول يبني الجسور، والثاني يسهل عميلة العبور.
فحي على العمل، وعفا الله عما سلف.
المصدر: العمق المغربي