تقرير: اتفاق شبه نهائي حول صفقة التهدئة والتبادل.. رغم بعض المطبات
أمد/ تل أبيب: في تطور لافت، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصادر رفيعة المستوى أن المفاوضات حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قد وصلت إلى مرحلة حاسمة.
ومع تصاعد التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، تتواصل المباحثات بشكل مكثف رغم وجود بعض الفجوات التي لا تزال محل نقاش بين الطرفين.
التقرير التالي يعرض أحدث التطورات والتفاصيل حول سير المفاوضات وأدوار الأطراف المعنية، بما في ذلك الدور الأمريكي في الدفع نحو التوصل إلى اتفاق نهائي.
نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تأكيده وجود “فجوات” في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه أضاف أن جميع هذه الفجوات يمكن سدها. التصريحات تشير إلى وجود بعض التحديات التي لا تزال قائمة في المحادثات، لكن المسؤول الإسرائيلي أعرب عن تفاؤله بإمكانية إيجاد حلول لهذه القضايا العالقة.
A senior Israeli official tells me there are still gaps in the negotiations over the Gaza hostage and ceasefire deal “but they are all bridgeable”
— Barak Ravid (@BarakRavid) December 16, 2024
*وزير الجيش الإسرائيلي يصرح بالتقدم في الصفقة*
في هذا السياق، صرح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اجتماع مغلق في الكنيست يوم الإثنين، أن صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” أصبحت أقرب من أي وقت مضى منذ الصفقة التي تم تنفيذها العام الماضي.
وأوضح كاتس أن الاتفاق سيتم تنفيذه على مراحل، مشيرًا إلى أن أغلبية ساحقة من أعضاء “الكابينيت” والحكومة الإسرائيلية تدعم إتمام صفقة الأسرى.
*المفاوضات في مرحلة حاسمة*
في تقرير نقلته هيئة البث العامة العبرية “كان 11“، أكدت مصادر مطلعة أن “الاتفاق قد يبقي قسمًا من المخطوفين في الأسر لفترة طويلة”.
ورغم ذلك، أضافت المصادر أن هناك تقدمًا سريعًا في المفاوضات، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن هذه “أيام حاسمة” في سير المحادثات.
كما تم التأكيد على أن عدم الموافقة على وقف الحرب قد يؤدي إلى إبقاء جزء من الأسرى في الأسر لفترة أطول.
*التعتيم الإعلامي ومطالب نتنياهو*
في ذات السياق، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طلب من الرقابة العسكرية تشديد الحظر الإعلامي على أي تقارير تتعلق بالمفاوضات.
طلب نتنياهو يهدف إلى إبقاء تفاصيل المفاوضات في طي الكتمان في هذه المرحلة الحساسة، خاصة مع المعارضة الداخلية في الحكومة لصفقة قد تنهي الحرب.
*تقدم ملموس في المفاوضات*
صحيفة “يديعوت أحرونوت” أفادت أن هناك تقدمًا ملموسًا في المفاوضات، مع إمكانية إنجاز الاتفاق قبل نهاية الشهر الجاري.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن معظم تفاصيل الصفقة أصبحت واضحة، باستثناء الخلاف حول عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، هناك مرونة من جانب حركة حماس في بعض القضايا العالقة، خاصة في ما يتعلق بمحور “فيلادلفيا”.
*دور ترامب في الصفقة*
في تطور آخر، صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه أجرى محادثة “جيدة جدًا” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحرب في غزة، معربًا عن رغبة إدارته في إنهاء النزاع.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تعمل بجد لاستعادة الرهائن ووقف القتال في غزة وأوكرانيا.
*تفاصيل الصفقة:*
وفقًا للقناة 14 العبرية، تشمل الصفقة المقترحة بين إسرائيل وحماس النقاط التالية:
1. *الإفراج عن الأسرى:* سيتم إطلاق سراح 700 إلى 1000 أسير فلسطيني على دفعات، ويشمل ذلك أسرى من أصحاب المؤبدات العالية.
2. *وقف إطلاق النار:* سيتم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.
3. *عودة النازحين:* سيتم السماح بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ضمن آليات أمنية متفق عليها.
4. *التنفيذ التدريجي:* الاتفاق سينفذ على مراحل متزامنة من الطرفين لضمان الالتزام.
*القضايا الخلافية:*
من بين القضايا الخلافية التي لا تزال محل نقاش هي الترتيبات المتعلقة بالوجود الإسرائيلي على محور “فيلادلفيا” ومحور “نتساريم”.
وحسب المصادر الإسرائيلية، أبدت حركة حماس مرونة في ما يتعلق بوجود “محدود” للجيش الإسرائيلي على هذه المحاور، إلا أن التفاصيل لم تُحدد بعد.
*التحديات المستقبلية:*
الصحف الإسرائيلية أفادت بوجود مخاوف من أن تغييرات غير متوقعة في المحادثات أو أحداث أمنية قد تعرقل التقدم نحو الاتفاق النهائي.
هذه المخاوف تأتي في وقت حرج حيث يتم الدفع نحو إنهاء الحرب في غزة قبل نهاية العام. في هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” إن “هناك فجوات في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن يمكن سدها جميعًا”.
*وفد إسرائيلي إلى قطر:*
وفي إطار استئناف المفاوضات، أفادت القناة 12 العبرية بأن وفدًا مهنيًا إسرائيليًا غادر إلى قطر لاستئناف المباحثات حول صفقة التبادل.
الوفد يتكون من ممثلين عن الشاباك والموساد والجيش الإسرائيلي.
*الترقب يسيطر على الساحة الدولية والمحلية*
بينما يواصل الوسطاء الإسرائيليون والفلسطينيون العمل على سد الفجوات المتبقية، يظل الملف في حالة ترقب حذر، مع احتمال التوصل إلى اتفاق قد يفضي إلى نهاية مؤقتة للحرب الحالية. ويبقى أن نرى كيف ستؤثر التطورات الأخيرة في المفاوضات على مستقبل الوضع الأمني في غزة والمنطقة بشكل عام.