حين أزّتهم شياطينهم قالوا أقصفوا حواضنهم
عبد المجيد دوسة المحامي
بعيدا عن معنى الحاضنة في علم البيولوجيا، ظهر هذا المصطلح مع ظهور ائتلاف قوى الحرية والتغيير (قحت) مع اللجنة الأمنية للبشير في حكم البلاد، حين ارتضت قحت لقب حاضنة حكومة حمدوك يومذاك، وقتها كانت بدعة غريبة علينا ولكن (لا مشاحة في المصطلح).
بعد اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل، بآلامها ومرارتها امتهن الجيش مهمة قصف الحواضن وضربها، تساءلنا حواضن من؟ وأي حواضن تلك؟ قال جيش الكيزان أنهم الرزيقات، سألنا يومها أتعنون تلك القبيلة ذات التاريخ العريق عراقة ومجد جدهم مادبو علي عبد الحميد، أول من أوقد الثورة باسم المهدية في دارفور وأحد أمراء المهدية ومن أشهر زعماء دارفور أم جماعات أخر ابتدعتموها وأنتم شرّ المبتدعين، قالوا ذاك ما نعنيه.
غريب أمر هذا الجيش، كيف يتجرأ بقصف قبيلة وهي كيان اجتماعي، أولا: الجيش هو من صنع الدعم السريع ودربه وأهلّه للقتال.. هو نفسه الذي جعله حارسا للحدود وقدّمه للاتحاد الأوربي كبطل يستطيع إيقاف هجرة البشر الى دول أوربا… بل هو ذات الجيش الذي قدمّه الى دول الخليج ليحشد لهم المرتزقة الذين حاربوا شعب اليمن المغلوب على أمره،
واكتسب قادة هذا الجيش ومن خلفهم الكيزان ملايين الدولارات بدعوى المساهمة فيما أسموها بعاصفة الحزم.
ثانيا: الجيش هو من منح حميدتي الرتب العسكرية، ورفعه مكانا عليا في الدولة أيام حكم حمدوك. بل هذا الجيش هو من مكّن قوات حميدتي في التغلغل وسط كل مرافق الجيش والدولة..
اذن ما ذنب الزريقات إذا تمرد حميدتي عليهم، واقتلع معسكراتهم الواحدة تلو الأخرى وأذاقهم سوء العذاب.
جيش حميدتي موجود في العاصمة المثلثة بل وفي عقر معسكراتكم التي فّررتم منها، في كل من العاصمة المثلثة ، ود مدني بالجزيرة ة بل وجلّ معسكراتكم في كردفان وسنار وغيرها ، حاربوه هناك وحرروا معسكراتكم.
نعم حميدتي رزيقي قح، لكنه لم يقم بما قام به متدثرا عباءة القبيلة، بل كان على كتفه رتبة منحتموها أنتم، وبغض النظر عما قام به فان قبيلة الرزيقات بريئة مما أنتم فيه تتصارعون.
الرزيقات كيان اجتماعي، غير معنية بالسياسة ودسائسها، في موطنهم الذي خلقوا فيه، غير مبالين ان كان هناك جيش أم دعم سريع، والدليل على ذلك أن الجيش هو من كان يدير كل الأمور في الضعين وما حولها من نجوع الرزيقات وبواديها، عاشوا مع أهلها، يشترون طعامهم من نفس أسواقهم.. وعندما اندلعت الحرب بين المجرمين الدعم السريع وجيش الكيزان في الضعين، وحمي الوطيس هرب الجيش واختفي، تساءل الرزيقات أين الجيش؟ أين اختفى؟ انه لأمر عجاب!
أمام هذا المشهد الغريب ماذا يفعلون أيهربون مع الجيش الذي تملّص عن حمايتهم ويتركون أرض أجدادهم، والى أين؟
نحن نقول نفس الشيء إذا اعتدى حميدتي وجيشه على قبيلة البرهان التي لا أعرفها ولا أود معرفتها أصلا، فهي كيان اجتماعي غير مسئول عن أفاعيل وجرائم البرهان ولا أظن أن أحدا منهم يرضى التعدي على قبائل وداعة تعيش حياتها بعيدا عن المتوهمين الراكضين وراء سلطة ما هم بالغيها.
انصرافيو الكيزان الكذبة يرددون دوما إن ميلشياتهم ومعهم الجيش رحمة للعباد والا لماذا يهرب الناس من مواقع سيطرة الدعم السريع الى حيث يعسكر الجيش؟ نقول لهم يا كيزان لستم أكثر ذكاء من العقل الجمعي السوداني، مع علمنا بأنكم أكثر جدلا وحلقوما. الناس يهربون من الحرب وأوزارها، وعليه حين يحتدم القتال بينهما يهربون الى حيث لم تصلها الحرب، وهي بالطبع أماكن سيطرة من أسموها زورا وبهتانا بجيش السودان، ثم تزحف قوات الدعم السريع متعقبة الجيش ثم يبدأ الناس في الفرار مرة أخرى لكونهم يعلمون أن لا جيش يحميهم وهلم جرا …
تساءل الناس، ما الحل أمام هذا الوجع المريع، قلنا لهم أن هناك ثمة شمس تشرق في الأفق القريب القريب أو لم تستطيعوا معنا صبرا.
المصدر: صحيفة الراكوبة