ما قصة السفينة الإيرانية المختفية التي أشغلت امريكا؟
وطن أفادت تقارير إعلامية جديدة بأن سفينة إيرانية عملاقة مخصصة للطائرات بدون طيار قد غادرت ميناءها الرئيسي الشهر الماضي دون أن يتم رصدها لعدة أسابيع، قبل أن تظهر مؤخرًا في الخليج العربي. جاء هذا في وقت تتصاعد فيه التكهنات الأمريكية بشأن ضلوع إيران في تحليق طائرات بدون طيار غامضة فوق منطقة الولايات الثلاث، دون تقديم أي دليل ملموس.
وبحسب صور التقطتها أقمار صناعية تابعة لشركة ماكسار تكنولوجيز، تم رصد حاملة طائرات إيرانية جديدة تدعى “الشهيد باقري“، صُممت خصيصًا لدعم عمليات الطائرات بدون طيار، وهي تبحر في الخليج. وكانت هذه السفينة قد شوهدت آخر مرة وهي راسية في ميناء بندر عباس بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني، وفق ما نقلته وسائل إعلام أمريكية.
السفينة الإيرانية غادرت ميناءها
وتفيد التقارير بأن السفينة الإيرانية غادرت ميناءها بين 12 و28 نوفمبر، ثم توجهت مباشرة إلى الخليج للمشاركة في مناورات بحرية، بحسب موقع “بيزنس إنسايدر”. وفي الصورة الجديدة، ظهرت “الشهيد باقري” برفقة سفينتين إيرانيتين بدون طيار أخريين، هما “الشهيد رودكي” و”الشهيد مهدوي“، قبالة ساحل بندر عباس.
شاهدات طائرات بدون طيار غامضة فوق نيوجيرسي
وتأتي هذه المعلومات وسط تكهنات أمريكية بأن إيران تقف وراء سلسلة من مشاهدات طائرات بدون طيار غامضة فوق نيوجيرسي ومناطق أخرى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. فقد صرّح النائب الأمريكي جيف فان درو (جمهوري نيوجيرسي) لشبكة فوكس نيوز، نقلاً عن مصادر “سرية”، بأن “سفينة أم إيرانية تحمل طائرات بدون طيار” قد تكون نشطت في المنطقة، قائلاً: “إنها قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وقد أطلقت طائرات بدون طيار”.
لكن البنتاغون سارع إلى نفي مزاعم النائب فان درو، قائلاً إنه “لا يوجد دليل” على تورط إيران. كما لم تقدم أي وكالة فدرالية تفسيراً نهائياً لآلاف التقارير التي تلقاها مسؤولو ولاية نيوجيرسي عن مشاهدات لطائرات بدون طيار منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
التحريات الفيدرالية
في المقابل، أدلى جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، بتصريحات أولية قال فيها إن التحريات الفيدرالية لم تؤكد أي تقارير تربط طائرات بدون طيار غير مشروعة بإيران. لكنه تراجع عن حدة هذه التصريحات في مقابلة لاحقة، موضحاً أنه قال إن العديد من المشاهدات المؤكدة كانت لطائرات شرعية يقودها طيارون وليس جميعها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي بعد أيام من انهيار نظام بشار الأسد في سوريا—وهو حدث يزيد من حساسية المشهد الإقليمي. وفي وقت تتعدد فيه الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط، تثير التحركات الإيرانية ومزاعم التورط في نشاطات الطائرات بدون طيار قلق الأمريكيين، فيما تنفي واشنطن وجود أدلة على أي نشاط إيراني معادٍ قبالة سواحلها.
بالرغم من ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة: ما حقيقة السفينة الإيرانية “الشهيد باقري”؟ وهل يمكن أن يرتبط ظهورها المفاجئ بمشاهدات الطائرات المسيرة الغامضة في الولايات المتحدة؟ في حين ينفي البنتاغون ويراجع البيت الأبيض تصريحاته، يظل الغموض سيد الموقف في انتظار توضيحات مستقبلية قد تأتي من واشنطن أو طهران.