حسن عبد الرضي الشيخ

 

انشقاق حزب المؤتمر الوطني المحلول يُعد تطورًا لافتًا في المشهد السياسي السوداني. شهد حزب المؤتمر الوطني المحلول في السودان ، الذي حكم البلاد لثلاثة عقود تحت قيادة الرئيس المعزول عمر البشير ، انقسامات حادة بين قياداته ، مما أدى إلى انشقاق داخلي بارز. تعود جذور هذه الخلافات إلى تعيين أحمد هارون ، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية ، رئيسًا للحزب ، وهو ما أثار اعتراضات من تيار آخر داخل الحزب بقيادة إبراهيم محمود.

 

خلفية الانشقاق :

 

في نوفمبر ٢٠٢٤م ، برزت صراعات داخلية في حزب المؤتمر الوطني المحلول ، حيث انقسمت القيادات إلى مجموعتين رئيسيتين:

 

مجموعة “السجناء السياسيين” : تضم أحمد هارون وعلي كرتي ، وتدعم تعيين هارون رئيسًا للحزب.

 

مجموعة “تركيا” : بقيادة إبراهيم محمود ، ترفض هذا التعيين وتتمسك برئاسة محمود للحزب.

 

هذه الخلافات أدت إلى عقد اجتماعات سرية ومداولات بين الطرفين ، مما زاد من حدة التوتر داخل الحزب.

 

ردود الفعل :

 

انتقد قائد القوات المسلحة السودانية ، عبد الفتاح البرهان ، هذه الصراعات ، معتبرًا أنها تشكل خطرًا على البلاد ، خاصة في ظل الظروف الحالية. وأكد البرهان رفضه لأي أنشطة سياسية تهدد وحدة السودان أو جيشه ، مشددًا على ضرورة التركيز على مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.

 

تداعيات الانشقاق :

 

يُتوقع أن يكون لهذا الانشقاق تأثيرات كبيرة على المشهد السياسي السوداني ، خاصة مع استمرار الحرب والتحديات الأمنية. قد يؤدي هذا الانقسام إلى إضعاف الحزب المحلول وتقليل تأثيره في الساحة السياسية ، مما يفتح المجال أمام قوى سياسية أخرى لتعزيز نفوذها.

 

الخلاصة :

 

يُعد الانشقاق داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول تطورًا مهمًا في السياسة السودانية ، يعكس التحديات الداخلية التي تواجه الأحزاب التقليدية في البلاد. مع استمرار هذه الخلافات ، يبقى المستقبل السياسي للحزب غير واضح ، مما يستدعي مراقبة التطورات المقبلة وتأثيرها على الاستقرار السياسي في السودان.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.