اخبار السودان

الجيش جيش السودان … لا جيش الكيزان

عاطف عبدالله قسم السيد

مسرحية الكوميديا السوداء أو الكذبة البلغاء : “أذهب للقصر رئيسا ، وسأذهب للسجن حبيساً”، تُعاد إنتاجها بناءً على المتغيرات في الوضع السياسي العالمي والإقليمي ، ولكن هيهات … فالشعب الملهم المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين.

 

إن الخلاف القائم بين البرهان وعبدالحي يوسف يعبر عن الخلاف بين المؤسسة العسكرية والإسلامويين ، قد تصاعد نتيجة الرفض الكبير من قِبل العديد من دول المحيط الإقليمي والدولي لعودة الإسلامويين إلى المشهد السياسي. هذا الرفض أدى إلى فقدان الدعم الإقليمي والدولي ، باستثناء دولة واحدة ، تظهر غير ما تبطن ، لها رغبة في عودة الحكام المعزولين لاعتبارات ما عادت خافية على أحد.

 

لو أن هناك خلاف حقيقي فجره حديث الداعشي الهارب عبد الحي يوسف ، وأن الطلاق قد وقع في زواج الاستبضاع بين أصحاب الرايات السوداء والكاكي ، أو بين العسكريين والإسلامويين ، نرجو من البرهان أن يقدّم الأدلة الملموسة على ذلك عبر إجراءات عملية تُنفَّذ على أرض الواقع مثل : القبض على فلول المؤتمر الوطني الذين فرّوا من السجون وتسليمهم إلى محكمة لاهاي. حل المليشيات المتأسلمة والكتائب المرتبطة بها. تفكيك الضباط الموالين لهذه الحركة ، خاصة أولئك الذين يحيطون به في مكتبه، “كما ذكر الشيخ الداعشي” ضَم المستنفرين من المليشيات إلى القوات المسلحة ، بحيث يكونون تحت قيادة المؤسسة العسكرية الرسمية.

 

عندها فقط ربما نصدق أن الطلاق وقع فعلاً وسيجد البرهان كل الدعم وكل الشعب خلفه وخلف قواته المسلحة وستسقط كثير من أسباب الحرب لدي قوات الدعم السريع وسيعم السلام في ربوع السودان من جديد.

 

إذا تم تنفيذ هذه الإجراءات فعلياً ، عندها قد نصدق أن الطلاق قد وقع بين الطرفين. وأن الجيش عاد كما يجب “جيش السودان لا جيش البرهان ولا جيش الكيزان” وستجد المؤسسة العسكرية بقيادة البرهان دعماً واسعاً من كافة القوى المدنية وتستعيد ثقة الشعب والدول الإقليمية والدولية من جديد.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *