“إنرجيان” تتخلى عن تطوير أكبر حقل غاز في المغرب بعد نتائج حفر وصفتها بـ”مخيبة للآمال”
أعلنت شركة إنرجيان اليونانية عن نيتها التخارج من مشروع حقل أنشوا البحري في المغرب بعد أن فشلت أعمال الحفر في العثور على احتياطيات الغاز المتوقعة، ما جعلها ترى أن المشروع غير مجدٍ اقتصادياً بالنسبة لها.
وحسب ما كشف عنه الرئيس التنفيذي للشركة ماثيوس ريغاس لموقع “Upstream”، فإن شركة إنرجيان المستقلة المدرجة في بورصة لندن لن تواصل تطوير اكتشاف حقل أنشوا قبالة سواحل المغرب بعد حملة حفر وصفتها بـ”المخيبة للآمال”.
وأوضح المصدر ذاته أن شركة إنرجيان أكدت في شتنبر الماضي أن البيانات الأولية من بئر أنشوا3 أشارت إلى أحجام أقل من المتوقع، بينما كشفت شريكتها شركة شاريوت إنرجي أن الغاز الموجود في بعض الرمال كان أقل كثافة مما كان متوقعًا، وأن أهدافًا أخرى تحت تلك الرمال تحتوي فقط على الماء.
ورغم تأكيد الشركة على وجود الغاز في الحقل الذي يُعد أكبر اكتشاف غير مُطور في المغرب، فإن الكميات المكتشفة لا تتناسب مع حجم الشركة وخططها الاستراتيجية، حيث قال ريغاس: “لقد عثرنا على الغاز، لكننا لم نجد ما يكفي لتبرير تطوير المشروع”.
وأضاف ريغاس أن الشركة ستواصل تركيز جهودها في مناطق أخرى مثل شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط، بالإضافة إلى اليونان، التي تمثل السوق الرئيسة لشركة إنرجيان.
وللإشارة فإن حقل أنشوا يعد الأكبر من نوعه في البلاد، حيث تقدر احتياطاته بحوالي 18 مليار متر مكعب.
هذا، وأعلنت شركة تشاريوت إنرجي، الشريكة لشركة إنرجيان في مشروع حقل أنشوا البحري بالمغرب، أن مخزونات الغاز في بعض الطبقات الرملية كانت أقل سمكًا مما كان متوقعًا، مشيرة إلى أن بعض الأهداف تحت هذه الرمال تحتوي فقط على الماء، مما أدى إلى تدني التوقعات بشأن جدوى المشروع.
وأعلنت إنرجيان، في شتنبر عن استمرار أعمال الحفر في البئر التقييمية أنشوا3 باستخدام منصة الحفر “ستينا فورث” التابعة لمجموعة ستينا غروب، حيث بدأ الحفر في 20 غشت من نفس العام، حيث كان هدف مطوري حقل أنشوا البحري هو تعزيز احتياطيات الغاز في الحقل لتصل إلى حوالي 1.39 تريليون قدم مكعبة، مع تحديد موعد قريب لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي في حال تطابقت نتائج الحفر مع التوقعات.
وحسب ما أوضحته منصة “الطاقة” فإن البيانات الأولية التي حصلت عليها إنرجيان أظهرت أن حجم الغاز المكتشف داخل بئر أنشوا3 أقل من التقديرات السابقة، ففي شتنبر المنصرم أكدت شركة شاريوت أن أعمال الحفر في الحفرة الرئيسية للبئر كانت تجري وفق الخطة، وأظهرت النتائج الأولية وجود طبقات رملية تحتوي على الغاز الطبيعي، مما دفع الشركة إلى تنفيذ مزيد من الحفر التفصيلي لتقييم النتائج بشكل أفضل.
وتملك إنرجيان، المشغلة لحقل أنشوا البحري الواقع في ترخيص ليكسوس، حصة 45% في المشروع، بينما تمتلك شركة شاريوت 30%، في حين يملك المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM) 25%.
يذكر أن إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي لا يتجاوز 100 مليون متر مكعب سنويًا، ويعتمد في تلبية احتياجاته على الاستيراد من الخارج، حيث يستورد نحو مليار متر مكعب سنويًا، ويتصل بخط أنابيب مع إسبانيا لتسهيل عملية نقل الغاز.
وفي سياق آخر تتجه شركة “إنرجين” نحو تحقيق نمو جديد في أسواق جديدة، من خلال استحواذات محتملة في منطقة البلقان، بحر الشمال البريطاني، وأفريقيا، وذلك بعد الانتهاء من بيع أصولها الناضجة بحلول نهاية العام الجاري.
وأكدت الشركة في تصريحات لموقع “Upstream” أنها تتوقع إتمام بيع أصولها في مصر وإيطاليا وكرواتيا إلى شركة “كارلايل إنترناشونال إنرجي بارتنرز” بحلول نهاية عام 2024 أو مباشرة بعدها، إذ تهدف هذه الصفقة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها توفير وقت الإدارة، تسديد الديون البنكية، وإعادة الأموال للمساهمين.
وفي تعليقه على الصفقة، قال الرئيس التنفيذي لشركة “إنرجين”، ماثيوس ريغاس: “سيسمح لنا هذا البيع بالتركيز على فرص النمو بدلاً من إدارة الأصول الناضجة.” هذه الخطوة تمثل تحولاً كبيراً في استراتيجية الشركة نحو التركيز على الأسواق التي توفر إمكانيات نمو أكبر.
المصدر: العمق المغربي