اخبار المغرب

هل تستر مجلس جهة بني ملال عن تبديد “الجمعية الوهمية” للمال العام؟

كشفت مصادر جيدة الاطلاع لجريدة “العمق” عن تفاصيل جديدة، حول قضية “الجمعية الوهمية”، التي شغلت بال الرأي المحلي بدمنات، مشيرة إلى أن مجلس الجهة رفع مذكرة إلى رئيس المحكمة الابتدائية بأزيلال منذ أزيد من سنتين ضد جمعية التنمية والرياضة والفن والثقافة، التي تربطها بها اتفاقية شراكة قصد توفير دعم مالي للجمعية لتغطية مصاريف تنظيم مهرجان ثقافي وفني بالمدينة.

وأوضح مصدر من داخل مجلس جهة بني ملال للجريدة، أن جمعية التنمية والرياضة والفن والثقافة بدمنات، تقدمت بطلب للحصول على دعم مالي من الجهة المعنية، بموجب الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين الجهة والجمعية، لافتا إلى أن الاتفاقية نصت على تقديم دعم مالي قدره 500000 درهم للجمعية للمساهمة في تغطية مصاريف تنظيم مهرجان ثقافي وفني بدمنات، شريطة أن تقوم الجمعية بتقديم كافة الوثائق المالية التي تثبت صرف الدعم، بما في ذلك الكشوفات البنكية والفواتير المتعلقة بالمصاريف.

وأكد المصدر ذاته، أنه بالرغم من قيام مجلس الجهة، بتوجيه عدة رسائل للجمعية المستفيدة من الدعم من أجل الحصول على هذه الوثائق، إلا أنها لم تتلق أي رد رسمي، وهي رسائل مؤرخة في 1 غشت 2017، و22 يناير 2018، و15 أكتوبر 2019 و20 نونبر 2019.

المعطيات التي حصلت عليها “العمق”، تفيد أن رئيس مجلس الجهة السابق ابراهيم مجاهد المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وجه رسالة أخرى للجمعية في عام 2020، لعقد اجتماع تفعيل بنود الاتفاقية من أجل التسوية الرضائية، لكن الجمعية لم تحضر الاجتماع الذي انعقد بتاريخ 16 دجنبر 2020 مما أدى إلى تحرير محضر سلبي يثبت عدم التزامها بالشروط المنصوص عليها في الاتفاقية.

وأكدت مصادر ، أنه في ظل عدم وفاء الجمعية بالتزاماتها، تقدمت الجهة بطلب للمحكمة لإرجاع المبلغ المالي الذي تم تقديمه للجمعية، بالإضافة إلى المطالبة بتعويض قدره 40000 درهم عن الأضرار التي لحقت بالجهة نتيجة تقاعس الجمعية عن تنفيذ التزاماتها، وفق تعبير المصدر.

وبتاريخ 17 فبراير 2022 أصدرت المحكمة الابتدائية بأزيلال حكما قطعيا يقضي بالحكم على المدعى عليها أي الجمعية في شخص ممثلها القانوني بإرجاع مبلغ 500000 درهم لفائدة المدعية أي جهة بني ملال خنيفرة وبأدائها لفائدة الاخيرة تعويضا مدنيا اجماليا قدره 10000 درهم مع تحميلها المصاريف ورفض باقي الطلبات.

وفي وقت تستر فيه مجلس جهة بني ملال خنيفرة، عن الحكم القضائي الصادر ضد “الجمعية الوهمية”، كشفت مصادر ، أنه من المنتظر أن تباشر الأخيرة، الخطوة الموالية وهي تبليغ الحكم قصد تنفيذه. واستغرب متتبعون للشأن المحلي بدمنات، من أسباب وخلفيات تقاعس الجهة وعدم تحركها قصد استرجاع هذه المبالغ المهمة منذ أزيد من سنتين، خصوصا أن الأمر يتعلق بالمال العام وليست أموالا خاصة بأحد أعضاء مجلس الجهة.

وفي سياق متصل، طالبت أصوات مدنية بإعادة فتح تحقيق في هذه القضية، خاصة بعد إدانة رئيس جماعة دمنات ومن معه بالحبس النافذ، حول ما إذا كان ارتباط للملف الذي يتابع فيه رئيس الجماعة المتعلق بتزوير محررات عرفية واستعمالها والمشاركة فيها، بملف الجمعية التي قضت المحكمة بإرجاع مبلغ 500000 درهم لفائدة جهة بني ملال خنيفرة.

ويرى متتبعون أن الحكم الصادر والمتعلق بإلزام الجمعية بإعادة أموال إلى الجهة المانحة وهي مجلس جهة بني ملال خنيفرة، يسلط الضوء على شبهة سوء تدبير أو استغلال غير مشروع للمال العام، مشيرين إلى أنه إذا ثبت وجود علاقة مباشرة بين هذه القضية وملف رئيس جماعة دمنات ومن معه، فإن ذلك يفتح الباب لإعادة تقييم التكييف القانوني للملف، علما أن محكمة جرائم الأموال هي المختصة بالنظر في القضايا التي تشمل اختلاسات أو تبديدا أو إساءة استعمال الأموال العامة، مما قد يجعل الملف يدخل ضمن اختصاصها.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *