مسؤولان إسرائيليان يطالبان بتشكيل تحالف دولي يساعد السلطة الفلسطينية في حكم غزة
أمد/ تل أبيب: حذّر مسؤولان إسرائيليان سابقان من أن “المستفيدين الوحيدين من عداء إسرائيل للفلسطينيين هم أعداء تل أبيب، وخاصة إيران”، مشددين على أن “إسرائيل بحاجة إلى استراتيجية تأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية الإقليمية والقضية الفلسطينية”.
وقال تامير باردو، المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، ونمرود نوفيك، المستشار السابق في السياسة الخارجية الإسرائيلية، في مقال نشرته مجلة “إيكونوميست” إن السلام الأوسع نطاقاً في متناول إسرائيل، وأن وقف إطلاق النار هذا الأسبوع في لبنان “أمر مرحّب به، ولكن يجب التشكيك في مرونته، لأنه لا يغيّر شيئاً من أساسيات الصراع”.
وقال المسؤولان الإسرائيليان إن “ما يمكن أن يغير هذه الأساسيات، هو اتفاق سلمي، قدم في سبتمبر الماضي، وتم تجاهله حتى الآن، من تحالف من 57 دولة عربية وإسلامية”.
وقال باردو ونوفيك في مقاليهما، إن “القيادة السياسية في إسرائيل مشلولة استراتيجياً، وغير قادرة على ترجمة النجاحات العسكرية إلى حقائق ما بعد الحرب. صحيح أن الجيش الإسرائيلي أظهر قدرات استخباراتية وعملياتية مثيرة للإعجاب ضد إيران و(حماس) و(حزب الله)، ولكن حتى مع وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، تواجه إسرائيل خصوماً على 6 جبهات أخرى، وهي غزة، سوريا، العراق، اليمن، إيران والضفة الغربية.
وانتقد المسؤولان تعامل حكومات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كل من هذه التحديات بمعزل عن بعضها البعض، وفي الوقت نفسه، “تجاهلت بثبات الخيط الذي يربط العديد منها، وهو القضية الفلسطينية”.
وأوضح المسؤولان: “أن سلوك إسرائيل على الجبهة الفلسطينية يؤثر على علاقاتها الاستراتيجية مع أميركا، في الوقت الذي أصبح فيه اعتمادها على واشنطن أكثر وضوحاً من أي وقت مضى في نصف القرن الماضي، وعندما تنتهي إدارة بايدن، فإن أول رئيس أميركي وربما آخر رئيس يعرّف نفسه بأنه (صهيوني غير يهودي) سوف يخلفه رئيس أقل دعماً بشكل انعكاسي”.
وكان نائب الرئيس الأميركي المنتخب جيه دي فانس، قال إن الإدارة المقبلة تعترف “لإسرائيل بالحق في الدفاع عن نفسها، لكن مصالح أميركا ستكون أحياناً مختلفة عن مصالح اسرائيل، وفي بعض الأحيان قد تتقاطع مصالحنا”.
وقال باردو ونوفيك إنه “لا ينبغي لنا أن نتعامل مع هذا الاختيار من الكلمات باستخفاف. وأي تآكل إضافي في تصور الأميركيين لإسرائيل باعتبارها تجسيداً لقيمهم وشريكا استراتيجياً موثوقاً به من شأنه أن يعني مقاومة أقل إذا اختار ترمب مواجهة الحكومة الإسرائيلية بشأن إيران أو القضية الفلسطينية”.
تزايد عنف المستوطنين
وشدد المسؤولان الإسرائيليان على أنه “منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، عمل المتعصبون اليهود، الذين يخدمون في حكومة نتنياهو على توسيع المستوطنات، وسمحوا للمستوطنين بمضايقة الفلسطينيين في الضفة الغربية، إن لم يكن شجعوهم. وسمحوا بانتهاكات صارخة للوضع الراهن في الحرم الشريف. لقد خنقوا السلطة الفلسطينية”.
وتابع المسؤولان: “هذا يصب في مصلحة إيران، التي سارعت إلى دعمها العسكري والمالي في الضفة الغربية، وعززت جهودها لنشر الميليشيات الموالية لإيران على الحدود الأردنية الإسرائيلية”.
وشدد كاتبا المقال على أن سلوك إسرائيل في التعامل مع القضية الفلسطينية، يفرض ضغوطاً على العلاقات مع مصر ومع الموقعين على اتفاقيات أبراهام.
إسرائيل تحتاج على تحالفات
وقال المسؤولان إنه “على الرغم من قدراتها العسكرية، فإن إسرائيل دولة صغيرة تحتاج إلى تحالفات، وخاصة في ضوء احتمال تصاعد التوترات مع إيران، وأيضاً إذا شعرت إسرائيل بأنها مضطرة إلى تحييد التهديد الوجودي المتمثل في البرنامج النووي الإيراني”.
وطالبا بـ”إنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم، وتشكيل تحالف إقليمي دولي معادٍ لحماس يساعد السلطة الفلسطينية في حكم غزة، ودعم إصلاح السلطة، ودمج إسرائيل في تحالف إقليمي يساهم في ازدهار جميع شركائه، ويبني إطاراً أمنياً إقليمياً يحد من طموحات إيران العنيفة”.
وختم المسؤولان بقوليهما إنه “لا يمكن تحقيق أي من هذه المهام دون تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وإذا استمرت إسرائيل في مسارها الحالي، نحو احتلال مفتوح لقطاع غزة، وترسيخ ضم الضفة الغربية، وعدم الاكتراث بملياري مسلم في العالم من خلال الاستمرار في تهويد ثالث أكثر الأماكن قدسية في الإسلام، فستشكل هذه الدول تحالفات دون أي تدخل خارجي”.