الترنيمة الباقية في العتبة الآخرة
أمد/ وحدكَ أيّها الفلسطينيّ وحدكْ
كنتَ وحدكَ
صرتَ منذُ الآنَ وحدكْ
ستظلّ مثل ذاك الغيم وحدكْ
وحدك تأكل من تراب الأرضِ
تشرب من مياه اللهِ
تَلْبَس من غبار الرملِ
جلدكْ
وحدك تغرق في الظلام على شواطئ الماء والنارْ
والبحر يمنع عنك ظلّكْ
لحمُكَ الحيّ المحمّل وحده وزر تاريخ مزوّرْ
تستلذّ بطعم أغنيةٍ تبارك ذبحكْ
***
أيّها المغمّس بالريحْ
عُدْ من حيث جئتَ
معرِّفاً في كلّ شبر من دمائك مسرحكْ
تركوك وحدك قائماً
تؤبجدُ في كتاب الله حتفكْ
***
أيّها المصلوب في وضح النهارْ
دمكُ استعاراتٌ على القانونْ
والطير يأكل خبزكْ
وصار هذا الملحُ جرحكْ
نزلَ الرماةُ عن الجبلْ
ليكمل الإنجيلُ والتوراة سلخكْ
والحضاريّون الحداثيّون يأتمرون أمركْ
ويجربون جنون أسلحة “تغازل” قدّكْ
أيّها الممتنّ للأعداءِ شرّفِ الأرواحَ سيفكْ
قتل العدوُّ الانتصار على حدودكَ
فاعترفْ أنْ لا شيء قبل دمائك الحرّى الحزينةِ
إنّما لا شيء بعدكْ
إنّك واحدٌ أحدٌ
فريدٌ مفردٌ
باقٍ على عهد المسافةِ
وحدكْ
فاقرأ ببسملة الله العزيزة وردكَ الممتدّ منذ هذا الآنَ
حتّى آخرِ التاريخْ
أنّك أيّها الفلسطينيّ وحدك
ستظلّ مثل هذا الظلّ
تُقتلُ وحدك
وتقومُ من أرض القيامة وحدكْ
“شمشون” قدّ قراره من ضلعكَ الحجريِّ
ما أنفدتْ هذي المتاهةُ ضلعكْ