الجبهة تعيش “انتكاسة استراتيجية” قد تُصنّفها جماعة إرهابية
كشفت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية في تقرير حديث أن جبهة البوليساريو، تواجه “تراجعًا استراتيجيًا ملحوظًا” وسط تصاعد التأييد الدولي لخطة المغرب بشأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وأكد حجي أحمد باركلا، القيادي السابق بجبهة البوليساريو ومؤسس “حركة صحراويون من أجل السلام”، في حوار مع الصحيفة الفرنسية، أن ما وصفها بـ”القرارات غير المدروسة للجبهة، قد تؤدي إلى تصنيفها كجماعة إرهابية في حال استمرارها في استهداف مناطق مدنية”.
وفي إطار ذكرى المسيرة الخضراء في 6 نونبر من الشهر الجاري، أطلقت الجبهة سلسلة هجمات، أبرزها استهدفت مدينة المحبس المغربية، وبحسب التقرير، لم تؤدِ الهجمات إلى أضرار كبيرة أو خسائر بشرية في الجانب المغربي، بينما قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب ثلاثة آخرون من عناصر البوليساريو. ويرى باركلا أن هذه العمليات العسكرية، التي تذكر بمرحلة سابقة من “حرب العصابات”، تهدد بتقويض سمعة الجبهة.
ويضيف التقرير، أن استخدام البوليساريو صواريخ خفيفة من خلف الجدار الدفاعي المغربي، يعكس ضعف قدراتها العسكرية بعد فقدان المعدات الثقيلة، خاصة في ظل مراقبة الدفاعات المغربية باستخدام الطائرات المسيرة.
وفي المقابل، أبرز التقرير تحولاً لافتًا في الموقف الدولي من قضية الصحراء، حيث أعلنت بنما مؤخرًا تعليق اعترافها بـ”الجمهورية الوهمية”، تلاها قرار مشابه من جمهورية الإكوادور. كما تزايدت تصريحات الدعم لخطة المغرب من قبل قوى غربية عظمى، كان أحدثها فرنسا، التي عبرت رسميًا عن موقفها المؤيد للحكم الذاتي خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب في أكتوبر الماضي.
وفيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، يوضح باركلا أن قرب هجمات البوليساريو من الحدود الموريتانية قد يسبب توترات دبلوماسية بين نواكشوط والجزائر، وفي مخيمات تندوف، يشير باركلا إلى شعور متزايد بالإحباط بين اللاجئين الذين فقدوا الثقة بقيادة الجبهة بسبب استمرار الأوضاع الصعبة والتصعيد العسكري. كما يواجه إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، انتقادات متزايدة، حيث ارتفعت وتيرة الهجرة من المخيمات نحو المدن المغربية والمجتمعات الأوروبية.
ودعا مؤسس “حركة صحراويون من أجل السلام”، إلى مقاربة جديدة للحل السياسي، مؤكدًا على أهمية الانفتاح على المبادرات المغربية بشأن الحكم الذاتي، مشيرًا إلى تجارب مشابهة مثل إقليم كردستان العراق، مشددا على ضرورة فتح باب الحوار مع كافة الأطراف، بما فيها المغرب، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة.
وحول دور إيران، أعرب باركلا عن قلقه من أي تحالف محتمل بين البوليساريو وطهران، معتبرًا أن هذا قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل أكبر، مشيرًا إلى السيناريوهات الكارثية التي قد تنتج عن دعم إيراني للجبهة، على غرار ما يحدث مع جماعات مسلحة أخرى في المنطقة.
المصدر: العمق المغربي