ام دبيكرات التي كانت …
خالد السنابي
نص المقال :
بعد الهزيمة الساحقه التي تلقاها جيش الفكي القاتل عبد الله التعايشي في كرري ، هرب بمعية اتباعه من ذوي القربي وما تبقي من جنده غربا ، ولحق بهم جيش كتشنر ، وتم قتلهم في يوم الجمعه الموافق 24/11/1899 في ام دبيكرات في كردفان أي قبل 125 عاما ..
كانت تلك المعركة بمثابة اسدال الستار ، علي تلك الحقبة الكؤود في تاريخ بلادنا ، والتي امتدت من عام 1885م الي عام 1899م ، ما اطلق عليه زورا مسمي الثورة المهديه…
.وثق الشاعر الحردلو هروب التعايشي في قصيدة عصماء قائلا :
الحمد الكثير للواحد المنان
جاب لي في البلد دولة بني عثمان
وقفوا الأنجليز في حومة الميدان
ود تورشين جري وخلالهم النسوان
عبدالله
ما وجب حكومتو الضاقها في السودان
لافرش الفراش لا مات مع الفرسان
صقعوه بالكرب والمكنة والنيشان
حاكي القمري طار قط ما انخبرلو مكان
الحاردلو
يجمع في الديوش قال لهم انتو عبيدي.
ويبهت في الرسول قال النصر بي ايدي.
نصاف الحقوق اوراني جرية سيدي.
اضحك وانبسط كل يوم اجري قصيدي.
عبدالاه
يجمع في الديوش كل يوم يجيب كضبات.
وانتحف الخديوي وعمر الظباط.
طفطف عقلو راح من صقعة المكنات.
ود تورشين جري وخلالهم الستات.
الحاردلو
ضباط انجليز من مصر معزولة.
ربطوا الرأي جميع حرابه ما بدنو لو
كضبنجي الكبير قال الترك مكتولا
طفطف عقلو راح من صقعة اب ناتوله
عبدالاه
ضباط انجليز صموا الحرب ما كلو.
هنتر وماكدونال راكبين سروج ما دلو.
شيخ الدين و ابو فزو الضهر ما صلوا.
صبر ايوب بعيد عن شنبوا يا الحاردلو..
لله درك يا الحردلو.
…… …… ……….
.لم يكتفي لورد كتشنر بازالة البلاء عن السودان ، بل وضع اللبنات الأولى لنهضة السودان، بدءا بمشروع بناء كلية غوردون التذكارية في الخرطوم.. ،
(كلية غوردون التذكارية (بالإنجليزية: Gordon Memorial College) أنشئت بناء على اقتراح اللورد كتشنر عند تسلمه الدرجة الفخرية من جامعة أدنبرة عام 1899م ، اعتمد مائة ألف جنيها استرلينياً لتشييد كلية في الخرطوم تخليداً لذكرى الجنرال تشارلز جورج غوردون)..
تمويل المشروع:
تلقى مشروع كتشنر تبرعات من أغنياء بريطانيا لتحقيق هدفه بلغت (111) ألف جنيه إسترلينى بعد أن وجدت فكرته لخلق أداة لنقل المعرفة الأوروبية وتوفير فرص التعليم لأبناء السودان ترحيباً كبيراً. أما الحكومة فرفضت توفير المبلغ المطلوب من الخزانة العامة..)..
((نقلا من قوقل))..
لم يكتفي لورد كتشنر ببناء ذلك الصرح التعليمي العظيم ، والذي اصبح النواة لجامعة الخرطوم. بل قام بتأسيس الاتي:
1)أسس نظاماً إدارياً في السودان،..
2)أنشأ خطوط سككٍ حديديةٍ تربط بين معظم مدن السودان..
3) أنشأ الجسور بين الخرطوم وأم درمان ، وبين الخرطوم والخرطوم بحري،..
4) قام ببناء القصر الجمهوري الموجود إلى يومنا هذا…
5) كما أنشأ مبانيَ الإدارات المحلية في مدن السودان..
وضع كتشنر اللبنات الاساسيه لبناء دولة حديثه بعد الفوضي العارمة التي اجتاحت بلادنا علي يد المتمهدي وخليفته القاتل ، ولكن التاريخ يعيد نفسه دوما في بلادنا ولا نتعظ ، اذ تكررت نفس المأساة بعد ان تسلط علي رقابنا الكيزان الارازل ، واعادوا بلادنا الي العصور المظلمه واكتمل مشروعهم الظلامي ، الهدام ، بحرب طي الخرطوم بين حيشهم المؤدلج وابنهم الذي خرج من رحمه ، وبها نفذ الكوز فتح الرحمن محي الدين وعده بحرق كل السودان ، في تصريحه لاحدي القنوات العربية.
..سيفيق شعبنا من غياهيب الجهل والتخلف ورزايا حرب طي الخرطوم وستنهض بلادنا وتعم التنمية والبناء بلادنا , لاكمال مشروع لورد كتشنر الذي وضعه لنهضة السودان.
كم نحن مدينون لك يا لورد كتشنر.
لك الله يا بلادي..
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة