تصل لـ120 درهما.. تسعيرة حديقة الحيوانات تثير اتهامات للرميلي باستهدف جيوب البيضاويين
بعد مصادقة مجلس جماعة الدار البيضاء، خلال دورة فبراير 2023، على تحديد تسعيرة الدخول إلى حديقة الحيوانات بعين السبع في 50 درهما، رغم معارضة منتخبين عن المنطقة، تفاجأ المواطنون بإبرام عقد للتدبير المفوض بين الجماعة وشركة “دريم فيلاج”، الذي يحدد التسعيرة في80 درهما للكبار و50 درهما للأطفال، على أن تصل إلى 120 درهما في عام 2034.
وخلقت هذه الزيادة في تسعيرة تذاكر ولوج حديقة عين السبع، المشروع المتعثر منذ سنوات، جدلا واسعا، حيث اعتبرها المواطنون “تسعيرة فلكية”، خاصة أن بعض المواطنين في المناطق القريبة من الحديقة “يعملون يوما كاملا مقابل 50 درهما فقط”، كما عبر منتخبون وجمعويون عن “قلقهم العميق” تجاه هذا السعر المقترح.
وفي هذا الصدد، قال كريم كريم الكلايبي النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع عضو لجنة تتبع حديقة الحيوانات عين السبع، (قال) إن الحديقة “التي يمتد تاريخها لحوالي 80 عاما، ليست مجرد وجهة ترفيهية، بل تمثل جزءا من الموروث الثقافي للمدينة وتاريخها البيضاوي”.
اقرأ أيضا: بعد سنوات من الانتظار.. جماعة البيضاء تفرض 120 درهما لولوج حديقة عين السبع
وأعرب كلايبي “عن خشيته كمنتخب في عين السبع، “من أن تشكل الزيادة في أسعار الدخول للحديقة عبئا ماليا على العديد من العائلات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثيرون”.
وأكد عضو لجنة تتبع حديقة الحيوانات عين السبع، “على ضرورة الحفاظ على هذه المعلمة مفتوحة أمام جميع المواطنين، لتبقى متاحة كوجهة تعليمية وترفيهية غنية للأطفال والعائلات على حد سواء”.
ودعا المسؤول السياسي، إلى تبني حلول مالية بديلة، مثل تحسين إدارة الحديقة وزيادة الفعاليات الترفيهية والتعليمية، بدلا من اللجوء إلى رفع الأسعار”. مشيرا “إلى أن هناك العديد من البدائل الممكنة لتعزيز إيرادات الحديقة، مثل الشراكات مع القطاع الخاص وتنظيم أحداث خاصة، دون التأثير على قدرة الزوار على الاستمتاع بها”.
وطالب النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع في تصريح صحفي، “بإلغاء هذه النقطة من جدول الأعمال، داعيا إلى فتح حوار شامل مع الجهات المعنية للبحث عن سبل بديلة لدعم حديقة الحيوانات دون الإضرار بالزوار وحرمانهم من هذه الوجهة التاريخية”.
اقرأ أيضا: مجلس الرميلي يصادق على تسعيرة حديقة حيوانات عين السبع رغم معارضة البام
من جهته، استغرب الفاعل الجمعوي المهتم بالشأن المحلي بالدار البيضاء، المهدي ليمينة، “كيف يصادق مجلس الجماعة على تسعيرة معينة، ثم ترفع هذه التسعيرة، دون مراعاة الظروف الاقتصادية لفئات هشة من قاطني عمالة عين السبع والبرنوصي وسيدي مومن والجوار، خاصة في ظل غلاء أسعار المعيشة”.
وقال ليمينة في تصريح لجريدة “العمق”، إن “الدار البيضاء تفتقر إلى فضاءات ترفيهية، ولا يعقل أن تعرض أسعار لولوجها بمثابة شرط تعجيزي، علما أن الترفيه من حقوق الطفل على وجه الخصوص، ويحق للأطفال التمتع بمجموعة من الفضاءات الترفيهية بالمدينة”.
وتابع المتحدث، “نحن كنسيج مدني ننوه بهذا المشروع المتعلق بحديقة عين السبع، لكن يجب تشجيع استفادة المواطنين من خدماته وذلك بوضع تسعيرة مناسبة لجميع الفئات، على أن يتحمل مجلس جماعة الدار البيضاء الفرق”، مردفا أن “هذه الأسعار ستعيد ما حدث لحديقة سندباد التي لا يعرفها الكثير من الأطفال ولا يستفيدون من خدماتها بسبب ارتفاع الأسعار”.
وشدد ليمينة على أن استفادة الأطفال من الفضاءات الترفيهية “تعزز قيم المواطنة، ولا يعقل أن نقبل بفرض 50 درهما على الطفل الواحد لدخول الحديقة، خاصة على الأسر التي تستفيد من الدعم، حيث إن قيمة الدعم لا تكاد تكفي احتياجات الأطفال”.
وطالب ليمينة، “بضرورة إعادة النظر في تسعيرة الحديقة بما يتماشى مع القدرة الاقتصادية لساكنة عين السبع والعمالات المجاورة، معربا عن أمله أن يعيد المجلس النظر في هذه الأسعار خلال الدورة الاستثنائية المرتقبة هذا الأسبوع”.
المصدر: العمق المغربي