وضحت ملامح الخطة (ب) لحميدتي
معمر حسن محمد نور
الذين قرأوا الخطاب الذي تحدث فيه حميدتي عن الخطة ( ب ) بوصفه تراجعا مخلا في شكل الخطاب السياسي للدعم السريع الذي كان متقدما دوما في مخاطبته للعالم الخارجي على الجانب الحكومي ، أخطأوا التقدير في رأيي. والافدح ربط ذلك بذهاب يوسف عزت. ذلك ان ذهابه نفسه كان تتوبجا للخط المضاد لخطه.
لذا الخطاب في توقيته كان مقصودا شكلا ومضمونا.
الجملة التي لخص بها حميدتي وقتها موقفه هي ان الجيش قد تحول الى الخطة ( ج) وانهم سيتحولون الى الخطة (ب) .لن نبحث في ماهية الخطة ( ج) ببساطة لأنها تقييمه ولم يصدر عن الناطق الرسمي للجيش الذي يتسم بالاحترافية العالية كما سنوضح إن شاء الله في مناسبة اخرى.
اي محاولة لمعرفة ماهية الخطة المقصودة ، يجب ان تبدأ بقراءة الخطاب في توقيته وشكله ومحتواه فمن حيث التوقيت كانت عقب خسارة الدعم السريع لمنطة جبل موية الاستراتيجية. وعقب موسم الخريف.فموسم الخريف ، اثر بصورة واضحة في قدرة قواته على الحركة والمناورة بسيارات الدفع الرباعي في المناطق الطينية(البادوبة). التي تسم ولايات الشرق الجغرافي كلها. ما جعل العمليات تتركز في المناطق الرملية ، علاوة على نشاطه وحماسه في الجانب السباسي خاصة منبر جنيف. ضف الى ذلك عدم رضا القوات على توقف العمليات بل وتوجه الكثيرين منهم نحو الزراعة غي المناطق الذين يساكنونها وهذا يفسر نداءه للمرة الاولى لقواته بالتبليغ في المواقع واستخدام تعبير قبلي يقدح في عدم التبليغ وطلب عدد مليون جندي. ونجح في ذلك.
اما محتوى الخطاب فقد خلا من الدبلوماسية عموما اذ توصل الي ضعف جدواها العسكري ، بل احساسه بأن ضمان موقفه قد حمل الخارج لمحاولات تحفيز الحكومة لتليين مواقفها في وقت كان ينتظر فيه الحافز هو. لذا كان واضحا في الهجوم على مصر واتهامها بالمشاركة بطيرانها ما جعلها تسرع في الرد وكان هذا سياقة دبلوماسية لمصر نجح فيها. ولم يترك حتى امريكا التي في تقديري كانت قد اعطته الضوء الاخضر في اعتقادي باطلاق يده في الفاشر بحديث مبعوثها عن تحشبد الدعم السريع لجنوده في حول الفاشر .
اما من حيث الشكل فقد كان مقصودا مخاطبة جنوده باللغة التي يحبونها وليس بالتمليس الدبلوماسي الذي يرونه ضعفا وفق العقلية البدوية.
تأسيسا على ما سبق ، فإنه. يمكننا محاولة معرفة ملامح الخطة( ب ) وربطها بمجريات الميدان في هذه الايام وهي :
اولا : اسقاط الخارج من حساباته او التقليل من دوره بدوله ومجتمعيه الاقليمي والدولي. جريا وراء مقولة ان العالم يحترم الاقوياء ولغته هي لغة المصالح وهو سر صراحته في الهجوم عليه وكذلك دعوته لجنوده بعدم الاحتفال باهدار الرصاص كونه لا يضمن تسليحا ميسورا.
ثانيا : تحريك اولوياته في جانب الضغط الاقتصادي على الحكومة بعزلها عن مناطق الانتاج الزراعي والحيواني بالسيطرة على كل الطرق والجسور لشل حركتها. والذي اكتمل بالسيطرة على جبل موية مع جسري حنتوب والحصاحيصا ، وتجلى ذلك في حجب منتجات دارفور وكردفان عن مصر ومناطق سيطرة الحكومة بعد ان بدا ضعف الاثر بفقدان السيطرة على جبل موية. ويتوقع تحركه نحو نهر النيل والشمالية للتأثير على صادر الذهب ذي العائد الاسرع وليس لدواعي الخطاب العنصري السائد وربما خدمته ظروف كوارث الفيضان في التأثير على انتاجه. وربما حاول التقدم بالاغلاق شرقا ما يجعل ولايتي كسلا والقضارف ضمن اهدافه ان قرر الانسحاب من الجزيرة.
ثالثا : تقليل انتشاره لتخفيف عبء الامداد وهذا يفسر في تقديري الانسحاب من ولاية سنار والتركيز على كردفان ودارفور. والسيطرة على مناطق انتاج البترول في هجليج وربما يحاول التوسع نحو النيل الابيض لقربها من مناطق سيطرته وربما يفسر ذلك حركته بالامس صوب الدويم
رابعا : التركيز على استهداف المطارات بالمسيرات والطيران في مرابضه بالعمل الخاص عوض المضادت الارضية التي قد يصعب حصوله عليها.
وبعد هذه محاولة لقراءة خطته.لكن يجب ان لا يغيب عن بالنا الخطط المضادة للجيش السوداني بخبرته الطويلة مقارنة بقواته..
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة