الحكومة تتعهد بالقضاء على دور الصفيح وتأهيل المحاور الطرقية والبنية التحتية قبل مونديال 2030
أكد الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، أن الحكومة قررت التسريع في القضاء على ما تبقى من دور الصفيح على الصعيد الوطني وذلك قبل نهائيات كأس العالم التي ستنظمها المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال سنة 2030.
وأوضح لقجع، خلال رده على مداخلات المستشارين أثناء مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2025، أن الحكومة قررت تقرر التسريع في وتيرة القضاء على ما تبقى من دور الصفيح على الصعيد الوطني وخاصة بالمدن المستضيفة لكأس العالم.
في هذا الإطار، أبرز المسؤول الحكومي أنه أخذا بعين الاعتبار المعطيات التي تم تحيينها حول عدد الأسر المعنية، فمن المتوقع استفادة حوالي 120.000 أسرة من إعادة الإسكان، مشيرا إلى أنه بالنسبة لجهة الدار البيضاء سطات التي تعرف لوحدها تواجد 62.000 أسرة قاطنة بدور الصفيح، فقد تم إعطاء الانطلاقة لبرنامج إعادة الإسكان عبر تخصيص مساكن من النوع الاقتصادي من فئة F3 كحد أدنى، فيما تبلغ الكلفة الإجمالية لهذا البرنامج 15 مليار و 640 مليون درهم ويتم تمويله بمبلغ 9.440 مليون درهم من طرف الدولة.
الخط الفائق السرعة
وبخصوص مشروع الخط فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش، أوضح لقجع أن الأمر يتعلق بالخط الفائق السرعة الرابط بين مديني القنيطرة ومراكش مرورا بمدينة الدار البيضاء على طول 430 كلم، مضيفا أن مدة السفر ستتقلص إلى ساعة واحدة بين طنجة والرباط، وإلى ساعة وأربعون دقيقة بين طنجة الدار البيضاء و3 ساعات بين طنجة ومراكش بربح أكثر من ساعتين.
كما سيسمح هذا المشروع من تطوير خدمة الشبكة الإقليمية السريعة على الخط العادي في منطقتي الدار البيضاء والرباط ومراكش، كما سيتم ربط ملعبي الرباط وبنسليمان، وذلك في أفق تنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2030.
وحسب المصدر ذاته، فمن المتوقع أن يستفيد حوالي 12 مليون مسافر من الخدمة مع الانطلاقة الفعلية للمشروع، ومن المتوقع أيضا أن يصل عدد المسافرين إلى 16 مليون مسافر بعد خمس سنوات من التشغيل وسيتجاوز حجم المبيعات المتوقع 2 مليار درهم في أول عام من التشغيل و 4 مليار درهم بعد عشر سنوات من التشغيل.
علاوة على ذلك، أكد لقجع أن “المشروع سيأثر بشكل جد إيجابي على المجتمع بمعدل عائد اجتماعي واقتصادي يناهز 5.6% متجاوزاً معدلات المشاريع المماثلة ومن المتوقع أن يربط الخط فائق السرعة المستقبلي المناطق الاقتصادية التي تمثل أكثر من 67% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، مع تعزيز العديد من القطاعات السياحة والصناعة والخدمات، وما إلى ذلك بالإضافة إلى تنمية رأس المال البشري”.
ووفق المسؤول الحكومي، فيقدر إجمالي الاستثمار في مشروع الخط الفائق السرعة بين القنيطرة ومراكش بحوالي 53 مليار درهم خاصة بالبنية التحتية والمعدات السكك الحديدية دون احتساب القطارات، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى موعد استضافة كأس العالم سنة 2030، فمن المتوقع إتمام هذا المشروع في غضون عام 2029.
ربط جهتي الرباط والدار البيضاء
بخصوص مشروع الطريق السيار القاري الرابط بين الرباط والدار البيضاء، فأكد الوزير المكلف بالميزانية أن هذا المشروع يهدف إلى ربط جهة الدار البيضاء سطات بجهة الرباط سلا القنيطرة، مروراً بمديونة والمحمدية، وبنسليمان والصخيرات، وتمارة، حيث يتميز هذا المشروع ببناء طريق بثلاثة مسارات في كل اتجاه، وفق تعبيره.
وتقدر الكلفة التقديرية للمشروع، حسب المصدر ذاته، بـ6 مليارات درهم بدون احتساب الرسوم فيما تبلغ عدد المسارات، 32 مسارا، مع محطة للخدمات ومحطتين للاستراحة و15 بدالا، ما سيمكن من مرور 27 ألف مركبة يوميا.
وبخصوص تأهيل محاور الربط الطرقي للملعب الكبير للدار البيضاء بإقليمي بنسليمان والمحمدية، فأشار لقجع إلى أن الأمر يتعلق بمجموعة من المشاريع التي تهدف إلى تأهيل المحاور الطرفية بتكلفة إجمالية قدرها 5.000 مليون درهم، ضمنها بنية تحتية طرقية لتحسين الوصول وانسيابية الحركة نحو الملعب الكبير بالدار البيضاء بتكلفة إجمالية تقدر بـ3.900 مليون درهم وبنية تحتية للطرق السيارة بتكلفة إجمالية تقدر بـ1.100 مليون درهم.
البنية التحتية الرياضية.. 45 موقعا تدريبيا
ركز فوزي لقجع على تعزيز البنيات التحتية التي تؤهل المغرب لاستقبال وتنظيم التظاهرات الدولية الكبرى، مشيرا إلى أنه في إطار إعداد ملف طلب المملكة المغربية لتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 وعرض الطلب المشترك للمغرب مع إسبانيا والبرتغال الاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، تم إعداد برنامج إعادة تأهيل وبناء الملاعب حسب متطلبات معايير الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي قدرت في البداية بحوالي 20 مليار درهم.
وذكّر المسؤول الحكومي بالملاعب المعنية باستضافة المسابقات القارية والعالمية، ويتعلق الأمر بكل من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الملعب الكبير لكرة القدم بطنجة، الملعب الكبير لكرة القدم بمراكش، الملعب الكبير لكرة القدم بأكادير، المركب الرياضي بفاس، المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء وبناء الملعب الكبير “الحسن الثاني” ببنسليمان.
وحسب لقجع، فقد تجسد هذا المشروع الواسع النطاق، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية وتأثير قوي سواء على المستوى الوطني أو على مستوى النفوذ الدولي للمغرب، وفق تعبيره، من خلال التوقيع، في أكتوبر 2023، على اتفاق بين الدولة ممثلة بالوزير المكلف بالميزانية والوزير المكلف بالرياضة وصندوق الإيداع والتدبير، لدعم الصندوق في تعبئة التمويلات اللازمة لتطوير وتحديث الملاعب.
وبالإضافة إلى البرنامج المذكور، يضيف لقجع، تم تطوير برنامج إضافي لتحديث 45 موقعا تدريبيا، حيث يصل إجمالي الاحتياج التمويلي إلى تأهيل مواقع التكوين إلى 3,23 مليار درهم سوف يتم تمويلها بشراكة مع الجماعات الترابية المعنية وبعض الفاعلين الخواص.
المصدر: العمق المغربي