غياب النقاش السياسي ينذر بعزوف انتخابي وقنوات تشتكي نقص الضيوف
قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، إن هناك مخاوف من احتمال عزوف المغاربة عن التصويت في الانتخابات المقبلة، محذرا من تكرار سيناريو 2007 بسبب غياب النقاش السياسي، لافتا إلى أنه أثار هذا الموضوع في اجتماع مجلس الحكومة، كما ناقشه مع المسؤولين في القطب العمومي.
وخلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارته أمام لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، أمس الاثنين، أشار بنسعيد إلى أن القطب العمومي يتوفر على باقة من البرامج السياسية، حيث تبث القناة الثانية برنامجا سياسيا واحدا أسبوعيا، فيما تقدم القناة الأولى برنامجين سياسيين أسبوعيا.
وأضاف أن القطب العمومي يمتلك في المجمل 3 برامج سياسية أسبوعية، مسجلا أن مسؤولي القنوات العمومية يتصلون به لإخباره بعدم توفر الضيوف سواء من الأغلبية أو الحكومة أو المعارضة، وهو ما دفعهم إلى تقليص عدد البرامج السياسية، مؤكدا أنه يحرص شخصيا على التواصل مع مديري القنوات لإطلاق المزيد من البرامج السياسية.
ولفت إلى أنه لم يجد حرجا في إثارة مشكلة ضعف تواصل الحكومة والأغلبية في اجتماع الأغلبية الأخير، أمام رئيس الحكومة ومكونات الأغلبية، مخاطبا المستشارين البرلمانيين قائلا: “السؤال هنا: عندما يدعونا صحافي، هل نستجيب للدعوة أم لا؟ نعم الصحافي قد يحتاج إلى الاجتهاد، وكذلك السياسيون والمسؤولون يجب أن يجتهدوا من جهتهم وأن يكون لديهم الاستعداد الدائم للحضور”.
في سياق متصل، قال بنسعيد إنه تم دعوته للمشاركة في إحدى البرامج، فرفض الحضور، لأنه لا يريد أن يتحدث لمفرده، بل يجب أن يكون هناك الحوار على شكل مقابلة ونقاش ومواجهة، موضحا أن الضيف الذي كان من المفترض أن يواجهه في النقاش اعتذر عن الحضور.
وأبرز المتحدث، أن “البرامج السياسية التي نشاهدها في بعض الدول التي نقارن أنفسنا بها، نجد أن ممثلي الأغلبية والمعارضة يظهرون يوميا عبر قنوات إخبارية متواصلة”، مضيفا أن وزارته تسعى لتطوير هذا الجانب في القطب العمومي، مثل تعزيز دور قناة “ميدي 1” في تقديم الأخبار والبرامج، “لكن مقارنة بالدول الأخرى، ما تقوم به القناة وحدها غير كاف”، يوضح بنسعيد.
ومضى مستطردا: “لدينا في المغرب مؤسسات إعلامية خاصة تلعب هذا الدور، كما أن الإعلام الخاص حاضر بقوة، والإذاعة تمتلك تأثيرا أكبر من التلفزة. المغاربة يستمعون إلى الراديو أكثر مما يشاهدون التلفزة، وعلينا استثمار هذا الحضور لتعزيز التواصل مع المواطنين وضمان وجود نقاش سياسي قوي”.
المصدر: العمق المغربي