ملامح الإسلام بمجلة “موريطانيا” نواة للحوار الديني بين المغاربة والإسبان (صور)
استعرض محمد بلال أشمل، أستاذ الفكر والحوار الحضاري بكلية أصول الدين بتطوان ورئيس مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية، معالم صورة الإسلام في مجلة موريطانيا الطنجة، معتبرا إياها تجربة لافتة للحوار الديني والثقافي بين المغاربة والإسبان.
جاء ذلك في ندوة نظمها مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية بتطوان، بشراكة مع أرشيف كنيسة طنجة، بالمركز الثقافي ليرشوندي بمدينة تطوان، يوم الجمعة المنصرم، بمشاركة رجال دين يمثلون الفرنسيسكانية، إلى جانب باحثين وطلبة مغاربة.
الندوة التي سيرها عمر فيغوروا ميطاس، مسؤول أرشيف كنيسة طنجة، أوضح فيها أشمل أن مجلة موريطانيا اهتمت بشكل أساسي بالشؤون الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية المغربية، ضمن مواضيع متعددة ومتنوعة.
وأشار المحاضر إلى أربعة ملامح رئيسية تكشف صورة الإسلام في تلك المجلة، تتجسد في العقيدة، والتدين، وصلة الإسلام بالنصرانية عموما وبالأخوية الفرنسيسكانية خصوصا، وبالمؤسسات الإسلامية (الحسبة، الأحباس، القضاء…).
واعتبر المتحدث أن صورة الإسلام، انطلاقا من هذه الملامح الأربعة، تُبرز صورة إيجابية كان الغرض منها معرفة أحوال الدين الإسلامي والتعريف به من غير المسلمين، عبر تحليل مختلف المقالات التي تناولت هذه الملامح الأربعة.
ويرى الأكاديمي المغرب أن كُتاب المجلة في هذه المواضيع لم يكونوا كلهم من النصارى، بل كان بعضهم من المغاربة المسلمين مثل عبد الرحيم جبور ومحمد بن عزوز حكيم.
وخلص الأستاذ الجامعي إلى أن صورة الإسلام في مجلة موريطانيا تصلح إلى أن تكون بداية لحوار ديني قائم على قيم الحوار والتسامح والتعايش، باعتبارها بذرة من البذور الأولى للحوارات الدينية التي ترسخت بين المغاربة والفرانسيسكان.
من جانبه، استعرض “مانويل كورويون فيرنانديث”، من الأخوية الفرنسيسكانية بمراكش، تاريخ مجلة موريطانيا من بداية تأسيسها سنة 1928 إلى سنة توقفها عام 1962، مستعرضا أهم المحطات التي مرت بها.
وأوضح مؤلف كتاب “مجلة موريطانيا 19281962″، إلى جانب الباحثة “مارية انخيليس غرسية كويادو” التي كانت حاضرة بدورها في الندوة، (أوضح) أن غلاف العدد الأول من المجلة كانت تزينه صورة لصومعة إحدى مساجد تطوان، معتبرا ذلك مؤشرا على الرغبة في التعريف بالمغرب دينيا واجتماعيا وثقافيا بناء على قيم الاحترام والحوار.
وبعد أن استعرض سيرة بعض كتابها، خصوصا من الأخوية الفرنسيسكانية التي تصدرها، أشار فيرنانديث إلى أن صورة المغرب خلال صدور المجلة كانت حاضرة بجميع أبعادها الدينية والثقافية والفكرية والاجتماعية.
وأردف بأن تلك المجلة استطاعت أن تعرف بالمغرب في إسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية، كما عكست الحياة الثقافية والاجتماعية في المغرب.
يُشار إلى أن الندوة عرفت حضور عدد من الباحثين المغاربة والإسبان، ضمنهم عبد الرحمان الفاتحي المجاطي وزينب المرواني وإيمان الخطابي وسميرة أباعيسى وعرفة بلقات من مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية بتطوان.
كما عرفت حضور الباحثة الإسبانية “مارية أنخيليس غرسية كويادو” التي اشتركت في تأليف الكتاب البيبليوغرافي الضخم حول مجلة مويطانيا، إلى جانب ممثلين عن الأخوية الفرنسيسكانية بتطوان وطنجة ومراكش، ومؤسسة امغارة الرباحي، ومؤسسة سيدي محمد بن علي الرسوني، وعدد من الطلبة الباحثين.
المصدر: العمق المغربي