اخبار المغرب

مؤسسات أكاديمية تؤسس الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث (صور)

أعلنت مؤسسات ومختبرات أكاديمية بالمغرب وموريتانيا، يوم أمس الجمعة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، عن تأسيس الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، وذلك بمشاركة عشر مراكز بحثية تمثل جامعات ومؤسسات أكاديمية بالبلدين.

وقالت المراكز المؤسسة في “إعلان نواكشوط”، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن هذه “المبادرة المتفردة تروم تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية، في مجالات البحث الأكاديمي”.

كما تهدف إلى ترسيخ الوعي بأهمية المساهمة الأكاديمية والعلمية في تعزيز هذه العلاقات، وتشخيص ودراسة وتحليل التحديات التي تواجه البلدين، خصوصا في هذه المرحلة التي تعرف فيها العلاقات الثنائية نموا وتطورا مضطردا، من خلال الإرادة السياسية المحققة لدى الدولتين في مجال التعاون والشراكة والاعتماد المتبادل بين البلدين الشقيقين، وفق الإعلان ذاته.

وقال الإعلان إن كلا من المملكة المغربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية “يمثلان امتدادا وعمقا متبادلا لكليهما، كونهما نقطة تماس تجارية وحضارية وثقافية تربط بين مجالين محوريين هما أوروبا وإفريقيا، ويشتركان في إعطاء الأولية للبعد الإفريقي في سياستيهما الخارجية، خصوصا أمام التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، التي تزيد من الأهمية الاستراتيجية لمحور الرباط نواكشوط قاريا ودوليا”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن مؤسسي الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث يعتزمون جعل هذا الإطار منصة لاستمرار التعاون العلمي والفكري والثقافي والاقتصادي بين المغرب وموريتانيا، وتطويره أكثر، تطلعا إلى علاقات مثالية في هذا المجال.

وشددوا على أن “البلدان لهما من مقومات العمل المشترك ما لا يتوفر لغيرهما، حيث يمكن أن نتحدث عن إصلاحات اقتصادية وسياسية وعملية وديمقراطية، ويضمنان الاستقرار والسلم في المنطقة، لذلك لا يمكن للباحث والأكاديمي والفاعل المجتمعي أن يظل بعيدا عن هذه الدينامية التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وأكدت مراكز الدراسات والأبحاث المشاركة، على مسؤوليتها كمنصات لصناعة الأفكار، على غرار تجارب دولية يمكن أن نستلهم منها القدرة على التشخيص والتحليل والاقتراح، وتطوير أدائها لإلهام المهتمين وصناع القرار في اتخاذ المواقف اللازمة فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة والعمل على التقارب بين المجموعة العلمية في البلدين خاصة وبين الشعبين الشقيقين عامة في ما يخدم المصالح الوطنية سواء في أبعادها الاقتصادية والثقافية والحضارية.

واعتبرت أنه “وعيا منهم بدقة المرحلة والرهانات المطروحة على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المشتركة، فإن دور الفاعل الأكاديمي يكتسي أهمية بالغة في تكامل أدوار المجتمع، ومواكبة ما يقوم به الفاعل الرسمي من خلال المساهمة بأفكار واقتراحات ومبادرات، تثمن الابتكار والجاذبية الاقتصادية والفرص المتاحة التي تتمتع به كل من المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية”.

وشارك في تأسيس الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، كل من المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط، المركز الموريتاني للدراسات والبحوث القانونية والاقتصادية والاجتماعية،مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي عياض بمراكش، مركز “تكامل” للدراسات والأبحاث بمراكش، جمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس المغربية، المركز المتوسطي للتنمية بالدار البيضاء، مركز نواكشوط للدراسات القانونية والاجتماعية، الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بالرباط، مؤسسة “مانغا” للدراسات وأبحاث حقوق الإنسان بموريتانيا، ومركز الدراسات والأبحاث التاريخية لقضايا سياسية واستراتيجية بمكناس.

ووفق أرضية الشبكة، فإن الأمر يتعلق بإطار يوحد المراكز البحثية العشرة ضمن عمل مشترك وطموح، يؤهلها لتشكل منصة للتعاون العلمي والفكري بين المغرب وموريتانيا، وتعزيز التعاون في مجالات البحث الأكاديمي والابتكار.

وتسعى المراكز المذكورة من خلال الشبكة، إلى أن تكون جسراً يربط بين المؤسسات البحثية والأكاديمية في المغرب وموريتانيا، من أجل المساهمة في تنمية مستديمة مبنية على البحث العلمي، وتعزيز الدراسة والبحث في العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين، من خلال دبلوماسية موازية/أكاديمية فاعلة، ومكملة لأدوار الدبلوماسية الرسمية للبلدين، تحقيقا للأهداف الكبرى للتعاون والاعتماد المتبادل.

وتنطلق الشبكة من خلال استحضار التاريخ المشترك بين المغرب وموريتانيا اللذان تجمعهما روابط ثقافية وحضارية قوية تعزز من أهمية التعاون بينهما في مجالات البحث العلمي والفكري، وعبر البحث العلمي حيث يعتبر التعاون بين الدولتين في ميدان البحث العلمي ضرورة للمساهمة من زاوية أكاديمية في تطوير السياسات العامة وتحقيق التنمية المستديمة.

كما تنطلق من التحديات المشتركة للبلدان اللذان يواجهان تحديات اجتماعية واقتصادية وثقافية وأمنية تتطلب تعاوناً بحثياً لتقديم أفكار وتصورات وحلول مبتكرة وفعالة.

وتروم الشبكة تعزيز التعاون الأكاديمي من خلال تبادل الخبرات والأبحاث بين الجامعات والمؤسسات البحثية في المغرب وموريتانيا، وتطوير مشاريع بحثية مشتركة، وإنشاء مشاريع بحثية تعالج القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف الموضوعات مثل التنمية، والبيئة، والتعليم، الثقافة وغيرها.

إلى جانب ذلك، تروم الشبكة بناء القدرات من خلال دعم الباحثين من خلال اقتراح برامج للتكوين، وورشات للعمل المشترك، والمساهمة في تطوير المهارات العلمية والأكاديمية للباحثين والطلبة الباحثين من الجانبين، علاوة على التبادل المعرفي عبر تنظيم مؤتمرات وندوات علمية تهدف إلى تعزيز الحوار الفكري والعلمي بين الباحثين في البلدين.

وستركز الشبكة على الابتكار والتنمية من خلال دعم الابتكار وتطوير حلول جديدة للتحديات التي تواجه البلدين في مجالات مختلفة الاجتماعية منها والاقتصادية والثقافية والبيئية وغيرها، وفق أرضية الشبكة.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *