أمد/ رغم الضغوط الكبيرة التي مورست على مدعي عام محكمة الجنايات الدولية السيد كريم خان لرفض الدعوة المرفوعة من قبل دولة جنوب أفريقيا ضد الصهاينة الذين يرتكبون المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني، إلا أن السيد كريم خان وجد نفسه أمام القانون الإنساني والقانوني الدولي وحق الشعوب في مقاومة احتلال أراضيها فاتخذ القرار المناسب ضد وحشية نتن ياهو وغلانت فاصدر مذكرة توقيف بحق كل منهما لمحاكمتهم على كل جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني ، ووجد العالم نفسه أمام موقف الولايات المتحدة الأمريكية الرافض لقرار مدعي عام الجنائية الدولية بحجة أن المحكمة لا تتمتع بولاية قضائية وأن التحقيق شابته أخطاء وذهب الرئيس ترامب إلى تهديد محكمة الجنايات الدولية بأنه سيتخذ بحقها الإجراءات اللازمة حين مباشرة ولايته .
فالولايات المتحدة الأمريكية التي رحبت بالقرار الذي اتخذته محكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس الروسي بوتين واعتبرته نقطة قوية للمحكمة وتدعمه .
فموقف الولايات المتحدة تجاه أي قرار دولي يستهدف الكيان الصهيوني تقف ضده أو تعطله وفقًا لمصالحها الاستعمارية في كافة مناطق العالم ، وهذا ما حدث بالنسبة لمشروع قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذ رفضت هذا القرار في مجلس الأمن عندما رفع مندوبها يده صافعًا بها أربع عشرة دولة عضوًا في المجلس ، وقد ردت محكمة الجنايات الدولية هذه الصفعة الأمريكية للمجتمع الدولي بصفعة أقوى للولايات المتحدة الأمريكية بمذكرتي اعتقال نتن ياهو وغالانت .
إن الولايات المتحدة تزداد تعرية في مواقفها المعادية لشعوب العالم حتى سقطت عنها ورقة توتها وبانت سوءتها التي هي أصلًا مكشوفة منذ عقود طويلة من الزمن ، ومواقف الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة تأكيد لرسالة مفتوحة موجهة إلى الأنظمة العربية بأن حليفهم الأمريكي لا تعنيه الحقوق العربية مقابل تمسكه بالباطل الصهيوني ، فامريكا كانت وما زالت وستبقى عدوة الشعوب فلا رهان عليها لنصرة القضايا العربية لأنها تحيل الباطل حقًا أيًا كان هذا الحق .
