اخبار المغرب

استدعى”تشرشل” للدفاع عنها.. بنسعيد يرفض تقليص ميزانية الثقافة ويتعهد باستعادة ثقة الشباب

دافع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، عن الميزانية المخصصة لوزارته سنة 2025 بالاستعانة بمقولة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل، خلال الحرب العالمية الثانية، متعهدا بتعميم المشاريع التنموية لوزارته بمختلف ربوع المملكة، بدل التركيز فقط على جهتي الرباط والدار البيضاء.

وفي معرض تفاعله وجوابه على أسئلة وملاحظات النواب، خلال المناقشة والتصويت على الميزانية الفرعية لوزارته بمجلس النواب، استهل بنسعيد كلمته بمقولة لونستون تشرشل في الحرب العالمية الثانية عندما جاءه مجموعة من النواب في ظل ما تعيشه الأوضاع طالبين منه تقليص ميزانية الثقافة في مقابل مضاعفة ميزانية وزارة الدفاع، فأجابهم متسائلا: “لماذا نقوم بالحرب؟ مجيبا من أجل الثقافة”.

واعتبر المسؤول الحكومي، أن هذه هي المنهجية والفلسفة التي تشتغل بها الحكومة في ظل ما نعيشه من جفاف وحرب أوكرانيا وغيرها من التحديات الدولية والوطنية، مبرزا أن الحكومة لم تقلص من ميزانية قطاع الشباب والثقافة والتواصل بل عملت على الزيادة في ميزانية الثقافة لأهميتها، مؤكدا تجاوب الحكومة مع الوعود التي تقدمت بها للمغاربة بدليل ما عرفته ميزانية قطاع الثقافة من تطور مهم من 2019 إلى اليوم.

في السياق ذاته، أعلن محمد المهدي بنسعيد تأييده لمطلب النواب الداعين لمضاعفة هذه الميزانية مع ضرورة استحضار التحديات والإشكالات التي تمر بها البلاد من قبيل 6 سنوات من الجفاف إضافة الى التحديات الدولية، وفق تعبيره.

وجوابا على موضوع شعار الحلم المغربي، أكد الوزير أهمية الحق في الحلم والذي اعتبره أساسا للشباب ومبعثا للأمل، مشددا في نفس الوقت على حق الجميع في تقديم الملاحظات والنقد لمعرفة مدى تحقق هذا الحلم، مضيفا: “ما لا ينبغي هو غياب الحلم الذي يجعل مجموعة من الشباب يفقدون الأمل”، متسائلا: “هل يعقل أن تجد أطفالا في عمر 12 سنة يفكرون في الهجرة بدل أن يفكروا في الذهاب إلى البيت وإنجاز تمارينهم الدراسية؟”.

وبالنسبة لجواز الشباب ومدى استفادة شباب العالم القروي، قال الوزير نفسه إن الوزارة واعية بإشكاليات تنزيله حيث ضعف البنايات بالعالم القروي وصعوبة التنقل، مؤكدا حرص الوزارة على طرح الحلول والتدابير الايجابية التي تتماشى وواقع العالم القروي مبرزا أن آلية جواز الشباب هو اقتراح جاء في البرنامج الحكومي كما تم اقتراحه منذ الحكومة السابقة وتقدمت به معظم الأحزاب السياسية أغلبية ومعارضة في برامجها.

ولفت المسؤول الحكومي أن الثقة ستعود تدريجيا إلى المؤسسات في أفق عودة الثقة إلى الأحزاب السياسية وتراجع رغبة الشباب في الهجرة، مؤكدا أن نجاح جواز الشباب هو ليس نجاحا للحكومة بل هو نجاح للحلم المغربي والتحدي، وفق تعبيره، هو إعادة الثقة لدى الشباب في المؤسسات، معتبرا أن “ما يحتاجه الشباب اليوم هو التعريف به وبقدراته وجلب مستثمرين يثقون في الشباب”، داعيا إلى تغيير المناخ السياسي الذي نتحرك فيه بخلق جو من الثقة والأمل لهؤلاء الشباب.

وإجابة عن إشكالية التركيز على جهتي الرباط والدار البيضاء، أوضح الوزير أن مرده هو سرعة استجابة وتفاعل هذه الجهات مع المبادرة مما ساهم في إخراج هذا المشروع كتجربة أولى في أفق تعميمها على باقي الجهات.

أما فيما يتعلق بمشاريع الاستوديوهات التي ستقام بمدينة ورززات أفاد الوزير في جوابه أنها مبادرة من الوزارة لكن بشراكة مع الجهة التي دعمت وساهمت بقوة في نجاح هذا المشروع، مبرزا أن الوزارة بميزانيتها المحدودة لا يمكنها تغطية كل المشاريع.

أما عن السؤال المتعلق بجهة درعة تافيلالت، فأبرز الوزير أن هناك مشروعين ثقافيين هيكليين جدا، ملفتا أن “مشروع سجلماسة” ستستثمر فيه الوزارة بهدف إحداث أثر ثقافي وسياحي مهم بالمنطقة أسوة بتجربة لمتحف بلباو بإسبانيا، مؤكدا في ذات السياق الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لمثل هذه المشاريع وغيرها.

كما استدل المسؤول الحكومي بالجانب السينمائي في مدينة ورززات الذي يعتبر محرك اقتصادي مهم لهذه المنطقة لكنه يحتاج لمزيد من التطوير، وفق تعبيره، مستحضرا ما عاشته هذه المدينة من ركود خلال فترة “كوفيد 19″، مشددا على ضرورة تقوية بنية هذه المدينة في الجانب الاقتصادي الذي تتميز به.

وعلاقة بموضوع المخيمات، أكد بنسعيد اشتغال الوزارة حاليا على جعل المخيمات محطة منفتحة على جميع أنشطة المواطنين، وألا تقتصر على فترة الصيف فقط بل على مدار السنة، متعهدا بمواصلة العمل لتمكين شباب العالم القروي من حق الاستفادة الواسعة من هذه المخيمات خاصة مع تسجيل طلب كبير في هذا الشأن بعد نجاح مجموعة من المخيمات القروية.

وبالنسبة لدعم الصحافة، أوضح الوزير أن هذا الدعم هو نفسه الذي انطلق منذ 2020 إلى حدود هذه السنة أي منذ فترة “كوفيد 19” في إطار الدعم الاستثنائي الذي قدم أنداك، مشيرا إلى أن الوزارة تشتغل على مرسوم جديد بشراكة مع وزارة المالية وبتشاور مع العاملين في هذا المجال.

أما عن موضوع مواجهة الأخبار الزائفة التي تعرف انتشارا كبيرا وتضر بالساحة الإعلامية عموما، فقد أبرز الوزير في جوابه حرص الوزارة على التسريع في هذا الجانب التشريعي، موضحا أن المجلس المؤقت تقدم بورقته في الموضوع والوزارة ناقشتها داخليا كقطاع وصي وتمت إحالتها على القطاعات، مضيفا أن آخر أجل هو شهر يونيو المقبل مع الحرص على احترام الأجال التي تم الالتزام وذلك بهدف تقوية مجال الصحافة.

من جهة أخرى، أكد بنسعيد أن جميع القنوات، وعلى الصعيد الدولي، قد تقوم بإعادة بعض البرامج والمسلسلات والأفلام في بعض الفترات كالصيف، لكن المهم في هذا السياق، وفق تعبيره، هو أن القنوات العمومية المغربية تعرف تطور حيث إن 80 في المائة من الإنتاجات وطنية، مشددا في الوقت ذاته على عدم غلق الباب أمام الإنتاجات الأجنبية، لما تحظى به من اهتمام من طرف عدد من المغاربة رغم بعض الملاحظات بشأنها، وفق تعبيره، مبرزا أن الوزارة اليوم بصدد إعداد دفتر تحملات جديد وسيتم إحالته لدى “الهاكا” قصد تقديم ملاحظاتها.

وجوابا على مقترح تسمية بعض دور الشباب والثقافة بأسماء فنانين مغاربة تألقوا بهذه المدن ورحلوا عن هذا العالم، ثمن الوزير المقترح معلنا أن الوزارة قامت بهذه المبادرة عبر إطلاق أسماء عدد من الفنانين على عدد من المراكز الثقافية.

وبشأن موضوع الأمازيغية، أكد الوزير أن لدى الوزارة برنامجا ثقافيا موجها لفائدة الأمازيغية، وفي هذا الشأن تم توقيع اتفاقية مع وزارة الانتقال الرقمي كي يتم تنظيم رأس السنة الامازيغية للسنة المقبلة، كما أوضح في شأن دواعي اختيار تنظيم حفل السنة الامازيغية في الرباط أن مرجعه كون الحدث له رمزية خاصة كعاصمة لكن الأمر معنية به جميع جهات المملكة، هلى حد قوله.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *