اليوسف في عيد عمان: محبة السلطنة في قلب كل كويتي
«لو تسألون أي كويتي عن محبة عمان، ستلاقونها في قلب كل كويتي، وكل حكام الكويت وكل حكام عمان، السلطان قابوس يرحمه الله، والسلطان هيثم بن طارق، لهم معزة عند كل كويتي».
جاء ذلك على لسان رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في حفل الاستقبال الذي أقامه السفير العماني لدى البلاد صالح الخروصي، بمناسبة العيد الوطني الـ 54 للسلطنة، بحضور حشد كبير من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى البلاد، ومشاركة كبيرة من المواطنين ومن أبناء السلطنة العمانية المقيمين في البلاد.
وأوضح اليوسف أن «عمان نعتبرها كما الكويت، والكويت تعتبر كما عمان، ونحن رابيين (نشأنا وترعرعنا) ويا بعض من يوم واحنا صغار، وأكثر من جذي ما أقدر أقول لكم».
ورداً على سؤال عن التجهيزات والاستعدادات لمؤتمر القمة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ 45، والذي تستضيفه الكويت في الأول من ديسمبر المقبل، أجاب اليوسف: «كما ترون، نحن نستعد للقمة منذ شهر وليس من اليوم، والتحضيرات واضحة، حيث يمكن للمرء أن يراها بأم عينه».
طهبوب: السلطنة عزيزة على قلوب الجميع ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية مشهودة
نهضة مباركة
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال السفير العماني: «إنه لمن دواعي الفخر أن نستذكر في هذه الذكرى الوطنية الإنجازات التي حققتها سلطنة عمان عبر مسيرتها الطويلة، وخاصة منذ انطلاق النهضة العمانية المباركة في 1970، والتي أرسى دعائمها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، ويواصل مسيرتها اليوم السلطان هيثم بن طارق بكل إرادة وعزم، لنواصل المضي بثبات نحو المستقبل».
وأضاف: «إن العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة تزداد رسوخاً وتطوراً عاماً بعد آخر، وقد كللت في هذا العام بلقاءات سامية كريمة من قيادة البلدين، ومن جانب آخر عقدت أعمال الدورة العاشرة للجنة العمانية الكويتية المشتركة في أكتوبر الماضي، وجرى أثناء هذه اللقاءات والزيارات توقيع عدد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات متعددة، كما انطلق خلال هذا العام المشروع الاقتصادي المشترك بين البلدين، والمتمثل في مصفاة الدقم، وهو مشروع استراتيجي اقتصادي يخدم البلدين، كما ارتفع معدل التبادل التجاري بين البلدين خلال هذا العام إلى أكثر من 4 مليارات دولار حتى نهاية سبتمبر 2024».
وتابع: «تتبنى سلطنة عمان سياسة خارجية راسخة قائمة على أسس الحوار والتسامح، وتسعى دائماً إلى تعزيز قيم السلام والوئام بين الدول، ومن هذا المنطلق فإن بلادي تحضّ المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لوقف التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واحترام مبادئ السلام والعدالة للجميع».
وبشأن القضية الفلسطينية، شدد الخروصي على أن بلاده «تؤكد موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه التي كفلها له القانون الدولي».
وإذ اعتبر أن «رؤية عمان 2040» تمثل «خريطة طريق طموحة لتحقيق التنمية المستدامة في السلطنة وتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي»، قال إن «سلطنة عمان تسعى إلى تعزيز موقعها كدولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، من خلال مشاريع وبرامج تهدف إلى تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050».
المنظومة الخليجية
وفي تصريحات للصحافيين، على هامش حفل الاستقبال، أعرب الخروصي عن سعادته بالحضور الرسمي والشعبي الكبير، «الذي يعكس عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين والمستقبل المشرق الذي ينتظرها».
وأشار إلى أن السلطنة تحتفل بـ 54 عاما من الإنجازات والتطور في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهذا ما تقر به المؤسسات الدولية، لافتا إلى أن السلطنة بلد يخلو من المشاكل ومتصالح مع نفسه ويؤدي أدوارا رائعة في الدبلوماسية باتزان ورؤية واضحة وثاقبة ونصرة للقضايا العادلة في مختلف أنحاء العالم.
وردا على سؤال حول أبرز مجالات التعاون والشراكة مع دول مجلس التعاون، وخصوصا ونحن على أبواب قمة خليجية تستضيفها الكويت، قال: «قادة دول مجلس التعاون دائما في متابعة حثيثة لكل ملفات التعاون المشترك»، موضحا «أن المنظومة الخليجية أثبتت أنها كتلة واحدة يعتمد عليها في حل جميع الإشكالات، ولها جهد واضح في التنمية الاقتصادية، ولعل الربط السككي أبرز دليل على ذلك»..
توتونجي: أتمنى أن ترقى علاقة إيران مع دول المنطقة إلى نفس مستوى علاقتها مع السلطنة
«فرحتنا واحدة»
وتقدم سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن سعد، باسمه وباسم أعضاء سفارة المملكة، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى السفير الخروصي، ولأعضاء البعثة والى الشعب العماني.
وقال: «هذا يوم عظيم بالنسبة لعمان وللمنطقة كلها، وفرحتنا واحدة، فعمان لها تاريخ عظيم وطويل وباع كبير في المنطقة لا يمكن حصره في 54 عاما أو أكثر»، مضيفاً: «ندعو لهم بالتوفيق والسداد ومزيد من التطور والازدهار في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم، ونتمنى لجميع المنطقة بشكل عام المزيد من التقدم والازدهار».
وتابع السفير السعودي: «التعاون بين دول الخليج مشهود منذ قيام المجلس وما قبل قيامه، تاريخ طويل من العلاقات بين الأسر وبين الدول وهي ممتدة الآن، ونتطلع الى مزيد من التقدم والازدهار والتعاون بين جميع الدول مستقبلاً».
وحول القمة الخليجية المرتقب انعقادها في الكويت، ذكر: «أن اجتماعات القادة دائماً محاورها متميزة فيما يصب في مصلحة شعوب المنطقة واستقرارها، ودائما أقول لا نحتفل بقمة مجلس التعاون في يوم محدد، ولكن يوميا لدينا قمة مجلس التعاون، فالعلاقة التي تربط القيادات والحكومات والشعوب أكبر وأسمى من أننا نحتفل بها في يوم، ولكن إن شاء الله نتطلع ونطمح للمزيد بهمة قادتنا».
قصة استثنائية
بدوره، هنأ السفير الإماراتي مطر النيادي السلطنة حكومة وشعبا باليوم الوطني، مؤكداً أن «عمان والإمارات قصة استثنائية والفرحة واحدة في أبوظبي وفي مسقط، وفي عواصم دول الخليج كافة»، وأضاف: «فرحة السلطنة نجدها في كل العواصم الخليجية، فالمصير واحد والمصالح واحدة، ونحن الآن على مشارف القمة الخليجية، فخليجنا واحد».
وحول القضايا التي سيتم تسليط الضوء عليها في «قمة الكويت»، قال النيادي: «لا شك في أن هناك مواضيع كثيرة تساهم في تعزيز اللحمة الخليجية والتعاون في منطقة الخليج، فالخليج العربي ليس معزولا عن العالم، وهناك الكثير من الملفات التي يستمر التشاور عليها بين القادة، فالمصير واحد والهدف واحد».
وأشار إلى أن الدول الخليجية تسهم بشكل كبير في الجهود الدولية لتعزيز الحلول الدبلوماسية في حل النزاعات بالعالم، والتوصل الى وقف فوري للعمليات العسكرية في غزة ولبنان والسودان، ودعم جهود التوصل إلى سلام وحل الدولتين، بما يضمن المحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
سياسة حكيمة
من جانبه، هنأ سفير البحرين صلاح المالكي سلطنة عمان، قيادة وحكومة وشعباً، متمنيا لها التوفيق والسداد والتقدم والازدهار، مشيداً بـ«السياسة الحكيمة التي تنتهجها السلطنة وعلاقتها المتميزة مع مختلف دول العالم».
دور إيجابي
وتقدم عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان، زبيدالله زبيدوف، بالتهنئة للسلطنة وشعبها، مؤكدا «الدور السياسي الإيجابي الكبير الذي تؤديه السلطنة في المنطقة»، مضيفاً أن «عمان لديها كل الامكانات للتقدم والتطور بشكل كبير وسريع خلال السنوات المقبلة في المجالات الاقتصادية والسياحية كافة».
مواقف مشرّفة
وذكر السفير اليمني علي منصور بن سفاع: «عمان سباقة دائما في فعل الخير، ومواقفها مشرفة تجاه القضية اليمنية وكل القضايا العربية»، مشيداً بحسن استقبال السلطنة لليمنيين الهاربين من الحرب، وأكد وجود «خريطة طريق للعمل السياسي لكل من السلطنة والسعودية، تهدف إلى إخراج اليمن من مأزقه، لكن الحوثيين يرفضون السلام».
بدوره، تقدم السفير الفلسطيني رامي طهبوب بالتهنئة إلى السلطنة قيادة وحكومة وشعباً، لافتا إلى أن عمان عزيزة على قلوب الجميع ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية مشهودة.
وأكد السفير الإيراني محمد توتونجي أن علاقة إيران بسلطنة عمان جيدة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، آملاً أن ترقى علاقة بلاده مع دول المنطقة إلى نفس مستوى علاقتها مع السلطنة.
شريك إقليمي
وقالت السفيرة البريطانية بليندا لويس: «أود أن أتقدم بالتهنئة لسلطان عمان، وكل الشعب العماني، الذي يحتفل بهذا اليوم الخاص»، لافتة إلى أن «المملكة المتحدة تتمتع بعلاقة طويلة وتاريخية مع سلطنة عمان، ولدى قواتنا البحرية الملكية وجود قوي في السلطنة، كما أن المملكة المتحدة شريك أمني إقليمي يعمل على تحقيق المزيد من الاستقرار لجميع دول المنطقة».
دور مهم
من جانبه، تقدم سفير الصين، تشانغ جيناوي، بأحر التهاني لسلطنة عمان، بمناسبة عيدها الوطني، لافتا إلى أن العلاقات العمانية الصينية متميزة، مقدرا سياسة عمان تجاه القضايا الإقليمية والدولية، «ونتطلع إلى تعزيز علاقتنا معهم».
وأوضح جيناوي أن دول مجلس التعاون الخليجي والصين لديهم شراكة استراتيجية، وهي دول مهمة للصين، خصوصا في شراكتهم في الحزام والطريق، فضلا عن قطع شوط كبير بين الجانبين في الجانب الاقتصادي، لافتا إلى أن قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعقد بالكويت في أول ديسمبر المقبل، ستؤدي دورا مهما في دفع تنمية المنطقة واستقرارها وأمنها.
المدني: نعمل على تعيين سفير سوري في الكويت
وصف القائم بأعمال السفارة السورية، تميم المدني، العلاقات السورية العمانية بأنها «علاقات تاريخية، ولم تنقطع حتى رغم الأزمة السورية، والحمد لله كانت عمان دولة رائدة في توطيد العلاقات بين الدول العربية، ولها دور كبير في رعاية المصالحة بالوطن العربي، ونحن سعداء جداً بأننا نحتفل بالعيد الوطني العماني».
وعما إذا كنا سنشهد قريباً تعيين سفير لسورية في الكويت، قال المدني: «إن شاء الله، نحن نعمل على ذلك، ونتمنى ذلك، صحيح أنني لا أعرف المدة التي تحتاج إليها المسألة، ولكن أعتقد أن هناك تطورات إيجابية بالنسبة للعلاقة»، لافتاً إلى وجود محادثات وتعاطٍ جاد بهذه المسألة مع الجانبين الكويتي والسوري.
المصدر: جريدة الجريدة