اخبار السودان

هل الحرب الدائرة الان كلها عبثية

ياسر زمراوي

 

بالاخذ بمبادئ التحليل المادي الجدلي دون التعمق فيه لحساب ان لا نكبر من عقليات الجنرالات , جنرالات الجيش المختطف وجنرالات الخلاء الذين نسميهم جنرالات طالما انهم يحدثون حربا ويدفعون لها ابناء اثنياتهم , بالاخذ بتلك المبادئ , يجب حساب هذه الحرب وقرائتها بقراءة تاريخ الصراع السياسي والاجتماعي في فترة الخمسة وثلاثين سنة منذ استيلاء النظام المدعي للعمل بمبادئ الاسلام , وفي تلك القراءة نجد ان النظام الانقاذي السابق كان يعمل عن طريق العقيدة العسكرية معسكرا بذلك الشعب , نافخا في بوق القتال , داعيا للحروب , صانعا للاعداء , ومشكلا لاجيال جديدة علي هذا الاساس , فكان البرنامج الاساسي في تلفازه قبل ان تكون هنالك الفضائيات ليلوذ لها افراد الشعب كان البرنامج الاساسي هو برنامج ساحات الفداء , وهللوا وكبروا لمن اعتبروهم شهداء وهم من بعض ابناء هذا الشعب البسطاء الذين شكلتهم تلك العقيدة القتالية الملتحفة بثوب الدين والدفاع عن العقيدة مكبرين بذلك من دور هذه البلاد فاصبح المنتمي لهم علي ايمان تام عنده بان السودان كانما هو بلاد تجديد الاسلام , بينما حقيقة كان الشارع يمور بتغييرات اساسها العامل الاقتصادي نتيجة للفقر فانتشرت بذلك الدعارة والتسول والسرقة والخداع من اصغر خداع للخداع بالبنوك والشركات الذي كان ومازال يديره الطغمة الانقاذية وانضم في سلسلته الملتاعون والهاربون من الفقر علي اساس القروض البنكية والخوف من دخول السجون .

كل ذلك عند اجيال انقاذية لا يمكن قرائته بهذه الطريقة بل ان الامر عندهم ان تكن معنا او لا معنا لذلك هم لا يقراؤن حرب السودان الان الا كانه حرب متمرد ولا ينظرون لها كحرب طرف كان جزءا اصيلا في هذا النظام قدم لهم خدمات بقمع المظاهرات وفض الاعتصام .

السياق التاريخي والثقافي الذي يمكن به قراءة الدعم السريع انهم اثنيات تربت لعشرات السنين علي الاقتتال داخل مناطقها كقبائل مع قبائل الزرقة او الاكثر افريقانية وكون انهم يصارعون فى السودان كله هو زيادة في رقعة الاقتتال ويكون اخفاء النظام لطبيعتهم الاثنية بادعاء انهم مرتزقة من قبائل اخري اخفاء لثلاث عقود انقاذية في اذكاء الاقتتال القبلي والوقوف مع قبائل علي قبائل اخري الشئ الذي كانوا يقولونه علنه في مخاطابتهم لجنود القبائل الاكثر عروبة فلناتي لسياقات الحرب الان , كيف اشتعلت , ويلام الكثيرين من الاحزاب التي تقف ضدها بانها لم تتوقعها , بينما في حقيقة الامر كانت الاحزاب اليسارية والنقابات والاجسام المطلبية يقولون ان هنالك حرب قادمة من واقع قراءة السياق الثقافي والاجتماعي للدعم السريع وقراءة طريقة تعامل الانقاذ من قبل واللجنة الامنية الان علي طريقة الحلول السريعة والتصريحات المربكة التي تحاول تدارك الاحداث والعمل بتدارك الاحداث بوسائل اكثر قمعا وجعل هنالك ملتفون اخرون مثل ابناء الادارات الاهلية الذين ينتمون للمؤتمر الوطني عملا وفكرا ووسائل ادارة , لا استبعد من ذلك الدور الخارجي والمحوري للدول الامبريالية وحلفائها في المنطقة والعامل الداخلي المقاوم الذي يتمثل في الحراك الجماهيري والنضال ضد المؤتمر الوطني الذي اثمر ثورة ديسمبر الملتف عليها , ترك لذلك جنرالات الحرب لتصريحاتهم العشوائية , واصبحوا يديرون حربا لا يجدون مبررا لها لكي يجدوا مبررا لايقافها .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *