المغرب والجزائز يدفعان أموالا طائلا لاستقطاب المواهب بأوروبا
ادعى مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم، قيس اليعقوبي، أن المغرب والجزائر يدفعان أموالا طائلا لاستقطاب المواهب الأوروبية مزدوجي الجنسية، معبرا عن أمله في أن يسير الاتحاد التونسي على المنوال ذاته لتطوير أداء “نسور قرطاج”.
وقال قيس اليعقوبي في تصريحات إعلامية بعد خسارة المنتخب التونسي على أرضه أمام منتخب جامبيا في تصفيات “كان المغرب 2025”: “المواهب التي تستقطبها الجزائر والمغرب لتمثيل المنتخب تأتي بمقابل مالي ضخم، لأن اللاعب الذي يترك الرفاهية في فريقه ينتظر الرفاهية والظروف الجيدة في المنتخب وهذا غير موجود في تونس. هل تظنون أن استقدام الجزائر لغويري وشرقي بدون مقابل؟”.
وأضاف: “عمل معي مدرب حراس جزائري من قبل وقال لي حكايات “تدوخ” عن كيفية استقطاب اللاعبين الجزائريين والمغاربة، وبالتالي لا يمكن المقارنة بينهما وبين تونس، التي آمل أن تسير على منوالهما لتطوير أداء المنتخب غير أن صعوبة تحقيق هذا الأمر”.
وأوضح قيس اليعقوبي أن “الوضع العام داخل البلاد يؤثر بشكل مباشر على مستوى وهيكلة المنتخبات الوطنية التونسية”، وتابع: “نصطف لشراء الزيت، ومستشفياتنا في حالة كارثية، فكيف تريدون أن يكون منتخبنا الوطني مثل اليابان”.
إلى ذلك، طالب قيس اليعقوبي بتدخل سياسي في شؤون المنتخب عقب الهزيمة أمام غامبيا في الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا، معتبرا أن الكرة في بلاده تعيش “حالة متردية تتطلب تدخلا سياسيا لإخراجها من تلك الأوضاع”، وفق تعبيره.
وقال اليعقوبي الذي تولى مهام تدريب منتخب بلاده في أكتوبر بعد استقالة المدرب الأول فوزي البنزرتي: “قدمنا مباراة جيدة وصنعنا العديد من الفرص لكن غابت عنا الواقعية التي كانت حاضرة في مباراة مدغشقر عندما سجلنا ثلاثة أهداف، المنتخب تلقى هدفا بسبب خطأ دفاعي ساذج، لكن المهم هو التأهل للنهائيات”.
وأشار مدرب تونس المؤقت، الذي قاد الفريق في المباراتين الأخيرتين، إلى أن أداء المنتخب يعكس تماما وضع كرة القدم التونسية التي تعيش حالة متردية وبحاجة إلى تدخل سريع حتى من السلطة السياسية، على حد تعبيره، مرجعا أزمة النتائج التي يعيشها المنتخب حاليا إلى الوضع المتردي الذي تمر به كرة القدم التونسية قائلا: “دار لقمان على حالها منذ سنوات. الوضع نفسه مع المدرب فوزي البنزرتي وقبله جلال القادري ومنذر الكبير”.
واعتبر المتحدث ذاته أن إخراج المنتخب من الوضع الصعب لا يتوقف فقط على المدرب، بل يتطلب إرادة سياسية قوية والبحث عن حلول جذرية لكرة القدم التونسية، مضيفا: “تنتظر المنتخب محطات مهمة مع بداية العام المقبل أهمها تصفيات كأس العالم التي تفرض البحث عن حلول قريبة المدى، منتخبنا قبل خمس سنوات كان في مكانة أفضل وكانت تهابه أكبر المنتخبات لكنه يعاني الآن”.
وعقب خسارة تونس على أرضها أمام غامبيا أمس الإثنين، فقد “نسور قرطاج” صدارة المجموعة الأولى في التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا وذلك لفائدة منتخب جزر القمر، الذي كان قد حسم تأهله وانتزع صدارة المجموعة الأولى بعدما فاز بهدف دون رد على مدغشقر في المباراة الثانية من المجموعة ذاتها.
واختار مجموعة من اللاعبين الحاملين لجنسيتين مزدوجتين، والمنحدرين من أصول مغربية، تمثيل وطنهم الأصلي، حيث اشتد الصراع بين الاتحادات الكروية للفوز بخدمات عدد من المواهب التي ظهرت في السنوات الأخيرة.
وتنهج الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خطة لإقناع مواهب العالم بحمل قميصه، كما تمتلك جامعة لقجع شبكة واسعة من الكشافين في جميع أنحاء أوروبا الذين يعملون على مراقبة اللاعبين المؤهلين لحمل قميص المنتخبات المغربية باستيفاء متطلبات الحصول على جنسية مزدوجة، حيث يتواصل الكشافون في أوروبا مع عائلات اللاعبين منذ الصغر لتمهيد الطريق حول اختيار المنتخب المغربي مستقبلا.
المصدر: العمق المغربي