اخبار المغرب

القوانين تعيق تدخل الجمعيات في الأزمات وتفعيل دور المساجد ضروري

أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في رأي جديد له أن غياب الإطار القانوني الذي يحدد أدوار ومسؤوليات المجتمع المدني في حالات الكوارث الطبيعية يعوق فعالية عمل الجمعيات في مواجهة الأزمات المرتبطة بالكوارث الطبيعية، داعيا إلى إشراك المساجد في التوعية بمخاطر الكوارث الطبيعية.

وأشار المجلس في تقريره المعنون بـ “من أجل تدبير ناجع واستباقي لمخاطر الكوارث الطبيعية.. أدوار وقدرات الفاعلين الترابيين” إلى أن دستور 2011 منح الجمعيات دورًا محوريًا في تدبير الشأن العام، لا سيما في الفصيلين 12 و139.

كما أبرز التقرير أن أزمة كوفيد19 أظهرت التزام المواطنين الكبير، حيث تجسد ذلك في احترامهم للإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية مثل الحجر الصحي والتدابير الاحترازية. كما أظهر التضامن المجتمعي بعد زلزال الحوز مشاركة فعالة من مختلف مكونات المجتمع، بما في ذلك المجتمع المدني، وجمعيات الأحياء، والقطاع الخاص.

من ناحية أخرى، أشار المجلس إلى أن القانون رقم 06.18، الذي دخل حيز التنفيذ في 2023، يهدف إلى تنظيم العمل التطوعي التعاقدي، لكنه أضاف أن ثقافة العمل التطوعي في المغرب لا تزال بحاجة إلى مزيد من التطوير، ولا تحظى بما يكفي من الدعم والتأطير من قبل المنظمات غير الحكومية.
ويعرف القانون العمل التطوعي التعاقدي على أنه “كل نشاط يتم خارج الإطار العائلي أو التعليمي أو المهني، بشكل طوعي ودون أجر، بموجب عقد مكتوب مع الجهة المنظمة”، ويشدد على أهمية الحرية في التطوع والاستقلالية، مع الحفاظ على حقوق المتطوعين.

كما أكد التقرير أن الالتزام الفعلي بتقوية ثقافة العمل التطوعي يتطلب دعمًا أكبر من المجتمع، موضحا أن الجمعيات لا تشارك بشكل منتظم في تدابير الوقاية والتأطير ومتابعة الأزمات المرتبطة بالكوارث الطبيعية، رغم أهمية عمليات المحاكاة في تعزيز قدرات الفاعلين.

وفيما يخص الجهات الترابية، أشار التقرير إلى أن الهيئات المكلفة بتدبير المرافق العامة، مثل شركات توزيع الماء والتطهير السائل، تشارك في تدبير مخاطر الكوارث الطبيعية بالتعاون مع السلطات العمومية، مع تنظيم عمليات محاكاة لهذا الغرض. كما تساهم الشركات الخاصة في إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية المتضررة، إلا أن مشاركتها لا تزال محدودة بسبب غياب إطار تحفيزي مناسب.

في هذا الإطار، دعا المجلس إلى إشراك المؤسسات التعليمية باعتبارها فضاء للتعلم والمساجد في توعية المواطنين بثقافة المخاطر، باعتبارهما فضاءين أساسيين في نشر الوعي والتوعية بمخاطر الوقائع الكارثية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *