أطفال السودان يدفعون فاتورة حرب الكيزان!
(إعداد: مركز إدراك)
*مقدمة*
في ظل استمرار النزاعات المسلحة حول العالم، يدفع الأطفال الثمن الأكبر، حيث تُهدد الحروب حياتهم ومستقبلهم على كافة الأصعدة. في السودان، يتفاقم الوضع بشكل مأساوي بسبب الحرب التي أشعلتها الحركة الاسلامية (الكيزان) بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، ما أدى إلى تدهور أوضاع الأطفال بصورة غير مسبوقة.
بحسب تصريحات المجلس القومي لرعاية الطفولة بالسودان، فإن 8000 طفل قد قُتلوا، أو فقدوا، بسبب الحرب.
وقال الأمين العام للمجلس، عبد القادر الأمين أبو، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة بورتسودان الاسبوع الماضي، أن أكثر من 15 مليون طفل باتوا خارج التعليم المدرسي نتيجة الاعتداءات المستمرة.
إلا أن مراقبين يشككون في دقة هذه الأرقام، قائلين بأنها غير دقيقة وربما تفوق هذا الرقم بكثير، مشيرين إلى صعوبة توثيق مثل هذه الإحصائيات في ظل انهيار الدولة ومؤسساتها.
*مأساة أطفال السودان*
بحسب تقرير صدر عن المجلس القومي لرعاية الطفولة قبل اندلاع الحرب الحالية، أن السودان يضم حوالي 24 مليون طفل، يشكلون 60% من السكان، ما يجعلهم الفئة الأكثر تأثرًا بالحرب الحالية.
ومع تصاعد القتال بين الجيش والمليشات والكتائب الاسلامية المسلحة المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من الجهة الاخرى، أصبحت حياة الأطفال عُرضة للخطر، سواء بسبب القتل المباشر أو الأوضاع الأمنية والصحية والمعيشية الكارثية الناتجة عن النزوح الجماعي.
وأكد أحد المراقبين أن المجلس القومي لرعاية الطفولة لا يملك الوسائل الكافية لتوثيق أعداد القتلى أو المفقودين بدقة في الظروف الحالية التي يمر بها السودان، مشيرًا إلى أن الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية تتفاوت بشكل كبير، حيث تراوحت تقديرات الوفيات في هذه الحرب بين 15 ألفًا و159 ألف قتيل، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه عمليات الإحصاء في ظروف السودان الحالية.
وأضاف المراقب أن الحقيقة المؤكدة أن السودان يشهد حاليًا “أكبر مأساة إنسانية وأضخم موجة نزوح في التاريخ الحديث”، ما يعكس عمق الكارثة الإنسانية خصوصاً وسط الاطفال.
*تأثير الحروب على الأطفال عالميًا:*
بحسب منظمة رعاية الأمومة والطفولة ( يونسيف) ، لا تقتصر معاناة الأطفال في ظل الحرب على السودان فحسب، بل تمتد إلى مناطق النزاع المختلفة حول العالم. وتشترك هذه الأزمات في تأثيراتها الكارثية على الأطفال، وأبرزها: الخسائر البشرية والنفسية، حيث أن الأطفال غالبًا ما يكونون أول الضحايا، يُقتلون أو يُصابون نتيجة القصف والهجمات العسكرية، كما أنهم معرضون أكثر من غيرهم للصدمات النفسية العميقة بسبب مشاهد العنف أو فقدانهم لعائلاتهم.
وأيضا يعاني الأطفال من مآسي النزوح والتشريد، إذ تتسبب الحروب في تهجير الملايين من الأطفال قسرًا، ما يجبرهم على العيش في ظروف لا توفر الحد الأدنى من الحماية والرعاية.
وتتسبب الحروب في حرمان الاطفال من التعليم، حيث أن بيئة الحرب اضافة إلى تدمير المدارس أو تحويلها إلى مواقع عسكرية يؤدي إلى انقطاع ملايين الأطفال عن التعليم. كما ان الحروب تضع الاطفال أمام خطر العنف والاعتداءات الجنسية، حيث تتعرض الفتيات الصغيرات بشكل خاص للعنف والاستغلال الجنسي أثناء الحروب، كما تم توثيق ذلك في الكثير من الحروب حول العالم.
كما أن الأزمات الصحية وسوء التغذية، وانهيار الأنظمة الصحية في مناطق النزاع يزيد من معدلات الوفيات وسط الأطفال بسبب عدم توفر التطعيم وانتشار الأمراض وعدم توفر الغذاء الكافي ما يجعلهم عرضة للموت.
*أطفال السودان في ظل الحرب :*
يمثل الوضع في السودان أحد أبرز الأمثلة الحية على مأساة الأطفال في الحروب، حيث تشير التقديرات غير الرسمية إلى مقتل وفقدان آلاف الأطفال، وسط صعوبة توثيق الأرقام بدقة بسبب غياب الدولة.
وأيضاً حرمان الاطفال من التعليم وانعدام الغذاء والأمن وتدهور الصحة، حيث تعرضت مستشفيات متخصصة في طب الاطفال للاغلاق بسبب الحرب وبعضها تم هدمه بقصف الطيران، ما جعل أطفال السودان يعيشون في بيئة خطرة تعرضهم للموت والخطف والاتجار بالبشر.
*خاتمة:*
إن معاناة الأطفال بسبب الحروب تظل وصمة عار على جبين الإنسانية، حيث تقتل الصراعات أحلامهم وتدمر مستقبلهم. والسودان اليوم يشكل نموذجًا صارخًا لهذه المأساة، حيث يعيش الأطفال في ظروف مأساوية تفوق الوصف خصوصاً في ولايات دارفور وولاية الجزيرة .
ينبغي على المنظمات الإنسانية التحرك سريعًا لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة كما يجب على المجتمع الدولي العمل بجدية على إنهاء الحرب، فالأطفال هم مستقبل العالم، وحمايتهم مسؤولية الجميع.
المصدر: صحيفة الراكوبة