الغاز يقتل مبكرا
مع بداية أولى نسمات البرد، يرتفع عداد الاختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون الذي لم يعد يقتصر على فرد أو فردين، بل أصبحت عائلات بأكملها تهلك جراء القاتل الصامت، فحسب آخر أرقام مصالح المديرية العامة للحماية المدنية، فقد سجلت 83 حالة وفاة على المستوى الوطني منذ بداية العام، وإنقاذ 1400 شخص حسب ما كشف عنه لـ “” المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام، لدى المديرية العامة للحماية المدنية، الرائد نسيم برناوي.
تحصد اختناقات الغاز عشرات الأرواح يوميا عبر مختلف ولايات الوطن، بسبب التسربات والاستعمال العشوائي للمدفآت وسخانات المياه، ناهيك عن غياب الصيانة والاستهانة بالتهوية، رغم الحملات التحسيسية المتعددة للحماية المدنية ومنظمة حماية المستهلك.
في هذا الصدد، كشف الرائد برناوي عن تسجيل 5 وفيات منذ بداية فصل الخريف، 4 منها بسبب الاختناق بالغاز المنبعث من سخانات المياه.
لذلك يضيف برناوي حرصت مصالح الحماية المدنية على وضع برنامج تحسيسي للتوعية من أخطار الاختناق بالغاز ابتداء من الفاتح من أكتوبر إلى غاية نهاية شهر مارس، من خلال إشراك الفاعلين في المجتمع، حيث تستهدف هذه الفعالية عدة فئات لاسيما تلاميذ المدارس، المصلين بالمساجد، والسكنات الجديدة، الجامعات وجميع المستفيدين من غاز المدينة.
ولفت محدثنا إلى أن البرنامج التحسيسي والتوعوي الجواري يرتكز على تفادي العديد من الأخطار من خلال ضرورة وضع جهاز الكشف عن أكسيد الكربون في المنازل بشكل مناسب، لأن قلب بطاريات الجهاز أو تركيب السخانات في المرحاض يمكن أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، مؤكدا أنه تم إنقاذ شخصين في الجلفة من الاختناق مؤخرا قاموا بتركيب هذا الجهاز بالقرب من العداد.
ونبه برناوي المواطنين من خطورة القاتل الصامت خاصة وأنه عديم اللون والرائحة وهو غير موجود في الطبيعة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يستدعي دق ناقوس الخطر وتوعية المواطنين لمزيد من اليقظة تجاه تسربات غاز أول أكسيد الكربون القاتلة”.
موضحا أن “فرق الإنقاذ لاحظت أن الوفيات الناجمة عن هذا الغاز تستمر على مدار العام، وأن سخانات المياه تتسبب في وفيات أكثر من أجهزة التدفئة، بسبب الأعطال وسوء التثبيت وكذا استعمال أشياء غير موجهة للتدفئة”.