اعتبرت الجبهة النقابية أن المرحلة التي وصلتها الحرب الآن هي مرحلة إرهاب، وأن على قوى الثورة الحقيقية، إذا كانت جبهات نقابية أو كانت من منظمات المجتمع المدني ينبغي أن تعي ذلك جيدا. وأوضح أمين صديق، عضو لجنة الإعلام في الجبهة النقابية، في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع يوم غدا السبت أن الحرب تجاوزت مرحلة الصراع على الأرض، وأن ما يجري على أرض الواقع حاليا أصبحت الأطراف المتحاربة تمارس إرهابا أكثر من كونها تخوض حربا.
وأضاف عضو لجنة الإعلام في الجبهة النقابية أن انتهاكات قوات الدعم السريع تجاوزت فكرة الانتهاكات لتصبح جرائم حرب. هذه الجرائم ليست موجهة لكسب الحرب، ولكن غرضها إرهاق المدنيين وكسر شوكة احتمالات أن يكسر المدنيون الطوق المفروض عليهم ويساهموا في إضعاف موقف القوى المتحاربة.
وأشار القيادي في الجبهة النقابية في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع غدا السبت أن الحرب أصبحت تقتصر على مواجهات قصيرة ومتلاحقة وليس كما كان عليه الحال في بداية الحرب. لكن على أرض السجال بين طرفي الحرب في إرهاق المدنيين نلاحظ أن عنف الدعم السريع أصبح موجه بشكل مزعج تجاه المدنيين وأن جرائم الحرب تزايدت من طرفه بشكل مزري ما يفرض تساؤلات بشأن طبيعة هذه الحرب.
الهدف إرهاب المدنيين
وأشار أمين صديق إلى أن بعض المناطق تشهد تسابقا محموما للقبض على المتعاونين والمفترض أن يحاكموا بشكل عادل، لكن تتم محاكمتهم علنا بطريقة ايجازية، وتصويرهم، وإزلالهم، وشتمهم. وبالتالي إذا تفهمت القوى المدنية طبيعة الصراع فستصل إلى نتيجة أن الصراع أصبح حول من يقنع العالم كله بأنه الأجدر بالتفاوض معه، وبالتالي لا بد من إخراس أصوات المدنيين القادرين على تعديل هذه المعادلة ورفض فكرة وجود طرفين على مائدة التفاوض. وتساءل عما إذا كانت القوى المدنية تصلح لأن تظهر في الوقت الراهن على أنها قوة كبيرة وبديلة عن طرفي الحرب.
واعتبر القيادي في الجبهة النقابية في حديث لبرنامج ملفات السودانية أن حقائق الواقع والتاريخ تشير إلى أن النقابات هي الأقرب إلى روح الناس، وهي الأقرب إلى مطالب الناس الجوهرية والمرتبطة بالواقع. وطوال تاريخها، سواء في السودان أو في بقية أنحاء العالم، كانت النقابات هي المعبر الأقرب عن مصالح الناس وبالتالي يعول عليها أكثر بالنظر لمصداقيتها وانفتاح الآخرين على التعامل معها. لذلك لا يقتصر دور النقابات على التضامن، بل لها دور اصطفافي.
موجودون على الأرض وبين الناس
وأكد أمين صديق أن النقابات المنضوية تحت لواء الجبهة النقابية تعمل على أرض الواقع وهي موجودة وسط الناس، ومن بينها نقابات الأطباء والمهندسين ومختلف النقابات العاملة في الجال الطبي والتنموي، وهي الآن موجودة على الأرض ومع الناس وتساهم في تقليل أثار النكبة عليهم وتساهم أكثر في خلق وعي جديد أقرب لاستيعاب الناس وأن هذه الحرب لا يستحقها المدنيون وهي لا تخصهم بأي حال، وأن على المدنيين مواجهتها.
وحول الاصطفاف الذي تسعى الجبهة النقابية لتقره على أرض الواقع، أعتبر عضو لجنة الإعلام في الجبهة النقابية أن المعنية به هي القوى الأقرب لمصالح الناس والمعنية بشكل مباشر بأن يحكم الناس في هذه القضية وفي القضايا المختلفة. وأشاد بالدور الذي تقوم به الجبهة النقابية الآن عبر التواصل مع مجموعات واسعة من القوى المدنية والنقابية الموجودة على أرض الواقع.
ومضى أمين صديق قائلا أن الجبهة النقابية تسعى لتنشيط دور القوى المدنية والنقابية الفعال وسط الناس في المناطق الآمنة وفي مناطق الحرب نفسها عبر التكايا وفي مختلف المناطق هو دور أساسي ويمكن أن يؤدي الغرض المزدوج في التقليل من أثار الانتهاكات ورفع مستويات الوعي وخلق صف متماسك وكبير ظاهر لكل العالم عبر جبهة مدنية مصطفة في وسط الناس وترفض الحرب.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة
