ريادة المغرب في تحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب تحصد اعتراف “الإنتربول”
في خطوة لافتة تم انتخاب المملكة المغربية لشغل منصب نائب رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” عن قارة إفريقيا بأغلبية كبيرة، وذلك خلال الدورة الثانية والتسعين للجمعية العامة للإنتربول المنعقدة في غلاسكو باسكتلندا من 4 إلى 7 نوفمبر 2024.
هذا التصويت، الذي حصل فيه ممثل المغرب على دعم 96 دولة عضو، يعكس حسب خبراء تقدير المجتمع الدولي لجهود المغرب في تعزيز الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا، واعترافًا بدوره الفاعل في تعزيز التعاون الأمني جنوبجنوب.
انتخاب المغرب لم يكن محض صدفة بل لدوره الكبير في تعزيز أمن القارة الإفريقية، إذ تؤكد المعطيات المتاحة أن دولا مثل كوت ديفوار والسنغال ومالي وتشاد تتلقى الدعم المغربي لتعزيز قدراتها الأمنية.
ويُقدَّم هذا الدعم عبر التدريب المستمر وتبادل المعلومات والمساندة التقنية في مواجهة التهديدات الإرهابية والإجرامية، ما جعل الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، يثني على هذا النهج، واصفًا المغرب بأنه “نموذج للأمن والتعاون في المنطقة”، وذلك خلال زيارته للرباط في فبراير الماضي.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي محمد شقير أن اختيار المغرب يعكس السمعة التي يتمتع بها في محاربة الإرهاب وقدرته العالية على جمع المعلومات الأمنية وملاحقة الخلايا الإرهابية، وهو ما يجعله شريكًا موثوقًا للأجهزة الأمنية، خصوصًا في أوروبا.
وأوضح شقير، في تصريح لجريدة “العمق” أن المغرب لطالما أثبت كفاءته الأمنية وقدرته على تأمين المعلومات اللازمة لحماية دول عديدة من التهديدات الإرهابية، مشيرا أن هذا الأمر يأتي بالموازاة مع تتويج عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بعدد من الأوسمة، إلى جانب حضوره في الاجتماع الأخير للإنتربول، حيث تم تكليفه بمهام جديدة، في إشارة واضحة للدور الذي يلعبه المغرب على الصعيد الدولي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وتوقع المحلل السياسي ذاته، إمكانية استضافة المغرب لاجماع الانتربول خلال السنة المقبلة، ما يجعله أول بلد إفريقي يحظى بهذا الشرف، وهو ما لا يمكن اعتباره إلا تتويجا لمكانة المغرب الاعتبارية والدولية في المجال الأمني.
وفي ظل هذه الإنجازات، يؤكد شقير أن المغرب يستحق استضافة هذا المؤتمر، وأن هذا الحدث المرتقب سيعزز من موقعه على خارطة الأمن العالمية، ليصبح رمزًا إفريقيًا ودوليًا في التصدي للتهديدات الأمنية وتوفير الأمن على المستوى الإقليمي والدولي.
وحسب ما أوضحته مجلة “جون أفريك” الفرنسية فإن المغرب عزّز شراكاته مع أطراف رئيسية مثل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يعزّز مكانته كفاعل أساسي في منظومة الأمن العالمي.
وحسب المصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة، تعتبر المغرب حليفًا استراتيجيًا في جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا والشرق الأوسط، وتتجسد هذه الشراكة من خلال تبادل المعلومات وبرامج تدريب القوى الأمنية والتعاون النشط في منطقة الساحل، حيث يسهم المغرب بدور فعّال في احتواء التهديدات الإرهابية.
وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، يبرز المغرب كحليف استراتيجي في إدارة تدفقات الهجرة، من خلال عمله على مراقبة الحدود وتفكيك شبكات التهريب، بالتعاون مع إسبانيا، كما أثبتت كفاءة المغرب في إدارة الحدود قيمتها للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى الحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية.
جدير بالذكر، أن المملكة المغربية تستعد لاستقبال الدورة المقبلة لأشغال الجمعية العامة للإنتربول، التي ستحتضنها مدينة مراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 24 و27 نونبر 2025، والتي تتطلع لتوحيد صفوف أجهزة إنفاذ القوانين من أجل خلق جبهة مشتركة لمواجهة التهديدات الإجرامية الناشئة والمرتبطة بالمخاطر غير النمطية، والتفكير في الحلول الكفيلة بمواجهتها من منظور جماعي، من أجل عالم أكثر أمنا وألفية أكثر أمانا.
المصدر: العمق المغربي