اخر الاخبار

حمّى مواقع التواصل تحول “السيلا” لموعد شبابي

لا شك في أن المعرض الدولي للكتاب في عصر مواقع التواصل يختلف عن الطبعات التي سبقت هذه الثورة، فقد باتت هذه المنصات المحرك الأول اليوم لترويج الكتب، وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة من الإقبال الشبابي الكبير على المؤثرين من نجوم الكتابة على هذه المواقع.

بمختلف العروض والنشاطات، تتواصل فعاليات المعرض الدولي للكتاب “سيلا” بعدما فتح أبوابه، يوم الخميس الفارط، لزواره من عشاق القراءة والكتب، تحت شعار “نقرأ لننتصر” في دورته الـ 27، حيث صنعت بعض دور النشر والكتاب الحدث في الصالون الذي شهد إقبالا كبيرا من طرف الوافدين من مختلف ربوع الوطن.

 جناح قطر يستقطب الزوار

تنقلنا للصالون في اليوم الرابع بعد انطلاقه، وشد انتباهنا عند المدخل الرئيسي الإقبال الكبير على جناح دور النشر القطرية، حيث عرض الجناح شاشة “أركان المعرفة”، وهي عبارة عن أسئلة تثقيفية للزوار، الأمر الذي استقطب الكثير من الأكاديميين والطلاب المهتمين بالثقافة والمعرفة للمشاركة في هذه التجربة، وقد لاحظنا أن معظمهم من الشباب.

بلباسهم التقليدي، استقبل القائمون على هذا الجناح الزوار وقدموا لهم الشاي القطري كنوع من أنواع الترحيب، حيث عبر عدد من الضيوف في حديثهم مع “” عن سعادتهم بحلول دولة قطر ضيف شرف الدورة السابعة والعشرين للمعرض، مؤكدين شغفهم للاطلاع على الإنتاج الفكري والأدبي القطري، والتعرف من خلال التواصل مع المشاركين في الجناح على جوانب من التراث القطري الاجتماعي والثقافي.

 ردود فعل إيجابية

من جهتهم، عبر المواطنون عن استحسانهم للفعاليات التي أقيمت خلال  المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، حيث رصدت “” آراء بعض الزوار حول هذه الفعالية.

وأول من تحدثنا إليه كان رامي، طالب جامعي، يقول بلهجة يغمرها التفاؤل “أتيت اليوم من ولاية المدية رفقة صديقي القادم من ولاية قالمة لحضور معرض الكتاب الدولي، باحثا عن الكتب الدينية وكذا الكتب الأكاديمية الجامعية”.

وأشار إلى أن أسعار الكتب تعتبر جد مرتفعة، مقارنة مع السنوات السابقة، حيث يصل ثمن الكتاب الأقل سعرا إلى 1000 دج، وهو مالا يتماشى مع ميزانية الطالب الجامعي، مؤكدا أنه لن يستطيع شراء أكثر من كتابين.

وقالت سيليا، طالبة جامعية بالمدرسة العليا للأساتذة تخصص الأدب عربي، “أتيت إلى المعرض بهدف كبير وليس فقط لكي أبتاع الكتب، وإنما لكي أرى الكتاب واستفيد من تجربة كتّاب آخرين، وبذلك أصبو إلى الخطوات الأولى لكتابة منشوراتي الخاصة.

كما عبرت عن سعادتها العارمة باستئناف هذه التظاهرة الأدبية، ومبدية عن إعجابها في نفس الوقت بالحضور الهائل للمواطنين، وختمت الشابة حديثها بجملة “أمة إقرأ هنا تظهر”، مضيفة أن أسعار معظم الكتب كانت جد مرتفعة.

وشاطرتها الرأي صديقتها صفاء، مسترسلة “لقد أتيت للمرة الأولى إلى الصالون الدولي للكتاب من مدينة مستغانم، باحثة عن الكتب الدينية، إلا أنه خاب ظني ولم أجد ما كنت أبحث عنه، أما فيما يخص الأسعار فإنها تعتبر جيدة مقارنة بالمكتبات.

 الشوك والقرنفل تثير فضول القراء

وباهتمام الجزائريين المعهود بالقضية الفلسطينية، أبدى العديد من الزوار شغفهم لاقتناء رواية “الشوك والقرنفل”، التي خطها الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس “يحيى السنوار” عام 2004  وهو في أحد السجون الإسرائيلية، بمدينة بئر السبع.

وتصدرت الرواية خلال الأيام التي سبقت افتتاح المعرض، اهتمامات الكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا رغبة ملحة في الحصول على النسخة التي شغلت مؤخرا الرأي العام العالمي، بعد الاستشهاد البطولي للسنوار.

ومن أجل الوقوف على طلب الجمهور لكتاب “الشوك والقرنفل” تحدثت “” مع بعض زوار المعرض ممن قصدوا الدار الفلسطينية بحثا عن الرواية، وأعربوا عن رغبتهم في الحصول على نسخة من هذه الرواية.

وقال أحمد مواطن من ولاية الجلفة “جئت اليوم لاقتناء رواية “الشوك والقرنفل” لمعرفة تفاصيل أكثر عن قصة كفاح “السنوار”، الذي يعتبر العقل المدبر لـ “طوفان الأقصى”، ومعاناته الطويلة في سجون الاحتلال التي قضى فيها ثلاثة وعشرين عاما، والتي سردها في قالب روائي مشوق أعاد “أدب السجون” للواجهة في معرض الكتاب الدولي”.

وكشفت ممثلة دار النشر “سميرة منصور الفلسطينية” في تصريح لـ “” أن كل نسخ رواية “الشوك و القرنفل” قد نفدت من معرض الجزائر الدولي للكتاب في اليوم الأول من التظاهرة، وأوضحت أنها علمت من بعض دور النشر العربية التي أحضرت الرواية بأنها عرفت إقبالا غير مسبوق ونفدت مباشرة بعد عرضها للجمهور في اليوم الأول لافتتاح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر.

وشاطرتها حنان الرأي تقول: “رغم أن رواية السنوار عادت للواجهة بعد استشهاد كاتبها، ونحن جميعا نريد أن نعرف شخصية السنوار ولو من خلال روايته، نريد اكتشاف هذا البطل الذي تحدى العدو واستشهد بطلا”.

 أسامة مسلم… يصنع الحدث

وفي مشهد غير مسبوق، صنع حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة المسلم لمؤلفاته، خلال اليوم الثالث من فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب 2024، حالة طوارئ بسبب توافد آلاف القراء من مختلف الولايات على الجناح المخصص لذلك في قصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة.

وبعد حوالي ساعة من وصول أسامة المسلم وتوقيعه لعدد قليل من الكتب، قررت مصالح الأمن إلغاء الحدث بسبب تدافع الجماهير خارج أبواب المعرض، حيث تجمع القراء، وأغلبهم من الشباب الصغير في السن، حول الكاتب، بحماس كبير، الأمر الذي تسبب في فوضى عارمة ولدى وصولهم، حيث بدأت الجماهير بإطلاق هتافات تشبه تلك التي تطلق في الملاعب.

وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي بشكل كبير فيديوهات التدافع للحصول على نسخة من “خوف”، وهو ما اعتبره كثيرون “مظهرا صحيَا” على حجم المقروئية في الجزائر. وعلق أحدهم: “من الجميل أن نرى تدافعا على الكتب لا على المؤثرين والمؤثرات أو حفلات الغناء”.

يشار إلى أنَ الصالون الدولي للكتاب شهد في مرات قليلة سابقة تدافعا لاقتناء كتاب، على غرار ما حدث مع الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، والمجاهد العقيد في الثورة التحريرية، الطاهر زبيري، عند إصدار مذكراته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *