اخبار

الاحتلال يستحدث محور “مفلاسيم” شمال غزة.. يعزل جباليا عن هذه المناطق

يسابق الاحتلال الزمن لتقطيع أوصال قطاع غزة، وعزله عن بعضه البعض، عبر استحداث محاور ومناطق جديدة يقوم باحتلالها والسيطرة عليها، في إطار خطة لخلق واقع جديد في القطاع، قد يمهد الطريق لعودة الاستيطان.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية خريطة جديدة لمحور جديد يسمي “مفلاسيم” يعزل أجزاء واسعة في شمال قطاع غزة عن بعضها البعض، في إطار بسط سيطرة قوات الاحتلال على المفاصل المهمة للمدن والمناطق المركزية.

أين يقع المحور الجديد؟
وبحسب مصادر محلية فإن قوات الاحتلال قامت بشق طريق وإقامة سواتر ترابية على طول الطريق الواصل من السلك الحدودي الواقع بمحاذاة مستوطنة مفلاسيم في أقصى شمال شرق قطاع غزة، وصولا إلى شاطئ بحر مدينة بيت لاهيا.

ويبدأ المحور من نقطة الحدود المحاذية لـ”مفلاسيم” وغربا باتجاه ما يعرف بالطريق الشرقي، ثم مرورا بتقاطع شارع صلاح الدين مع الطريق العام لمدينة بيت لاهيا (محطة حمودة) ، مرورا بمنطقة “قليبو” القريبة من المستشفى الإندونيسي والمحاذية لتل الزعتر شمال شرق مخيم جباليا، ثم غربا على طول الطريق العام، متجاوزا مدينة الشيخ زايد، ثم إلى مدينة بيت لاهيا ليعزلها عن منطقة “المشروع” وصولا إلى  شاطئ البحر.

وأكدت مصادر  أن قوات الاحتلال لم تبسط سيطرتها بعد على المحور الجديد بالكامل، لكنها تتواجد في أجزاء واسعة منه، خصوصا في الجزء الشرقي وصولا إلى السلك العازل، وتحديدا منطقة دوار الشيخ زايد، والمنطقة المحاذية للمستشفى الأندونيسي، حيث أقامت في تلك المنطقة حاجزا عسكريا محاطا بسواتر ترابية، وعمدت إلى استخدام أحد المباني السكنية الكبيرة هناك كمركز للعمليات وموقع لتواجد قوات الاحتلال.

ولم تعلن قوات الاحتلال رسميا على إقامة “محور مفللاسيم”، لكن سلوكها على الأرض منذ الاجتياح البري الدموي لمخيم جباليا يشي بأن الاحتلال يخطط للسيطرة على هذا الشريط.
 

ومن شأن هذه الخطوة أن تعزل مدينتي بيت حانون، وبيت لاهيا، أقصى شمال شرق قطاع غزة، بما فيهما من بلدات وقرى، عزبة بيت حانون، والقرية البدوية، ومناطق أبراج الشيخ زايد والعودة والندى، ومناطق الشيماء والعطاطرة والحطبية وأجزاء واسعة أخرى من المدينتين، عن عمقهما الداخلي في مخيم وبلدة جباليا، ومنطقة مشروع بيت لاهيا ومنطقة بئر النعجة والصفطاوي والتوام وأجزاء واسعة من منطقة السودانية.

واستغل الاحتلال حرب الإبادة التي يشنها على شمال غزة منذ الخامس من الشهر الماضي، والاجتياح الكبير لمخيم جباليا والمناطق المحيطة به لشق هذا المحور الجديد.

وهذا هو المحور الثالث الذي يشقه الاحتلال داخل قطاع غزة، بعد محور نتساريم الذي يفصل مدينة غزة عن المحافظات الوسطى، ومحور فيلادلفيا الذي يفصل رفح الفلسطينية عن الحدود المصرية.

والأحد، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “الجيش الإسرائيلي” يعمل من أجل إحداث تغييرات جذرية في غزة عبر إنشاء ثلاثة محاور تقسم القطاع، وسط ترجيحات بإحياء خطط الاستيطان في بعض المناطق.

وأفاد المراسل العسكري للصحيفة، يوآف زيتون، بأن “الجيش” وسع بشكل كبير جدا محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ووضع منشآت عسكرية ثابتة بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها.

ولفت زيتون إلى أن سلوك “الجيش” وخططه الرامية لتوسيع الأراضي التي يتواجد فيها وتقسيم القطاع في نقاط إضافية قد تكون منطلقاً للاستيطان اليهودي في غزة. 

وقالت الصحيفة، إن محور نتساريم تحوّل إلى بؤرة عسكرية إسرائيلية ضخمة تحتوي على معتقلات ومراكز قيادة، مشيرة إلى أن “الجيش” يعمل على إنشاء محاور جديدة وأنه انتهى بالفعل من إقامة محور يفصل شمال غزة عن سائر القطاع.

عربي21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *