إطلاق مقذوفات البوليساريو على المحبس يعيد المسؤولية الدولية للجزائر إلى الواجهة

في خطوة اعتبرها مراقبون انتهاكا للقانون الدولي ومسؤولية قانونية تستوجب التحرك الدولي، قامت ميليشيات جبهة البوليساريو بإطلاق مقذوفات متفجرة على جماعة المحبس الحدودية بالصحراء المغربية.

وتزامن هذا الهجوم مع فعاليات مهرجان احتفالي يُنظم في إطار الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، ما أثار حالة من الذعر المؤقت بين المشاركين، قبل أن يتمكن المنظمون من استئناف أنشطة المهرجان بعد دقائق من وقوع الحادثة.

وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ القانون العام والعلوم السياسية والمختص في ملف الصحراء، محمد الزهراوي، بأن الحادث يسلط الضوء على ضرورة تحميل الجزائر المسؤولية القانونية على مستوى القانون الدولي.

وأوضح الزهراوي، في تصريح لجريدة “العمق” أن انطلاق المقذوفات من أراضي تخضع للسيطرة الجزائرية يُعد بمثابة اعتداء، ما يستوجب تحريك المسؤولية الدولية للجزائر أمام المحافل والمنتديات الدولية، باعتبارها مسؤولة عن الأفعال الصادرة من أراضيها التي ورثتها عن الاستعمار الفرنسي.

وأضاف المتحدث أن استمرار هذه الاستفزازات يعكس رغبة الجزائر في جر المغرب إلى حرب مباشرة، غير أن المغرب يُدرك هذا الهدف جيداً، ويحاول التعامل مع هذا الوضع بحذر وضبط استراتيجية الاشتباك في إطار سياسة “اللاحرب واللاسلم”.

ولفت أستاذ القانون العام، إل أن هذا النهج قد يكون له تكاليف سياسية وأمنية على المدى المتوسط والبعيد، حيث قد تتسبب الاستفزازات الجزائرية المستمرة في خلق بؤر توتر تهدد استقرار المنطقة وتفتح المجال لتصاعد التوترات.

ويرى الزهراوي أن المغرب قد يضطر إلى مراجعة سياسته في المنطقة العازلة، خاصة أن توالي الهجمات وإصرار الجزائر على دعم البوليساريو ينذران بتغيير استراتيجي محتمل، مؤكدا أن ضم المنطقة العازلة بات خياراً ضرورياً، رغم التحديات العسكرية واللوجستية المصاحبة، إذ سيعزز هذا الإجراء من مكتسبات المغرب الدبلوماسية، ويعطيه قوة ميدانية تخدم مصالحه الوطنية في مواجهة التحديات المتزايدة.

وتشهد جماعة المحبس بإقليم أسا الزاك، من 9 إلى 11 نونبر الجاري، تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسيرة الخضراء، احتفاء بالذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء المجيدة.

ويُذكر أن جبهة البوليساريو سبق وأن أطلقت مقذوفات على مدينة السمارة في أكتوبر من السنة الماضية، ما أدى إلى أربعة انفجارات وخلّف قتيلاً وثلاثة مصابين بجروح متفاوتة، حسب ما أفادت به السلطات حينها.