وقاحة كبيرة تجاوزت الخطوط الحمراء
واصل التلفزيون الجزائري الرسمي نهجه العدائي تجاه المغرب، بعدما بث تقريرًا تحريضيًا بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء في السادس من نونبر، تضمن ألفاظًا مسيئة وغير لائقة بحق الشعب المغربي.
التقرير الذي أُذيع في نشرة الأخبار الرئيسية تضمن عبارات مثل “الجياع”، “الحفاة”، “المرتزقة”، و”العملاء”، في محاولة لتشويه صورة الشعب المغربي.
وأثار التقرير موجة من الاستياء على منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية، حيث اعتبره العديد من المعلقين تجاوزًا للحدود الدبلوماسية والأخلاقية، وسعيًا لزيادة التوترات بين البلدين الجارين. بينما يحتفل المغرب بذكرى مسيرته الخضراء التي أدت إلى استرجاع صحرائه من الاحتلال الإسباني، يواصل الإعلام الرسمي الجزائري تبني خطاب عدائي.
وفي تعليق على الموضوع، عبّر الإعلامي الجزائري المعارض، وليد كبير، عن رفضه لأساليب التلفزيون الجزائري الرسمي، واصفًا ما حدث بـ”الوقاحة الكبيرة وتجاوزًا لكل الخطوط الحمراء”.
وكتب وليد كبير عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: “التلفزيون الرسمي الجزائري، وفي تقرير يحمل إساءة كبيرة جدًا للمغرب، يصف المشاركين في المسيرة الخضراء من أطياف الشعب المغربي الشقيق بألفاظ نابية وقبيحة، ويستدعي ردًا قويًا والتحرك بشكل صارم على الصعيد الدولي”.
وأعرب الإعلامي المعارض عن استيائه العميق مما جرى، مطالبًا بـ”مراسلة اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي ورفع دعاوى قضائية”. كما اعتبر أن “النظام الجزائري يهدف إلى جر المنطقة إلى حرب مدمرة عبر نقل صراعه إلى أوساط الشعبين الشقيقين الجارين”.
ودان الإعلامي الجزائري ما ورد في التقرير، داعيًا “النخب الجزائرية إلى إدانة هذه التصرفات المشينة التي تضر بصورة الجزائر أمام المجتمع الدولي”، مؤكدًا رفضه القاطع لأي “إساءة، مهما كان حجمها، موجهة إلى الشعب المغربي الشقيق من قبل الإعلام الرسمي الجزائري”.
ودعا وليد كبير أبناء الجزائر إلى “الانتباه بجدية إلى خطورة التصرفات الطائشة للنظام وانحراف إعلامه الذي يفتقر إلى المهنية والمصداقية والأخلاق”، كما حث “الأشقاء في الدول العربية والإفريقية على إدانة ورفض السياسة الإعلامية العدائية للنظام الجزائري ضد المغرب”.
سلوك مرفوض
إلى ذلك، عبرت الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية عن “شجبها واستنكارها الشديدين لهذا التحامل العدائي على المواطنين المغاربة الذين سجلوا أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ بلادهم من خلال مشاركتهم الطوعية في استكمال الوحدة الترابية للمملكة”.
واعتبرت الحركة من خلال بلاغ لها، أن ما صدر عن التلفزيون الرسمي للجارة الشرقية جريمة في حق الإنسانية وانحرافًا عن القيم الإنسانية العليا التي تحترم كرامة الأفراد، مؤكدة أن ما صدر عن التلفزيون الرسمي للجارة الشرقية هو سلوك مرفوض تمامًا لأنه يتضمن إساءة غير مبررة وخارجة عن الأعراف الإنسانية والمهنية.
ودعت الحركة، المؤسسات والتنظيمات الإعلامية الدولية إلى إعمال مدونة أخلاقيات مهنة الصحافة في التعامل مع هذا الانحراف الخطير الذي صدر عن قناة تلفزيونية رسمية، لا تزال تغذي الأحقاد وتنشر السموم والكراهية، وتهدد كرامة الشعوب، مؤكدة ترفع الشعب المغربي قيادة وشعبا عن الانجرار في الرد على هذه الوقاحة المغلفة بغطاء إعلامي، انطلاقا من قيم وأصالة المملكة المغربية، وحرصها على احترام الود والتاريخ المشترك بين شعبي البلدين الشقيقين.
وأكدت الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية أن “مثل هذه التصرفات لن تنال قيد أنملة من صمود الشعب المغربي وإرادته الراسخة في الدفاع عن سيادته ووحدة ترابه، باعتباره صاحب حق مشروع، وهو ما تبرهن عنه المواقف الدولية المساندة للمغرب، بعد أن سطع شمس الواقع وزال سراب الباطل. ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله”.
المصدر: العمق المغربي